حدود العراق من ربيعة حتى القائم
لم تكن يوما خطط التحرير في عمليات الحشد الشعبي مقتصرة على البعد الاني والهدف سريع التحقيق، ضعيف الرؤية والتأثير استراتيجيا .. اذ تبين اغلب العمليات التي خاضها مقاتلو الحشد ابتداءا من جرف النصر وامرلي وصولا لمناطق ديالى وتكريت والانبار من غير انتهاء بالجانب الغربي لمدينة الموصل، ان ثمة خط بياني لتطور خطط الميدان وتنفيذها، فضلا عن القدرات التي تظهر على واقع ميداني متطور هو الاخر بردة فعل العدو وتضاد عملياته، سيما وان العالم اجمع ان تنظيم داعش يعد الجيل الاخطر من سلسلة الجماعات الاجرامية ..
فهنا على الخارطة صوب قادة الحشد النظر، متسلقين جبالها وهضابتها فيما اخترقت تفصيلات خططهم ما تخبئه اعماق الانفاق التابعة لداعش والتي انشئها مرة للاختباء واخرى للتمويه، لينطلق بعد ذلك نحو سهول المدن وجزرها هربا من زمجرة اليات الحشد الشعبي المتقدمة بثبات وروية..
فعند تحليل عمليات الحشد التي لا بد لها تبدأ من رأس هرم مقلوب يضعنا بقلب عمليات الجنوب الغربي لنينوى حيث عسكرت الوية الحشد للانطلاق بعملياتها يوم 17 / 10 / 2016 حيث وصفها المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي احمد الاسدي بانها المرحلة الثانية وليست الاولى، مبينا ان اطلاقة بدء سباق التحرير كانت قد بدأت قبل ذلك بوقت طويل معززة بانجاز وتأمين معمل الاسمنت شمال بيجي وصولا الى ناحية القيارة وقاعدتها.
ويبين الاسدي في حديث لموقع “الحشد الشعبي”، ان “الحشد اشرف قبل انلاطق عمليات نينوى بموعدها الرسمي على تأمين خط وصول القطعات العسكرية الى نينوى والبالغ طوله نحو 85 كم”، لتتوالى بعد حين عملية قضم الارض من عين الجحش وتل الفارسية وطويبة صوب قرى اخرى لا تقل اهمية عن ما ذكر..
المرحلة الثالثة لعمليات الحشد انطلقت يوم 14 / 11 / 2016 والتي هدفت الى تحرير ما تبقى من القرى باتجاه مطار تلعفر غرب الموصل ، منجزة تطهير ما مساحته 207 كيلو متر مربع في مناطق ابرزها (الركراك ، سيروال ، ام حجارة العليا , (قرية ام حجارة السفلى) ، (قرية تل الصوان) ، (قرية مضهالي)، (قرية مريشة) (تل الرمح يبعد ٢كم عن المطار) و قرى (تل الصوبان) و (تل شيان) قرية (حمرة) و (تل الصوان) بالاضافة الى تطهير قرية (النزارة) ، وقرية ام خيه بالكامل وكذلك تحرير مطار تلعفر العسكري.
مع ذلك الا ان مطار تلعفر (٩كم عن مركز قضاء تلعفر) شكل نقطة تحول في عمليات الجنوب الغربي لتحرير مركز القضاء، و قطع خط الامداد الاخير لداعش.
وفيما يخص القضاء فان قوات الحشد تمكنت في المرحلة ذاتها من قطع الطريق الرابط بين مطار تلعفر و مركز قضاءه وتقدمت بمحورين باتجاه قرية (الزريقي) و قرية (خضر الياس ) لتطويق مركز تلعفر من الجهتين الجنوبية والغربية، فيما ينتظر قادة الحشد اكمال تأهيل قاعدة تلعفر في المطار العسكري والخاضعة لسيطرة الحشد لتحرير غرب نينوى بالكامل وصولا الى جنوب سنجار والقيروان والقحطانية وتل عبطة والحضر واغلاق الحدود السورية، لتبدأ فيما بعد مهمة تأمين الشريط الحدودي من مناطق ربيعة غرب نينوى وحتى القائم في محافظة الانبار وهو الامر الذي كان مجلاد الحديث عنه في وقت سابق يندرج ضمن سياق المبالغة والتهكم عند الكثير من المتابعين!..
