البيشمركة متهمة بتدمير متعمد لمنازل العرب وقراهم شمال العراق
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان أقدمت على تدمير عدد كبير من منازل العرب، وفي بعض الأحيان قرى بأكملها في مناطق انتزعتها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية داعش شمال البلاد خلال العامين الماضيين.
وأضحت المنظمة في تقرير أصدرته الأحد بعنوان "الاستهداف بالعلامة X: تدمير القوات الكردية العراقية لقرى وبيوت أثناء النزاع مع داعش"، أن عمليات التدمير التي وثقتها كانت متعمدة، ووصفت العمليات بأنها "انتهاك جسيم" للقانون الدولي.
ويستند تقرير هيومن رايتس ووتش إلى زيارات ميدانية لباحثي المنظمة، وأكثر من 120 مقابلة مع شهود عيان ومسؤولين، وتحليل شامل لصور التقطها الأقمار الصناعية. وعاينت المنظمة الدولية منازل مهدمة في 17 قرية في محافظة كركوك وأربعة في محافظة نينوى، وجالت عبر غيرها من القرى المدمرة في نينوى، بالقرب من الحدود مع سورية.
ونشرت المنظمة مقطع فيديو يوضح "الانتهاكات" في تلك القرى:
وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة جو ستورك إن القوات الكردية "دمرت منازل العرب، قرية تلو الأخرى في كركوك ونينوى من دون أي هدف عسكري مشروع، لكن حافظت على منازل الأكراد".
ويقول مسؤولون في حكومة إقليم كردستان إن تدمير بعض المنازل في القرى التي كانت خاضعة لسيطرة داعش ناتج عن "قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية ونيران مدفعية البيشمركة". لكن هيومن رايتس ووتش أوضحت أن القرى المستهدفة عرفت دمارا كبيرا "يتّسق مع استخدام الأسلحة الثقيلة ومواد شديدة الانفجار. ويختلف هذا في مظهره عما نجم عن الغارات الجوية"، استنادا إلى صور الأقمار الصناعية.
وتوضح المنظمة أن غياب شهود عيان لا يسمح بالتأكد من الملابسات والمسؤولية عن الدمار في هذه المواقع.
وناشدت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الولايات المتحدة والدول المشاركة في التحالف ضد داعش، الضغط على المسؤولين في إقليم كردستان والبيشمركة لوقف "الهجمات غير المشروعة" ضد العرب في تلك المنطقة.
وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي إن القوات الكردية أقدمت على تدمير منازل مئات العرب وترحيلهم من مدينة كركوك، في ما يبدو أنها عمليات "انتقامية" ردا على هجوم شنه داعش في الآونة الأخيرة.
المصدر: هيومن راتس ووتش/ وكالات