اخبار العراق الان

تنظيم داعش بلا قيادة.. هذا ما سينتهجه بعد الموصل

تنظيم داعش بلا قيادة.. هذا ما سينتهجه بعد الموصل
تنظيم داعش بلا قيادة.. هذا ما سينتهجه بعد الموصل

2016-11-12 00:00:00 - المصدر: بابل24


تنظيم داعش بلا قيادة.. هذا ما سينتهجه بعد الموصل

بغداد/.. في عام 2014، قدم المتحدث باسم تنظيم داعش وقائد العمليات الخارجية أبو محمد العدناني نسخة من الملاحظات لأعمال "السوري" تنبه المسلمين الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى الجهاد في العراق وسوريا لاستهداف الغربيين في بلادهم، مناشدا اياهم "إسحق رأسه بحجر، أو إذبحه بسكين، أو ادهسه بسيارتك الخاصة".

دعوة العدناني تلك لحمل السلاح - ودعوات آلة الإعلام الاجتماعي الأوسع للتنظيم- لم تقع على آذان صماء، وبالإضافة إلى تيار الهجمات الذي لا تبدو له نهاية في أوروبا، فقد اتهم أكثر من 100 شخص في الولايات المتحدة بارتكاب جرائم متعلقة بالتنظيم منذ مارس اذار 2014.

وما يقرب من ثلث المعتقلين متهمين بالتورط في مؤامرات لتنفيذ هجمات على الاراضي الاميركية.

وقد وجهت العديد من الهجمات مركزيا من خلال جهاز عمليات التنظيم الخارجي، او الاستخبارات الخارجية المعروف باسم "امنيّات الخارجي"، الذي من المرجح ان أن يتراجع  نشاطه بشكل ملحوظ بسبب استنزاف وتآكل خلافته.

وحول ذلك أشار باتريك رايان وباتريك جونستون. مؤخرا في مقال نشر في موقع War On The Rocks وترجمة /بابل24/ جزءه الأول يوم امس، انه "وكرد فعل على الهجمات في أماكن مثل الموصل من المرجح أن يعتمد التنظيم نهج "تعطيل وتشتيت وحداته العسكرية وتعزيز استخباراته وأمنه، ومؤسساته المالية".

لكن إحدى العقبات المحتملة التي سيواجهها التنظيم في الوصول الى هذا التكيف هو أنه، بدلا من محاولة كسب السكان في المناطق التي سيطر عليها، فقد اتخذ نظرية الحرب الثورية "FOCO THEORY" انموذجا، وتسبب في نفور الكثير من الناس الذين سرعان ما تحولوا الى متمردين ضده.

وبغض النظر عن نجاح التنظيم في بناء التمرد، فقد حقق نجاحا كبيرا في التعبئة الجماهيرية وعلى مستوى دولي، لم يصل اليه تنظيم القاعدة، وهذا يجعل الاستخدام الاستراتيجي للخلايا غير المترابطة أكثر جدوى مما كان عليه في أي وقت مضى للجهاديين.

على ضوء ذلك فإن التنظيم سيلجأ على الارجح الى توظيف هجمات يقودها زعيم وهجمات بلا قيادة بشكل ترادفي، كعناصر مكملة لاستراتيجية أوسع نطاقا.

علاوة على ذلك، ان تنظيم داعش يعلم جيدا بأن الجهاديين يمكنهم التقاط مساحة كبيرة وصد أقوى الجيوش في العالم ولسنوات، وقد اظهر تلك الحقيقة للعالم كله، وكان هذا انجازا هائلا، خاصة لداعش، بعد ان تسببت اخطاء الاستراتيجية السابقة في خوض حرب متعددة الجبهات تقريبا، وهكذا، فإن أهداف داعش من المحتمل أن تكون أكثر توسعا، وأكثر فورية من تلك التي ينادي بها سوري.

وقد يقوم تنظيم داعش بصهر هذا النموذج الهجين مع الأهداف الاستراتيجية الأخرى.

ان احدى السمات المميزة لاستراتيجية التنظيم العسكرية هي أنه لا يريد أن يكون يملى عليه زمان ومكان لارتكاب العنف.

ان الضغط على تنظيم داعش في الموصل قد يسفر عن هجمة مرتدة في كركوك، ومن الممكن ايضا ان تدفعه خسارته في العراق وسوريا الى توجيه المزيد من موارده لمهاجمة لبنان وتركيا والأردن والخليج أو أوروبا.

لكن مجرد توفر الإرادة للهجوم ليس كافيا كما لو توفرت الوسيلة: فقد كون التنظيم لنفسه توقعات عالية المستوى حول قدراته، في حين أنه يمر بفترة أكثر جفافا مما لم يشهد من قبل، حيث لم يعد قادرا على شن هجمات في جميع أنحاء العالم مستعينا بالإرادة فقط.

وقد لعب عامل التشفير دورا اساسيا في صياغة استراتيجيات داعش، فقد كانت قلة القدرة على التواصل عاملا في مجال اللامركزية النسبية، لكن العقبات التي تحول دون تأمين الاتصالات آخذة في الانخفاض على الصعيد العالمي، ما يعد فارق كبير عن عام 2001، وفارق كبير ايضا في العقبات التي واجهها اسلاف داعش في الفترة ما بين 2007-2009.

كل هذه المواضيع تعتبر مؤشرا الى المذهب الاستراتيجي الذي ابتدعه واعاد صياغته تنظيم داعش.

ان فحصا دقيقا للاستراتيجيين في الأمس يوفر دليلا ذو بصيرة لما هو آت، وان قراءة أعمال سوري من شأنها أن تساعدنا على توقع التحركات المقبلة لتنظيم داعش، كما ان الفهم الكامل لحياة الاستراتيجي يكشف لنا أننا في حاجة إلى النظر فيما وراء كلماته بحد ذاتها.

سيضيف تنظيم داعش تحريفات كثيرة تتناسب مع بيئة أوسع حيث يحاول التنظيم ان ينعش خلاياه ويشن هجمات ارهابية فيها.