اخبار العراق الان

مقبرة "داعش" في الفلوجة تكشف أسراراً كثيرة

مقبرة
مقبرة "داعش" في الفلوجة تكشف أسراراً كثيرة

2016-10-05 00:00:00 - المصدر: نقاش


 

داخل اسوار مدرسة هجرها طلابها بعد سيطرة "داعش" على المدينة قبل عامين اقام التنظيم مقبرة خاصة لعناصره القتلى من المقاتلين العرب والمحليين اضافة الى أبرز القادة وبينهم ابوطلحة المهاجر وابو قتادة الليبي وابو انس السوري.

 

وتمكنت قوات الامن العراقي في استعادة السيطرة على الفلوجة في حزيران (يونيو) خلال عملية عسكرية استمرت ثلاثة أسابيع الفلوجة بمشاركة الجيش و"الحشد الشعبي" وطيران "التحالف الدولي"، فيما بدأت عائلات الفلوجة النازحة بالعودة تدريجيا الى المدينة.

 

وبعد احكام الجيش سيطرته على الفلوجة اكتشف كيف كان التنظيم يدير المدينة، وعثر على مخازن ومصانع للأسلحة والقرارات الادارية التي كان يصدرها، ومن بين ما تم العثور عليه مقبرة ضمت 500 قبر، وتم ترتيب القبور بالأرقام تبدأ من 1 - 500. وكتب على شواهد القبور أسماء القتلى مع تاريخ وفاتهم باليوم والشهر والسنة وغالبيتهم قتلوا خلال الأشهر الاربعة الماضية.

 

قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، يقول لـ"نقاش" إن "هذه المقبرة ربما تكون واحدة من عدة مقابر أنشأها تنظيم داعش لقتلاه بعد الضربات العسكرية الكبيرة التي تعرض لها أثناء عملية تحرير الفلوجة، ومقتل 500 عنصر منه قليل بالنسبة لحجم المعركة التي دارت".

 

ويضيف أن "التنظيم كان يعتقد انه سيطر بشكل نهائي على مدينة الفلوجة وان لا أحد قادر على استعادتها منه، لذلك أنشأ مقابر والمحاكم الشرعية، وفي نهاية المطاف لم يبق أي شيء منه، وهذه المقبرة شاهد على انتصار القوات الامنية العراقية في معركة تحرير الفلوجة ومدى قدرتها على انهاء وجود الارهاب".

 

نصف القبور اتضح إنها حفرت قبل ايام قليلة من معركة الفلوجة، وخصوصا تلك التي تبدأ من رقم 250 الى 500، اما القبور التي تبدأ من الرقم 1 الى 250 فهي قديمة لمقاتلين قتلوا خلال معارك خارج الفلوجة، وتم جلبهم الى هنا لدفنهم.

 

شكل القبور يشير بوضوح الى ان حفرها تم بشكل مستعجل ودون اهتمام، حتى أن شواهد القبور التي كتب عليها اسماء القتلى وتاريخ الوفاة كتبت بشكل مستعجل دون اهتمام، حتى ان بعضها تضمنت أخطاءً لغوية.

ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، العميد يحيى رسول، لـ"نقاش" إن "نسبة كبيرة من المدفونين في هذه المقبرة، هم من المقاتلين الأجانب، وأعتقد نسبتهم أكثر من 80%، وهذا يعني أن هؤلاء هم الذين يريدون لمدينة الفلوجة وبقية مدن العراق أن يسوء حالها وان تخضع لسيطرة الإرهاب".

 

شاهد عيان من المدنيين الذين يسكنون قضاء الفلوجة، كان يقف بالقرب من المقبرة اثناء الجولة التي نظمتها "خلية الاعلام الحربي" في قيادة العمليات المشتركة، تحدث عن وجود قبور أخرى في المنطقة، لكنه أشار إلى صعوبة العثور عليها حاليا.

 

ويقول لـ"نقاش" رافضاً الكشف عن اسمه، إن "التنظيم ومع بدء معركة تحرير الفلوجة من القوات الأمنية العراقية، ازدادت أعداد القتلى لديه، مما أضطره الى جرف بعض القبور الموجودة في هذه المقبرة، وحفر قبور جديدة، هذه التي تظهر الآن".

 

وفي بيان صحافي أصدرته عضو مفوضية حقوق الإنسان سلامة الخفاجي طالبت "الجهات المختصة بالحفاظ على المقبرة لتكون شاهدة على انتصار قواتنا البطلة".

 

وأضافت أن "المعلومات المكتوبة على شواهد القبور من اسماء وجنسيات وتواريخ دليل قاطع على وجود عناصر عربية وأجنبية في صفوف داعش، لذا على الباحثين والمهتمين بانتشار الدواعش عالميا دراسة مقابر الإرهابيين في الفلوجة والخالدية والخروج بخريطة اولية للتوسع "الداعشي" في دول العالم".

 

وقالت ايضا ان "وجود جثث الإرهابيين والمعلومات بشأنها على أرض عراقية حقائق تاريخية مهمة للأجيال المقبلة".

 

الحكومة تبدو غير مهتمة بالمقبرة وربما ستقوم بتدميرها ونقل الجثث الى مكان اخر من اجل اعادة تأهيل المدرسة من جديد لعودة الطلبة اليها مع بداية العام الدراسي الجديد، وعودة مئات النازحين الى المدينة.

 

وكانت الفلوجة قبل تحريرها تعتبر ثاني اكبر معقل لتنظيم "داعش" بعد مدينة الموصل، لكنها الأخطر، ويُعتقد ان يتم العثور على مقابر أخرى تابعة للتنظيم في الفلوجة، إما تكون لعناصره أو لضحايا من عناصر القوات الامنية او المدنيين الذين أعدمهم أثناء سيطرته على المدينة.

iqB3rWkVvRU