خبراء قلقون من غرق مدينة نيويورك
تخيل مدينة نيويورك غارقة في المياه حيث لا يوجد أثر لتايم سكويرز أو لأسواق البورصة في وول ستريت، أما تمثال الحرية فسيبقى وحيدا يصارع الأمواج العاتية.
هكذا يتخيل خبراء قلقون من ارتفاع منسوب البحار المدينة في حال استمرار الاحتباس الحراري على حاله.
النماذج المناخية التي يستخدمها العلماء لرؤية ما سيؤول إليه الحال في العقود المقبلة لا تبشر خيرا، فارتفاع منسوب البحار الذي بلغ 30 سنتيمترا منذ العام 1990 سيزيد 70 سنتيمترا بحلول عام 2050، ومترا و80 سنتيمترا بحلول العام 2100.
لا تمر هذه الفرضيات النظرية دون قلق، فالكل يتذكر إعصار ساندي الذي قتل 40 شخصا في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 وأصاب العاصمة الاقتصادية بشلل تام.
ويقول مسؤول مكافحة الاحتباس الحراري في بلدية نيويورك دانيال زاريلي إن الإعصار غير طريقة النقاش حول التغيير المناخي، مضيفا "لم يعد الأمر مجرد ظاهرة قد تحدث مرة في كل قرن في مكان بعيد".
ويشرف زاريلي على الأعمال الجارية لتحصين نيويورك وشواطئها الممتدة بطول 850 مترا من مخاطر ارتفاع المياه التي تحاصرها من كل الجوانب.
يؤكد زاريلي "لن تهزم المدينة" بل "ستبقى حيث هي منذ 400 عام".
ورشات لبناء السدود وتدعيم الأنفاق
و تنتشر في كل مناطق نيويورك ورشات تزيد ميزانياتها عن 20 مليار دولار، تتحملها المدينة والسلطات الفدرالية.
وتهدف هذه الورشات إلى بناء السدود وتعزيز سدود قائمة أصلا بالإضافة الى تدعيم الأنفاق الممتدة بطول مئات الكيلومترات، والجسور التي يستخدمها الملايين يوميا.
ويتوقع أن ترتفع أقساط التأمين بشكل كبير في نيويورك بسبب ارتفاع نسبة المخاطر، فيما تشير التوقعات إلى أن مساحة المناطق التي تضربها الفيضانات قد تتضاعف، مما يهدد بإخراج ما تبقى في المدينة من أبناء الطبقة المتوسطة.
لكن زاريلي يحتفظ بتفاؤله "في قدرة سكان المدينة على التكيف، وهذه القدرة تدفعنا إلى بذل المزيد بسرعة أكبر".
المصدر: أ ف ب