زوجة رئيس نيجيريا: زوجي لا يدري ما الذي يحدث في البلاد ولا يختار المسؤولين ،والرئيس يرد: زوجتي مكانها المطبخ
ولم تمر ساعات على تصريح عائشة بخاري إلا وأعقبها زوجها محمد بالرد عليها وهو يقف بجوار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أثناء زيارته لألمانيا، حيث قال إن زوجته "مكانها المطبخ"، وأنه يحظى "بمعرفة أفضل فيما يخص إدارة الحكومة". وقد ذكر ذلك ضاحكا، ولكن لا أحد متأكد مما في الأعماق البعيدة.
ومضى يقول: "لا أعرف على وجه التحديد إلى أي حزب تنتمي زوجتي.. في الحقيقة إن مكانها المطبخ وغرفة المعيشة والغرف الأخرى في منزلي".
وكانت عائشة قد قالت، وهي توجه انتقادات علنية لزوجها، إنه لا يتحكم في إدارة شؤون البلاد ولا يسيطر على الأوضاع بشكل جيد، وهي تحثه على أن يكون حازما، وألا يسمح لأناس آخرين من ورائه بالتحكم في الأمور، يعينون من شاؤوا ويزيحون من شاؤوا.
بل إن الوضع بتقديرها أسوأ من ذلك، فالرئيس لا يعرف معظم المسؤولين الذين عيّنهم، ولا قدراتهم، ولا من يكونون.
وإذا كان بخاري قد انتُخب بعد كلام كثير حول الفساد والمحسوبية في نيجيريا وقد وعد بأن يجعل ذلك من ذكريات الماضي، إلا أن تصريحات السيدة الأولى وعلى الملأ تعتبر خطيرة في كونها تلفت الانتباه من شخصية من داخل البيت الحاكم، هي زوجته، وهي تشير إلى أن بخاري لم يعد قادرا على السيطرة ولا إدارة البلاد بالشكل الذي وعد به، وأن الفساد ما زال ينخر بقوة.
استمرت حرب التصريحات بأن يفند كل طرف نقد الآخر، فمقابل ما ذكرته عائشة رد محمد بخاري، على الصحافيين في ألمانيا قائلاً إن فوزه لثلاث مرات برئاسة البلاد (حيث سبق له أن تولى الحكم في عام 1983 بانقلاب عسكري قبل أزاحته في 1985) يعني أنه يمتلك قدرا أكبر من العلم من زوجته.
أما تصريحات عائشة فتنذر بأن الأزمة في نيجيريا قد استفحلت، فقد كشفت السيدة الأولى أن البلاد لا يديرها الحزب الحاكم، حيث إن أغلب من يتولون الشؤون من خارجه.
وهي تضيف أنها زوجة لبخاري منذ 27 عاما، وثمة من لم ترهم ولم تسمع بهم من قبل "فمن أين جاؤوا؟! أو جاء بهم... هو لا يعرفهم قطعا!!"، في إشارة للرئيس.
وتقول بسخط "إن من يريد معرفتهم عليه أن يشاهد التلفزيون، وهناك آخرون يجلسون في بيوتهم سوف يتم استدعاؤهم قريبا لتولي المناصب".
وقد وجه نيجيريون انتقادات لرئيسهم في حصر وظيفة المرأة في المطبخ وعمل البيت، باعتبار أن ذلك ضد حقوق المرأة التي يجب أن يدافع عنها، وقد وعد بذلك أثناء الحملات الانتخابية، لكن يبدو أن الوعود ذهبت هباء أمام الخلاف المشتعل على الهواء الذي جعل وسائل التواصل الاجتماعي في نيجيريا لا تهدأ طوال أمس واليوم.