اخبار العراق الان

عاجل

اين أسرى داعش؟

اين أسرى داعش؟
اين أسرى داعش؟

2016-11-15 00:00:00 - المصدر: بابل24


بغداد/.. وفقا لصحيفة ديلي بيست وعن لسان مسؤول كبير بوزارة الدفاع الامريكية، فان معركة استعادة السيطرة على الموصل تعد المعركة الأهم في الحرب ضد التنظيم الذي نصب لنفسه ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية"، وجعل من الموصل عاصمة لها.

لكن حتى الآن، لم يعرف الجيش الأمريكي عدد الاسرى التابعين لتنظيم داعش، وقال المسؤول الاول في الدفاع الامريكية، ان قوات الامن العراقية قد سمحت للقوات الامريكية بإجراء مقابلات مع عدد أقل من "حفنة"، من عناصر التنظيم المحتجزين لديها منذ بدء هجوم الموصل في منتصف تشرين الاول.

ولفت المسؤول الى انه لا يمكن معرفة اذا كان أي من هؤلاء المعتقلين قد تم القبض عليه قبل هجوم الموصل، أو بعد ان بدأ.

وذكر المسؤول الثاني بوزارة الدفاع "بإمكاننا في بعض الأحيان الوصول الى المعتقلين الذين يلقى القبض عليهم من قبل العراقيين، لكن هذا الامر نادر الحدوث".

وفي الوقت الذي يصرح فيه مسؤولون عراقيون ان المئات من مقاتلي التنظيم قتلوا حتى الآن في معركة استمرت ثلاثة أسابيع طويلة، يقدر مسؤولو الولايات المتحدة بأن عددا أقل قد استطاع الهرب.

ويعترف مسؤولون امريكان انه من بين هؤلاء الفارين مَن فقدت اثره الاستخبارات الامريكية وحلفائها ووجد له منفذا للتسلل مرة أخرى إلى الموصل.

وردا على سؤال ديلي بيست ما اذا كان الجيش الاميركي يعرف عدد مقاتلي داعش الذين تم القبض عليهم، أجاب المسؤول "كلا".

في المقابل، تمكن الجيش الأمريكي خلال الحرب الأخيرة في العراق من الوصول إلى الآلاف من السجناء العراقيين، لكن وحسب مراقبين ان عدم وجود معتقلين هذه المرة يعكس حرص التنظيم على القتال، وهذا يظهر حدود حرب في مدينة بعثرت فيها القنابل وشيدت الأنفاق، وهي موطن لمئات الآلاف من المدنيين.

وأوضح جيمس جيفري، السفير الامريكى لدى العراق 2010-2012، للديلي بيست "أنت لا تستطيع أن تنفذ عمليات القبض في منتصف حرب المدن. فان ذلك خطر للغاية"، مشيرا الى ان "القوات الامريكية لم تتمكن من اسر الكثير من الناس في معارك الفلوجة عام 2004".

وقال جيفري ان عدم وجود المعتقلين الذين يمكن أن يوفروا المعلومات الاستخبارية هو تكلفة عدم وجود قوات امريكية تشارك في القتال في الخطوط الأمامية، التي من الممكن أن تعتقل عدد من مقاتلي داعش ولو مؤقتا، لاستجوابهم.

واضاف جيفري ان "بعض من الاستخبارات ستكون مفيدة ليس لـ (تعلّم) خطط داعش على المدى الطويل، بل للحصول على معلومات استخباراتية محددة من أجل معركة الموصل نفسها".

وقد اعربت هيومن رايتس ووتش عن قلقها لعدم وجود معتقلين من التنظيم، وذكرت بانه يعتقد ان القوات العراقية والكردية اعتقلت "لا يقل عن 37 رجلا من مناطق حول الموصل والحويجة يشتبه في أنهم تابعو للتنظيم" وأن المسؤولين الحكوميين لا يسمحون لهؤلاء المحتجزين بالاتصال الخارجي.

وقد ذكرت ووتش في بيان رسمي لها انها "تحدثت الى 46 من الأقارب والشهود الذين وصفوا كيف اخذت قوات الأمن الرجال من نقاط التفتيش والقرى ومراكز الفرز، ومخيمات النازحين،

وقال معظمهم إنهم لا يعرفون المكان الذي يحتجز فيه الرجال وأجمعوا على أن الرجل لم يتمكنوا من الاتصال بهم منذ اعتقالهم".

وقد صرح تنظيم داعش مرارا ان قواته ستقاتل حتى الموت، معلنا ان أي فعل غير ذلك يعاقب عليه بالإعدام.

على الجانب الآخر من ساحة المعركة، لا العراقيين ولا الأميركيين، ولأسباب خاصة بهم، حريصون على احتجاز المعتقلين.

وبحسب الصحيفة، إذا صحت تصريحات هيومان رايتس ووتش فإن بعض القوى العراقية لا تريد الافصاح عن عدد المعتقلين الذين تحتجزهم.

وقال المسؤول الثاني في الدفاع الامريكي حول البيانات بين القوات الامريكية والعراقية عن وضع مقاتلي داعش المعتقلين انه "لم يسبق لي ان سمعت عن تصريح بذلك في اي مؤتمر صحفي مع العراقيين".

وقد ذكرت كل من القوات العراقية والكردية بانها اعتقلت المئات من مقاتلي التنظيم، لكن ما هو أقل وضوحا هو عدد الذين ما زالوا رهن الاعتقال.

وقال مسؤول كردي للديلي بيست ان القوات الكردية وحدها قد اعتقلت مئات من المتشددين، ولكنه لم يتمكن من أن يعطي عددا للاسرى الباقين تحت سيطرتهم، مشيرا الى ان أي مشتبه بانضمامه للتنظيم يسلم للعراقيين.

ونظرا للعدد المحدود (على ما يبدو) من مقاتلي التنظيم الذين تم القبض عليهم، فيبدو أن الحرب ضد تنظيم داعش وعلى النحو المتزايد تنتهي اما بالموت أو "الرحيل".

وقد ذكر العقيد في سلاح الجو الأمريكي جون دوريان لديلي بيست انه عندما شن نحو 100 من مسلحي داعش هجوما مفاجئ الشهر الماضي على الرطبة، على سبيل المثال، نصف المقاتلين المشاركين في الهجوم تم قتلهم في المعركة التي استمرت 36 ساعة.

وسبق لدوريان ان صرح حول تلك المعركة في مؤتمر للصحفيين في  28 أكتوبر قائلا "معظمهم قتلوا في المكان، وبعض منهم كانوا يحاولون الفرار من المدينة، وقتلوا بالضربات الجوية للتحالف".

ان هرب مقاتلي داعش وعودتهم الى الموصل، من شأنه أن يثير المخاوف بين السكان، من أن الجماعة الإرهابية قد تعود، مما يجعل من الصعب على الحكومة المركزية كسب ثقة السكان من دون الاحتفاظ بالسيطرة على المدينة بعد انتهاء المعركة.

وقال مسؤولون في البنتاغون انه بالامكان أن يكون هناك المزيد من المعتقلين في الأسابيع المقبلة، مع بدء قوات الأمن العراقية ومقاتلي البيشمركة الكردية إزالتهم كتلة -كتلة في الموصل، ما سوف يكون أكثر صعوبة للمقاتلين على الفرار في تلك البيئة.

ويعتقد مسؤولون في البنتاغون بأن الاعتقاد بأن تنظيم داعش سوف لن يستسلم أدى بالقوات العراقية للتخلص من مقاتليه بطريقة وحيدة وهي قتلهم، وفي نهاية المطاف، لا أحد يدفع قوات الأمن العراقية للقبض على مقاتل يمكن أن يكون محملا بالمتفجرات وعلى استعداد لتفجير نفسه.

ويذكر انه في عام 2015، اعترف الجيش الامريكي باعتقال خبير الأسلحة الكيميائية لتنظيم داعش العراقي سليمان داود العفاري، الذي اعتقل من قبل قادة القوات الخاصة الامريكية في فبراير شباط. ولم يعترف المسؤولون الامريكيون بالقبض على العفاري الا بعد شهر.

وقال مسؤولون أن العفاري قدم للقوات الامريكية الكثير من  المعلومات الاستخباراتية التي  أدت إلى ضربات جوية إضافية على منشآت للأسلحة الكيميائية التابعة للتنظيم الإرهابي.

وكانت المعتقلة المعروفة أم سياف، التي اعتقلت أثناء مداهمة مايو 2015 التي استهدفت زوجها أبو سياف، القائد رفيع المستوى الذي أشرف على عمليات الغاز والنفط.

اسرت أم سياف في البداية من قبل الولايات المتحدة، ولكن تم تسليمها إلى السلطات الكردية في أغسطس. وقال مسؤولون امريكيون انها قدمت قدرا هائلا من المعلومات الاستخباراتية عن عمليات داعش الداخلية واحتجازها للمواطن الأمريكي كايلا مولر، الذي ووفقا  لداعش قد توفي في فبراير 2015.

ولعل أحد اهم الأسباب التي جعلت تنظيم داعش قويا هو حث المقاتلين على عدم فسح المجال للقوات بالقبض عليهم. اذ أعلن التنظيم بأن الاستسلام هو جريمة يعاقب عليها بالإعدام، وهناك أدلة على ان التنظيم قد نفذ فعلا تهديده اذ تلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في وقت سابق من هذا الشهر تقاريرا تفيد بأن التنظيم قتل 50 من مسلحيه في القاعدة العسكرية "الغزلاني" في الموصل وذلك بتهمة "الفرار المزعوم".

المصدر/ ديلي بيست/ ترجمة: بابل24