معصوم يرجح تحرير الموصل قبل نهاية 2016 ويدعو لوضع ستراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب
معصوم يرجح تحرير الموصل قبل نهاية 2016 ويدعو لوضع ستراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب
المدى برس/ بغداد
رجح رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، اليوم الأربعاء، تحرير الموصل قبل نهاية العام 2016 الحالي، مبيناً أن العراق يسعى لاعتقال رئيس تنظيم (داعش) الإرهابي أبو بكر البغدادي وإحالته لمحاكمة "عادلة"، وفي حين دعا لوضع استراتيجية جديدة بالتعاون مع دول الجوار وباقي دول العالم، لمكافحة الخلايا الإرهابية النائمة بعد الانتهاء من تحرير الموصل، عد أن التواجد العسكري التركي في بعشيقة "انتهاكاً" للأعراف والقوانين الدولية.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها رئيس الجمهورية، مع وكالة "كيودو" اليابانية، في بغداد، أمس الثلاثاء،(الثامن من تشرين الثاني 2016)، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي صدر اليوم، وتسلمت (المدى برس) نسخة منه.
وقال معصوم، إن "القوات العراقية المسلحة ستتمكن من القضاء على كل الوجود العسكري لتنظيم (داعش) الإرهابي خلال الشهرين المقبلين"، مشيداً بـ"بسالة القوات العراقية والمستوى العالي لمعنوياتها وإقدامها".
وأضاف رئيس الجمهورية، أن "عصابات (داعش) لن تستطيع الصمود طويلاً في الرقة السورية، إذا ما خسرت الموصل"، مؤكداً أن "العراق لا يسعى لقتل رئيس تنظيم (داعش) الإرهابي، المدعو أبو بكر البغدادي، بل لاعتقاله وإرساله للمحاكمة العادلة أمام أنظار العالم، لتصدر الحكم العادل بحقه عن الجرائم كافة المرتبطة به أو بإشرافه".
وأكد معصوم، أن "القضاء هو الذي سيقرر مصير كل من ارتكب جريمة أو عملاً إرهابياً وأن الهدف الأساس هو تعزيز سلطة القانون على الدوام"، كاشفاً عن "قيام العراق بتنظيم عمليات بحث دقيقة عن قادة تنظيم داعش الإرهابي بما فيهم البغدادي في المناطق الحدودية مع سوريا".
وأعرب الرئيس، عن أمله بإمكانية "إلقاء القبض على المجرم البغدادي، لأننا نريد إرساله للعدالة مثلما أرسلنا رئيس النظام البائد صدام حسين"، في إشارة إلى المحاكمة التي خضع لها رئيس النظام السابق عام 2003، انتهت بإعدامه بتهمة "ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية".
ورجح معصوم، أن "يكشف التحقيق مع رئيس تنظيم داعش الإرهابي عن معلومات وأسرار كثيرة تخص الجماعات الإرهابية"، مؤكداً أن "اشتداد هجمات القوات العراقية على مناطق داخل الموصل دفع الكثير من العناصر الإرهابية إلى الهرب من جبهات القتال وسط معلومات استخبارية تؤكد حصول صدامات داخلية بينهم".
ودعا رئيس الجمهورية، إلى ضرورة "وضع استراتيجية جديدة بالتعاون مع الدول الإقليمية المجاورة وباقي دول العالم، لمكافحة الخلايا الإرهابية النائمة بعد الانتهاء من تحرير الموصل"، متوقعاً "قيام بعض الخلايا المنسية بنشاطات إرهابية لاحقاً برغم اليقين القوي بأن هزيمة قاسية ستلحق بعصابات داعش في معركة تحرير الموصل".
وحث معصوم، دول المنطقة والولايات المتحدة وأوروبا، على "دعم خطة شاملة للقضاء على الشبكات الإرهابية على مستوى العالم".
وبشأن إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان لتقرير مصيره، ذكر الرئيس معصوم، أن "الاستفتاء لا يعني إعلان الاستقلال مباشرة، لأنذلك بحاجة إلى تفاهم واتفاق مع العراق".
وفي محور آخر من اللقاء، يتعلق بوجود قوات تركية في بعشيقة، أكد رئيس الجمهورية، أن "القوات التركية في بعشيقة دخلت بدون موافقة مسبقة من الحكومة العراقية، وهو موضع استنكار، كما أنها اقترنت بتدخل سياسي صارخ في الشؤون الداخلية العراقية"، مشدداً على "رغبة العراق إقامة علاقات متينة وجيدة واستراتيجية مع تركيا لكن ليس على حساب سيادتنا".
وأوضح معصوم، أن هنالك "مصالح مهمة بين العراق وتركيا واتفاقات على أنابيب نفط ومياه وتجارة قاربت 20 مليار دولار قبل تراجعها مؤخرا بسبب التوتر"، معتبراً أن "نشر القوات التركية قرب الموصل انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية".
وتابع رئيس الجمهورية، أن "تركيا دولة جارة ومهمة في المنطقة ونحن نكن لها الاحترام ونتمنى لها الاستقرار والازدهار"، مستطرداً أن "العراق كان بين أول دول العالم التي وقفت ضد الحركة الانقلابية الأخيرة في تركيا حيث أعلنا تأييد الشرعية الدستورية على الفور لأننا ضد الانقلابات العسكرية من حيث المبدأ، ومن هذا المنطلق نفسه، نشعر بالقلق حيال اعتقال نواب وشخصيات سياسية مهمة وزجهم في السجون دون سياق قانوني لكونه يمثل إشارة خطيرة تهدد الديمقراطية التي نأمل الحفاظ عليها وتغليب الحوار والتفاهم لحل المشاكل الطارئة".
وبشأن العلاقات العراقية اليابانية، أكد رئيس الجمهورية، على أنها "متينة وبلا حساسيات"، مؤكداً أن "العراق يتطلع إلى مشاركة اليابان في تطوير قطاعاته الاقتصادية الإنتاجية والخدمية المختلفة".
يذكر أن عمليات "قادمون يا نينوى"، لتحرير الموصل وباقي مناطق المحافظة، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، انطلقت في (الـ17 من تشرين الأول 2016)، وأنها تحقق نجاحات متواصلة.