قاعة باتاكلان في باريس تنبعث من رمادها مع حفل لستينغ
باريس (أ ف ب) - بعد سنة من الاعتداءات التي استهدفت باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، تعيد قاعة باتاكلان التي شهدت اكثر الهجمات دموية خلال هذا اليوم فتح أبوابها السبت عشية المراسم الرسمية لذكرى هذه الفاجعة، مع حفل يقدمه ستينغ تكريما للضحايا وعائلاتهم.
وتخليدا لذكرى الضحايا المئة والثلاثين الذين وقعوا في الاعتداءات المنفذة على ملعب ستاد دو فرانس بالقرب من باريس ومسرح باتاكلان ومطاعم وحانات في العاصمة الفرنسية، وقف المتفرجون الـ 80 ألفا لمباراة كرة قدم بين فرنسا والسويد، دقيقة صمت الجمع في افتتاح المسابقة الرياضية في الملعب.
وقد هزت هذه المجزرة التي تبناها لاحقا تنظيم الدولة الإسلامية فرنسا برمتها وأعلنت حالة الطوارئ وتدابير أمنية غير مسبوقة وشددت السلطات خطها الأمني بعد تعرض البلاد لهجمات لاحقة أثارت مشاعر معادية للمسلمين. ويسعى الناجون من الهجمات وعائلات الضحايا إلى إبقاء محنتهم بعيدة عن هواجس الخوف والكراهية.
ولا تنفك الحكومة تذكر بأن التهديد لا يزال قائما.
وكتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مقالا في هذه المناسبة نشر في صحف أوروبية عدة جاء فيه "نعم، لا يزال الإرهاب يفتك بنا لكننا نملك كل الموارد اللازمة للصمود وقوة كافية للتغلب عليه. ونحن الأوروبيين سنتغلب على الإرهاب الإسلامي".
وعشية المراسم الرسمية لإحياء ذكرى الضحايا الأحد، يقدم المغني البريطاني ستينغ حفلا نفدت بطاقاته مساء السبت في مسرح باتاكلان الذي رمم بالكامل. وهو أول حفل يقام في الموقع بعد هجوم وقع فيه أودى بحياة 90 شخصا خلال عرض لفرقة الروك الأميركية "إيغلز أوف ديث ميتال".
وقال ستينغ (65 عاما) في مقابلة نشرت السبت في صحيفة "لو باريزيان" وأجريت قبل الإعلان الرسمي عن عرضه في باتاكلان "من المهم إعادة فتح القاعة لتبقى مركزا للحفلات. ونحن بحاجة إلى أن تعود الأمور إلى مجاريها".
واتخذت تدابير أمنية واسعة تحضيرا للحفل.
ونفدت البطاقات المطروحة للبيع هذا الأسبوع في أقل من ثلاثين دقيقة. ودعيت عائلات الضحايا وحفنة من المسؤولين لهذا العرض الذي لن يستغرق أكثر من ساعة والذي ستخصص عائداته لجمعيتين تعنيان بالضحايا.
- نقل مباشر -
وتعهد القائد السابق لفرقة "بوليس"، "باحترام ذكرى الضحايا ... والاحتفاء بالموسيقى والحياة التي تنبض بها هذه القاعة الشهيرة"، على ما نقل عنه جول فروتوس أحد مدراء قاعة باتاكلان حيث أحيا ستينغ حفلا مع فرقته في 23 نيسان/أبريل 1979.
وبالنسبة لفروتوسن تقضي الأولوية بأن تستعيد الموسيقى حقوقها قبل مراسم الأحد. وهو صرح لوكالة فرانس برس "لم ترق لي فكرة إعادة فتح باتاكلان بمراسم رسمية أولا ثم بعرض موسيقي".
وستنقل عدة محطات تلفزيونية الحفل مباشرة، من بينها "تي في 5 موند" التي ستبثه في كل القارات.
ولطالما كانت قاعة باتاكلان محفلا للشبيبة التي تهوى السهر وهي تحولت بعد الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر موقعا لتخليد ذكرى الضحايا تقصده الحشود. وقد زارها غداة الاعتداءات عدة قادة عالميين، من أمثال الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ومن المرتقب أن يزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسة بلدية باريس آن إيدالغو الأحد المواقع الستة التي استهدفتها الاعتداءات وهي ملعب ستاد دو فرانس ومطعم "كارييون/بوتي كامبودج" وحانات "بون بيير" و"كونتوار فولتير" و"بيل إيكيب" وقاعة باتاكلان ليدشنا في كل منها لوحة تخلد ذكرى "الأرواح التي حصدت في هذه المواقع" عليها أسماء الضحايا الذين وافقت عائلاتهم على إدراجها.
وتنتهي الجولة أمام مسرح باتاكلان بحضور ناجين من المجزرة وأعضاء من فرقة "إيغلز أوف ديث ميتال".
ودعت جميعة تعنى بالضحايا الفرنسيين إلى إضاءة الشموع أمام النوافذ مساء الأحد.