المنطقة الخضراء .. الدخولية بخمسة ملايين
تبدو صادمة بل هي كذلك تلك الوثائق التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي ومعها اخبار تداولتها وسائل اعلام محلية وتفيد بان مكتب رئيس الوزراء اصدر “تسعيرة” لدخول المنطقة الخضراء. ذيلت الوثائق بتوقيع مهدي محسن العلاق مدير مكتب رئيس الوزراء الذي منح للشركات وأصحاب رؤوس الاموال ورجال الاعمال افضلية دخول المنطقة الخضراء، فرسخ الطبقية في المجتمع العراقي، وبدد الذرائع والمبررات الأمنية لاعتماد تلك الباجات ودخول الخضراء المحصنة. يقول الكتاب المذيل بتوقيع العلاق (مهدي)، فهم كثر، ان “التسعيرة” هي لاصدار باجات دخول المنطقة الخضراء ووضعها في ثلاث مستويات الأول خمسة ملايين دينار للحصول على الهوية ذات اللون الأزرق وثلاثة ملايين دينار للحصول على الهوية ذات اللون الأخضر ومليون دينار للحصول على الهوية ذات اللون الأصفر و4500 الف دينار للحصول ذات اللون الرصاصي، ويبرر ان ذلك لتغطية تكاليف اصدار الباجات!. لا محصن امام الأموال، ولا مبررات امنية تقف في وجه الدولارات، لقد خرق العلاق الدستور العراقي وهو يمنح فئة بعينها جواز دخول منطقة في العراق، وداس على المادة 44 من الدستور والتي تؤكد انه للعراقي حرية التنقل والسفر والسكن داخل العراق وخارجه. بهذه الوثائق بات للعراقي حرية مكفولة بخمسة ملايين دينار سنويا، لدخول المنطقة الخضراء، فلو كان من حاملي الباج الأزرق يمكنه ساعتها مشاهدة الكلايسكو بين الريال وبرشلونة مع أبو ايسر، او ان يلعب داس طاولي مع أبو اسراء، او ان يزور السفارة الامريكية ويولي وجهه بالدعاء شطر واشنطن او التجوال في البندقية (لمن لا يعلم ان في الخضراء منطقة اسمها البندقية) او قضاء سهرة كاس مع مشعان الجبوري تتيح له لقاء الإسلاميين هناك قبل صلاتهم. الوثائق تكشف مربط الفرس..ومربط الفرص..تلك الباجات تتيح لرؤوس الأموال الدخول للخضراء للقاء رؤوس الفساد والاستفراد بالعقود من اصلها بعيدا عن دوائرها ووزاراتها.