اخبار العراق الان

حكومة نتنياهو تلتزم الصمت بعد فوز ترامب والمصادر الإسرائيليّة تؤكّد أنّه سيكون الصديق الوفيّ

حكومة نتنياهو تلتزم الصمت بعد فوز ترامب والمصادر الإسرائيليّة تؤكّد أنّه سيكون الصديق الوفيّ
حكومة نتنياهو تلتزم الصمت بعد فوز ترامب والمصادر الإسرائيليّة تؤكّد أنّه سيكون الصديق الوفيّ

2016-11-09 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

التزم وزراء الحكومة الإسرائيليّة الصمت المُطبق خلال المعركة الانتخابيّة الأمريكيّة بأوامر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكن حتى بعد الإعلان رسميًا عن فوز دونالد ترامب بالمنصب، واصلت تل أبيب الرسميّة الحفاظ على صمت أهل الكهف.

لكن بالمُقابل، فإنّ الإعلام العبريّ على مختلف مشاربه، عبّر عن “صدمته” الشديدة من خسارة المُرشحّة المُفضلّة لإسرائيل، وخصوصًا أنّ هذا الإعلام راهن على فوز هيلاري كلينتون، منذ انطلاق الحملة الانتخابيّة في الولايات المُتحدّة، ودفع بكبار المُعلقين والمُحللين إلى واشنطن لمُواكبة الـ”حدث التاريخيّ”.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّ الكثير من كبار المسؤولين الإسرائيليين يعرفون ترامب جيّدًا، ويؤكّدون على أنّه يؤيّد الدولة العبريّة بشكلٍ واضحٍ وكبيرٍ. ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ المُنتخب يُقدّر جدًا قوّة إسرائيل الاقتصاديّة وتربطه علاقاتٍ وطيدةٍ بعددٍ كبيرٍ من رجال الأعمال الإسرائيليين، وتحديدًا في مجال التجارّة بالعقارات.

وعبّرت المصادر في تل أبيب، بحسب الصحيفة، عن قناعتها الكاملة بأنّه عندما سيصل ترامب إلى البيت الأبيض سيكون حليفًا لإسرائيل من الدرجة الأولى، وسيدعم كلّ مبادرة مؤيّدةٍ لها، في المجالات الأمنيّة، الاقتصاديّة والسياسيّة، وذلك خلافًا للسياسة التي انتهجها الرئيس الحاليّ، باراك أوباما، كما أكّدت المصادر.

وشدّدّت الصحيفة في تقريرها على أنّ ترامب مُحاطٌ بعددٍ كبيرٍ من اليهود، وأنّ من أصدقائه المُقرّبين يوجد أيضًا يهود. والأكثر قربًا من إسرائيل هو صهر الرئيس المُنتخب، جارد كوشنير، والذي من المُتوقّع أنْ يلعب دورًا مُهّمًا في علاقة الإدارة القادمة مع رئيس الوزراء نتنياهو، كما أنّ والده هو صديق شخصيّ لرئيس الوزراء الإسرائيليّ منذ أنْ شغل الأخير منصب مندوب إسرائيل في الأمم المُتحدّة.

مع ذلك، شدّدّت المصادر عينها على أنّه إذا “أخذنا بعين الاعتبار شخصية ترامب الانفعاليّة، فمن غير المُستبعد، وعلى الرغم من تأييده المُطلق لإسرائيل، من غير المُستبعد أنْ يستغلّها كعملةٍ يستعملها للدفع في الحلبات الدوليّة، وبشكلٍ خاصٍ مع روسيا”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في تل أبيب، وصفتها بأنّها موثوقة جدًا، نقلت عنها قولها إنّ صنّاع القرار في إسرائيل يخشون من أنْ يقوم الرئيس المُنتخب بالانقلاب على إسرائيل في الأوقات الحرجة. واستذكرت المصادر التصريح الذي كان أدلى به خلال المعركة الانتخابيّة بأنّ الدول التي تتلقّى الدعم الأمنيّ عليها أنْ تدفع مقابل ذلك. وأوضحت المصادر أنّ ترامب تراجع عن تصريحه فيما يخُصّ إسرائيل، ولكنّ القلق في تل أبيب منه في هذا المجال ما زال قائمًا.

علاوة على ذلك، قالت الصحيفة أيضًا إنّه لا يوجد أيّ مسؤول في تل أبيب، على استعداد للمُراهنة على أنّ وعود ترامب ومُساعديه خلال الحملة الانتخابيّة ستخرج جميعها إلى حيّز التنفيذ، واصفةً إيّاها بأنّها لا تتعدّى قشرة الثوم: مثل إلغاء الاتفاق النوويّ مع إيران، نقل السفارة الأمريكيّة من تل أبيب إلى القدس، الاعتراف بحقّ إسرائيل بضمّ المُستوطنات بالضفّة الغربيّة ومُواصلة البناء. وبرأي المصادر، فإنّ ترامب سيكون كساقيه من الرؤساء الأمريكيين من الحزب الجمهوريّ فيما يتعلّق بسياسة واشنطن تجّاه تل أبيب، والذين رفضوا الاعتراف بقانونيّة المستوطنات.

مع ذلك، أوضحت المصادر أنّ ترامب، خلافًا لأوباما، لن يقوم كلّ اثنين وخميس بشجب واستنكار الأعمال الإسرائيليّة في المستوطنات.

ورجحّت المصادر الإسرائيليّة أنّ ترامب لن يقوم بشكلٍ شخصيٍّ بمعالجة السياسة الخارجيّة للولايات المًتحدّة، مُوضحةً أنّه سيصبّ جلّ اهتمامه على المشاكل الاقتصاديّة الأمريكيّة، ولكن لم تستبعد المصادر ذاتها، كما قالت الصحيفة، أنْ يقوم الرئيس المُنتخب بتبنّي سياسة كلّ شيء أوْ لا شيء، مُذكرةً بتصريحه الشهير: أعطوني نصف سنة، وسأقوم بحلّ الصراع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ.

وقالت المصادر الإسرائيليّة أيضًا إنّه إذا صحّت الأنباء عن التعيينات التي سيقوم بها ترامب عندما سيدخل البيت الأبيض، فإنّ اليمين الإسرائيليّ باستطاعته الآن فتح زجاجات الشمبانيا احتفالاً بذلك. وبحسب المصادر فإنّ المُرشّح لمنصب وزير الخارجيّة، نيفين غينغريتش، كان قد صرح في الماضي بأنّه لا يوجد شعبًا فلسطينيًا. كما أنّ السم الثاني المطروح لملء هذا المنصب هو جون بولتون، الذي عارض الاتفاق النوويّ مع إيران، وأيّد توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة.

بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت المصادر في تل أبيب، على أنّه إذا تمّ تعيين رودي جولياني وزيرًا للدفاع، فإنّه عمليًا سيجلس في البنتاغون أحد أكبر أصدقاء إسرائيل على مرّ التاريخ، على حدّ تعبيرها؟

وخلُصت المصادر إلى القول إنّه في المحصلة العامّة كان ترامب وما زال لغزًا كبيرًا، وفي إسرائيل لا يُحبّذون الألغاز ولا المفاجآت، مُشيرةً إلى أنّ مستشار ترامب للشؤون الإسرائيليّة، ديفيد فريدان، حاول خلال المعركة الانتخابيّة تهدئة الإسرائيليين، وقال لهم إنّ ترامب في البيت الأبيض سيكون صديقًا حميمًا جدًا للدولة العبريّة، علمًا أنّه من المُرجّع تعيينه سفيرًا لواشنطن في تل أبيب، أكّدت المصادر.