كردستان الى اقليمين وحلم نجم الدين كريم .. الى الوراء در
كردستان الى اقليمين، والى الوراء در، يقول البيشمركة القدامى الذين نزلوا من الجبل الى المكاتب وكأن رائحة البارود في فوهات بنادقهم تحن الى قتال قديم، ولكن ليتأجل قليلا بعد الانتهاء من داعش، فيما بدأت لعبة عض الأصابع على فرش الخرائط مع اختلافات المرحلة. بوادر الخلاف بين الأقطاب الكردية بدأت بعد انتهاء ولاية رئيس الإقليم مسعود البارزاني وتشبّثه بمنصبه وسيطرة حزبه على جميع مفاصل إدارة الإقليم، ثم ترسخت في الاصطفافات الداخلية والإقليمية وفي المشهد دوما تجاذب إيراني تركي. محافظ كركوك، عضو الاتحاد الوطني الكردستاني نجم الدين كريم وفي موقف مفاجئ اعلن استكمال جميع الاجراءات لاعلان الاقليم الثاني في كردستان العراق عقب انتهاء معركة تحرير الموصل. مصادر مطلعة نقلت عن كريم، المتواجد حاليا في واشنطن، قوله ان “الاقليم الثاني الذي سيتم الاعلان عنه في كردستان العراق يضم اربع محافظات هي السليمانية وكركوك وحلبجة وخانقين”، مخيرا الحزب الديمقراطي برئاسية مسعود بارزاني بين القبول بالامر الواقع او عودة الصراع بين الحزبين . واضافت المصادر ان كريم قال ”خلال حضوره اجتماع لجنة التنسيق الامني في محافظة كركوك التي تضم قادة الاجهزة الامنية وقوات الشرطة وقوات البيشمركة وجميعهم من الاتحاد الوطني الكردستاني في منزله الحكومي الاسبوع الماضي ان ”الدستور العراقي يسمح بأنشاء الاقاليم “، مشيرا الى ان “دستور اقليم كردستان لا يتعارض مع مشاريع اقلمة محافظاته”. ووفق لمصادر في محافظة كركوك فان ممثلي الحزب الديمقراطي في المحافظة استنكروا حديث كريم واتهموا حزبه بالعمل على تجزئة الشعب الكردي . المصادر تتقوع ان تتولى هيرو طالباني رئاسة الاقليم الكردي الثاني وسيكون اكبر من الاقليم الحالي الذي يقتصر على محافظتي اربيل ودهوك ، بانتظار حسم معركة الموصل لضم البلدات الكردية اليه التي ترعف بالمناطق المتنازع ليها . ويبدو ان هذا سيخلق توتر عربيا كريا في اتجاه مقابل، حيث ليس كل ما يتمناه نجم الدين كريم قابل للتحقق رغم ان هناك من يؤكد اجتماع ايلول في السليمانية والذي ضم أحزاب الاتحاد الوطني الكردستاني، والاتحاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، وحركة التغيير أسس لذلك بل وبحث إمكانيات تحققه. وكان رئيس برلمان إقليم كردستان العراق يوسف محمد صديق حذر من خطورة الاوضاع الحالية في الاقليم، مؤكدًا بأنها ستقود الى الانشطار لإدارتين مستقلتين في كل من أربيل والسليمانية، متمنيًا أن لا تقود هذه الاوضاع الى الفوضى والاحتراب. وقال صديق ان الاوضاع الحالية في الاقليم هي بداية التكريس للادارتين، وهي تشبه الاوضاع التي استنجد فيها مسعود بصدام حسين لاحتلال اربيل خلال تفجر الصراع صيف عام 1996 بين الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة جلال طالباني) والحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني)، فالسلطة في اربيل تكرس بممارساتها الحالية موضوع الادارتين، لكن القوى السياسية تضغط من اجل عدم الوصول الى هذه المرحلة، وذلك من خلال منح محافظات الاقليم الثلاث صلاحيات اوسع وحكم لا مركزي. صديق اكد ان الاقليم على مفترق طرق الان، فإما الرجوع الى العملية الديمقراطية وتحقيق استقرار سياسي وامني وعسكري واقتصاد قوي، أو أن يؤدي السخط الجماهيري الحالي الى حال من الفوضى، فالإقليم مفتوح الآن على جميع الاحتمالات، وقيادة حزب بارزاني ليس لديها لحد الآن أي توجه حقيقي لحل الازمة السياسية في الاقليم والرجوع عن الانقلاب الذي قامت به ضد الشرعية الممثلة بالبرلمان، وهناك شعور بأن الحزب يسعى لابقاء الاوضاع الحالية على ما هي عليه دون ادراك لخطورة هذا الوضع سياسيًا واقتصاديًا على الاقليم وشعبه. وسبق للقيادي في حركة التغيير، النائب بالبرلمان العراقي، كاوه محمد مولود ان قال بان “سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني، وتوجهاته للأسف الشديد تصب في اتجاه انقسام كردستان الى حكم الإدارتين”، متهماً حزب البارزاني بـ”التفرد وضد الشرعية وعدم احترام القانون في الإقليم”. وللحديث بقية