هيومن رايتس: تدمير ألف منزل لمسلمي بورما
كشفت صور التقطت بالأقمار الصناعية الاثنين عن تدمير أكثر من ألف منزل في قرى مسلمة في ولاية راخين التي يطوقها الجيش منذ أسابيع غربي بورما.
وتوضح الصور التي نشرتها منظمة "هيومين رايتس ووتش" والتقطت بين 10 و18 تشرين الثاني/نوفمبر، أكثر من 820 منزلا في خمس قرى في الولاية، وقد ارتفع العدد إلى نحو 1200 منزل في الأسابيع الماضية.
وعلى الرغم من نفي الحكومة في بورما، تشير الأدلة إلى إحداث "دمار واسع في القرى"، حسب المنظمة.
ويتهم الجيش في بورما بارتكاب انتهاكات ضد الأقلية المسلمة، ويصعب على الجهات المستقلة التحقق وسط منع السلطات الصحافيين من الوصول إلى هذه المنطقة.
وتوغل الجيش في شريط محاذ للحدود مع بنغلادش تعيش فيه أقلية الروهينغا المسلمة غير المعترف بمواطنتها، منذ أن استهدفت هجمات مراكز شرطة الحدود الشهر الماضي.
وأدت اعمال العنف إلى تشريد قرابة 30 ألف شخص وفق الأمم المتحدة خارج منازلهم خلال يومين، عندما قتل عشرات الأشخاص بعد تدخل المروحيات العسكرية.
ووفقا لوسائل إعلام حكومية، قتلت قوات الأمن نحو 70 شخصا وأوقفت نحو 400 منذ بداية تطويق المنطقة قبل ستة أسابيع، لكن الناشطين يؤكدون أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير.
شهود عيان
وقال شهود عيان إن قوات الأمن والجيش قتلت الرجال واغتصبت النساء ونهبت وأحرقت منازلهم. وذكر رجل من الروهينغا يدعى سلمان لوكالة الصحافة الفرنسية أنه ساعد في دفن رجل وامرأة قتلهما الجنود في قرية دويتان السبت.
وأضاف سلمان أن "الجنود دخلوا قرية دويتان مساء يوم 19 تشرين الثاني/نوفمبر في الخامسة مساء"، مشيرا أن معظم رجال القرية هربوا خوفا من توقيفهم وتعذيبهم.
وأكد الناشط الحقوقي كريس لوا الذي يعمل في شمال راخين، رواية سلمان وقال إن طفلين غرقا أثناء محاولة القرويين اجتياز النهر.
نفي حكومي
المتحدث باسم الرئاسة زاو هتاي قلل من أهمية الصور التي نشرتها "هيومن رايتس ووتش" قائلا إن "ما شهدناه على الأرض ليس بهذا الاتساع"، ونفى كذلك سقوط قتلى في قرية دويتان.
وأضاف هتاي أن "الحكومة والجيش منعا انتهاك حقوق الإنسان ولاسيما بحق النساء والاطفال".
وحاول المئات من الروهينغا الذين عانوا لفترات طويلة من الاضطهاد، الهرب إلى بنغلادش المجاورة في الوقت الذي يطرح فيه التصعيد الأخير في راخين تحديا كبيرا لأونغ سان سو تشي بعد سبعة أشهر من توليها السلطة.
وقتل أكثر من مئة شخص في عام 2012 في مواجهات بين الأغلبية البوذية والروهينغا في راخين حيث اضطر عشرات الآلاف من المسلمين إلى الهرب، وباتوا مكدسين في مخيمات اللجوء في ظروف بائسة.
المصدر: هيومن رايتس ووتش/وكالات