أكثر من ملياري دولار موازنات ذي قار وشوارع الناصرية بلا تبليط
Sun, 09 Oct 2016 21:23:43
#الجمهورية_نيوز
تواجه مناطق وأحياء سكنية عديدة وسط مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، نقصاً حاداً في الخدمات اثر الأزمة المالية تارة والإهمال المتراكم طيلة السنوات الماضية تارة أخرى، على الرغم من الموازنات المالية التي خصصت للمحافظة والتي وصفت بالانفجارية حينها.
أكثر من ثلاثة ترليونات دينار عراقي موازنات المحافظة منذ عام 2005 ولغاية 2013، خصصت لتسريع الاعمار وإنعاش الاهوار وتنمية الأقاليم أنفقت مجملها على تنفيذ 2482 مشروع خدمي لازال منها 444 مشروعا متلكئا وديونا متراكمة للمقاولين بحدود 180 مليار دينار.
احياء ذات كثافة سكانية عالية مثل حي سومر الأولى والثانية والفداء والتضحية والأمن الداخلي الإسكان الصناعي والشموخ والشعلة والثورة والزوية وشارعي بغداد والإمام علي هي الأكثر تضررا من أزمة الخدمات في قلب مدينة الناصرية.
مشروع المجاري الكبير الذي شرعت بتنفيذه إحدى الشركات المحلية عام 2012 وبكلفة 251 مليار دينار من الخطة الاستثمارية لوزارة البلديات والأشغال العامة ويشمل جميع أحياء مدينة الناصرية بطول 1000 كم كان مثيرا للجدل بين حكومة ذي قار المحلية والوزارة حول تنادر العمل والمواد المستخدمة، وصلت حد الاتهامات المتبادلة لفترات طويلة نتيجة التأخير في الانجاز وغرق مناطق سكنية عديدة بفعل الأمطار الموسمية على امتداد سنوات العمل حتى أعلن الانتهاء منه قبل سنتين لتبدأ رحلة المعاناة من جديد نتيجة عدم وجود تخصيصات مالية لاكمال عمليات التبليط والأرصفة ويهدد مستقبل نجاح مشروع المجاري واندثاره بفعل الأمطار والأطيان في كل موسم شتوي بعد تراكم مخلفات الحفريات في تلك المناطق.
شوارع تالفة وأخرى تحولت إلى مستنقعات وساحات عامة تحولت إلى مكب للنفايات ومخلفات مولدات الكهرباء الأهلية هي الصورة الواضحة لجميع المناطق التي يصفها السكان المحليون بالمنسية.
المواطن علاء حسن (40 عاما) من حي سومر الأولى قال الجمهورية _نيوز أن منطقتنا من أقدم مناطق مدينة الناصرية ولا تبعد عن ساحة الحبوبي أكثر من 500 متر إلا أنها أهملت بشكل واضح ولأسباب مجهولة مع تمتع مناطق أخرى بعيدة جدا بخدمات البلدية والتبليط، مشيرا إلى أن سكان الحي يعانون سنويا من مشكلة الأمطار وأثرها على الشوارع الفرعية في حين لا تتم تسويتها حتى في فصل الصيف على الرغم من المراجعات والتظاهرات التي نظمها سكان الحي وفي مناسبات عديدة مع وعود كثيرة تم الحصول عليها من الحكومة المحلية في تحسين واقع الحال إلا أن أي شيء منها لم يتحقق.
منطقة الصالحية في الجهة المقابلة لحي سومر الأولى وذات الكثافة السكانية العالية هي الأخرى ليست بأفضل حال من جارها المقابل فلا شوارعها ولا مدارسها ولا خدماتها البلدية في تحسن على الرغم من مرور 13 عاما على التغيير السياسي في العراق على حد وصف سكانها المحليين.
المواطن محمد كاظم (35 عاما) قال لوكالة الجمهورية نيوز نشعر باليأس والإحباط من هذا الإهمال المتواصل من دون معالجات ولو بشكل ملحوظ للمعاناة الكبيرة لأبناء المنطقة، فخدمات البلدية قليلة الزيارات، والنفايات متكدسة والشوارع محفرة ولاتحسن في الأفق القريب مع تبريرات الحكومة المحلية في عدم وجود الأموال.
أحياء الفداء والزهراء والتضحية والأمن الداخلي من الصوب الشرقي لطريق المرور السريع في مركز مدينة الناصرية تعتبر من الأحياء الجديدة لشرائح ذوي الدخل المحدود والفقراء، وخدماتها كحال سكانها أن لم يكن فقرها مدقعا وعوزها متفاقما كما حدثنا المواطن أبو قيصر (50 عاما) والذي أشار بيديه إلى الشوارع المتضررة والتي قال عنها لم تلامس إطارات سيارة تخصصية للتسوية أو التعديل في ابسط الأحوال.
وأضاف أبو قيصر لوكالة الجمهورية نيوز ان فصل الشتاء هو الأزمة المقبلة لنا وعلينا إحضار المعدات والملابس التي نلجأ لها في الوصول إلى أعمالنا وإيصال أطفالنا لمدارسهم، مناشدا الحكومة المحلية أن تلفت لمعاناتهم كونهم من الشرائح المتضررة اقتصاديا ولا يمكنهم التبرع من اجل إيجاد حلول لمشكلة خدماتهم كما حدث في مناطق ميسورة أخرى.
الحكومة المحلية ونتيجة توقف الموازنات المحلية وعدم وجود البدائل توجهت نحو الشركات والمقاولين لتعلن ولأكثر من مرة إنشاء أعمال التبليط والأرصفة للمناطق المشمولة بمشروع مجاري الناصرية الكبير والمتضررة حاليا من عدم وجود هذه الخدمات إلا أن محاولاتها فشلت في إيجاد الراغبين من المقاولين كون هذه المشاريع تم عرضها للعمل وفق طريقة الدفع بالأجل وبأسعار غير مشجعة للمقاولين في إطار العمل المطلوب ومحدداته كما يقول المعاون الفني لمحافظ ذي قار علاء حسن شقي.
وأضاف لوكالة الجمهورية نيوز إن المحافظة حصلت على استثناءات من رئاسة الوزراء في تحويل مبالغ مشاريع سابقة إلى مشاريع تبليط إلا أنها اصطدمت بالأزمة المالية وعدم وجود التخصيصات اللازمة الأمر الذي يحول دون إكمال أي مشروع جديد في ظل الظروف الحالية.
محافظ ذي قار يحيى الناصري قال لوكالة الجمهورية نيوز إن الأزمة المالية هي الأمر الواقع في عموم العراق وعلينا تجاوزها من خلال تفعيل دوائرنا الخدمية المحلية وفق إمكانياتها المالية من عوائدها الضريبية والجبايات لإكمال ما يمكن إكماله من النقص الحاصل في خدمات مدينة الناصرية بعد انجاز مشروع المجاري الكبير، مشيرا إلى أن المحافظة تحتاج إلى المزيد من الإمكانيات لتعويض المواطنين عن نقص الخدمات مع إمكانية تعاونهم في هذا المجال وبشكل مشترك لتجاوز تداعيات هذه الأزمة.
مراقبون يرون أن موسم الشتاء المقبل هو الفيصل في اختبار كل مشاريع البنى التحتية التي أقدمت عليها المحافظة والوزارات المعنية والتي لم تكتمل لحد الآن، مشيرين إلى أن المناطق التي لم تنال استحقاقها من الخدمات طيلة السنوات الماضية في مركز مدينة الناصرية تعود إلى عدم وجود من يمثل هذه المناطق في مجلس المحافظة كونه المجلس الخدمي والذي يحدد خطط المشاريع ويقر المبالغ المخصصة لها بسبب عدم إقبال الناخبين في مركز المحافظة على صناديق الاقتراع وهو ما أفرزته جميع الجولات الانتخابية السابقة بحسب ما قالها للمربد الحقوقي احمد السالم.
مجلس محافظة ذي قار والذي لا يمتلك إحصائية دقيقة وواضحة لحجم مبالغ الخطط للمشاريع الاستثمارية التي خصصتها أو نفذتها جميع الوزارات الاتحادية المعنية إلى جوار المبالغ المعلنة والواضحة ضمن خطة تنمية الأقاليم وقبلها تسريع الاعمار وانعاش الاهوار، يرى أن ما خصص للمحافظة طيلة السنوات الماضية ضمن جميع هذه العناوين من التخصيصات المالية هو النزر اليسير من احتياجات المحافظة الفعلية كونها قد تعرضت إلى الإهمال والتهميش ابان حكم النظام السابق طيلة عقود طويلة من الزمن كما يقول رئيس اللجنة الفنية حسن الاسدي.
وأضاف لوكالة الجمهورية نيوز إن محافظة ذي قار هي الرابعة سكانيا من بين المحافظات العراقية والأولى من حيث عدد الوحدات الإدارية التابعة بها والتي تبلغ 20 وحدة إدارية إلا أنها تعاني من أزمة حقيقية في مشاريع الصحة والتربية والكهرباء والطرق والخدمات الأخرى، غير انه لم يخفي أن اغلب المشاريع التي نفذت من خلال الموازنات السابقة هي مشاريع طارئة وكان لابد من العمل بها بالإضافة إلى عدم وجود شركات محلية متخصصة الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على تنفيذ العديد من هذه المشاريع ومنها في مدينة الناصرية مركز المحافظة.
وأوضح ان المتابع لواقع مدينة الناصرية قبل وبعد 2003 سيجد تغييرا واضحا على صعيد تطور منشات الدوائر الحكومية وخدمات بعض الإحياء السكنية ومنها أحياء الشهداء وأور واريدو، لافتا إلى أن مشروع مجاري الناصرية الكبير والذي كان من مشاريع وزارة البلديات قد نسف كل الجهود المحلية في إحالة وتنفيذ العديد من مشاريع الطرق داخل مركز المحافظة والتي أعلنت في وقت سابق بسبب الأزمة المالية.
ومابين تبريرات الحكومة المحلية وقلة التخصيصات المركزية، تستمر معاناة مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وتتربع على عرش المدن (الأفقر خدمياً) بإجماع المسؤولين