اعتداءات الفلّوجة والعامريّة تُزعزع الأمن في الأنبار.. والانتقام يطارد عوائل الإرهابيّين
اعتداءات الفلّوجة والعامريّة تُزعزع الأمن في الأنبار.. والانتقام يطارد عوائل الإرهابيّين
المدى برس/ بغداد
كشفت التحقيقات الأولية للتفجير الذي استهدف حفل زفاف في ناحية عامرية الفلوجة، الأُسبوع الماضي، عن تورط مجموعة من الشباب بينهم نازحون.
وألقت القوات الامنية القبض على المنفذين بعد يومين من التفجير الدموي، فيما نجح بالفرار الشخص، الذي أدخل العجلة المفخخة الى الناحية واتضح لاحقا انه شقيق لعنصر سابق في القاعدة.
إلى ذلك ألقت أجهزة الامن في الفلوجة القبض على منفذي التفجيرات الاخيرة التي سبقت تفجير زفاف العامرية.
وشهدت الانبار حوادث أمنية متفرقة، خلال الاسبوع الماضي، بينها عمليات اعتقال غامضة وتهجير في ناحية الرحالية، لأطراف اتهمت بإدخال "انتحاريين" إلى حدود محافظة كربلاء.
ثغرة الرحاليّة
وكان 8 مدنيين قد قتلوا، الأُسبوع الماضي، وجرح 5 آخرون، في هجوم انتحاري شهده قضاء عين تمر، 40 كم غرب مدينة كربلاء.
وتمكن ستة انتحاريين من دخول البلدة الواقعة بين الانبار وكربلاء، بالتزامن مع بدء زيارة أربعينية الإمام الحسين.
وقتلت القوات خلال العملية، خمسة من الانتحاريين، وفجر السادس نفسه داخل منزل اقتحمه وأدى الى مقتل عدد من المدنيين. وأعلن داعش مسؤوليته لاحقا عن الحادث.
إثر ذلك، توجهت فصائل من الحشد، أبرزها حركة النجباء، لتأمين قضاء عين تمر. وحذر بيان للحركة من "وجود خلايا نائمة في مناطق الفرات الأوسط وأحزمة بغداد".
ودعت القيادات الامنية والحشد الى "تكثيف الإجراءات وملاحقات الخلايا النائمة في أحزمة بغداد وبابل وكربلاء والنجف".
وعلى خلفية اعتداء عين تمر، أعلن أحمد الأسدي، المتحدث باسم الحشد، ان "المقاتلين توجهوا لموقع الحادث لحماية جميع مناطق القضاء الاخرى".
وبعد أيام كشف راجع بركات العيساوي، رئيس اللجنة الامنية في الانبار، عن اعتقالات بين سكان الرحالية.
واشار العيساوي، في اتصال مع (المدى) امس، الى اعتقال 25 شخصا من ابناء الناحية، ونزوح 200 عائلة الى مخيمات الإيواء في المدينة السياحية في الحبانية خشية الاعتقالات.
وأكد المسؤول الامني في الانبار ان رئيس الوزراء العبادي "أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث من مسؤولي المحافظة".
وناقشت اللجنة مع مجلس محافظة كربلاء تفاصيل ما جرى. ولفت بركات الى ان "حكومة كربلاء قالت ان الاعتقالات كانت على وفق مذكرات إلقاء قبض، نفذتها قيادة عمليات الفرات الاوسط".
وبحسب الرقعة الجغرافية لايحق لـ"قوات الفرات الاوسط" اعتقال مطلوين في الانبار التي تقع تحت اختصاص قيادة عسكرية اخرى. ويقول المسؤول الامني في الانبار ان حكومة كربلاء اعتمدت في تبرير موقفها على "كلام مرسل من رئيس الوزراء باعتبار ان الارهابي يلقى القبض عليه بأي مكان".
واضاف العيساوي ان "مجلس المحافظة لم يشاهد أوامر إلقاء القبض ولم يستمع لرأي عمليات الانبار التي قال مسؤولو كربلاء ان عمليات الاعتقال جرت بموافقتها".
وكان نعيم العبودي، المتحدث باسم عصائب أهل الحق، قد حذر قبل 3 أشهر من وجود تنظيم داعش في منطقة الرحالية.
وقال العبودي، في بيان صحفي، ان "هناك معلومات نمتلكها تؤكد ان مناطق قريبة من كربلاء أصبحت ملاذاً آمناً للدواعش بعد هزيمتهم في الفلوجة والخالدية، خاصة منطقة الرحالية".
ودعا العبودي آنذاك الى "الالتفات للمناطق الصحراوية التي تربط بين محافظتي الانبار وكربلاء، قبل التوجه الى الموصل".
حفلات الزفاف
وتعرضت مدينة عين تمر، في آب الماضي، الى هجوم مشابه، نفذه 5 انتحاريين استهدفوا حفل زفاف، واسفر عن مقتل وإصابة نحو 30 مواطناً.
لكن راجع بركات ينفي وجود علاقة بين الرحالية ودخول الانتحاريين الى محافظة كربلاء، ويؤكد ان "الناحية مسيطر عليها ولايوجد فيها نشاط إرهابي".
وكان مجلس كربلاء قد صوّت بالإجماع، عقب اعتداء آب الماضي، على قرار لمطالبة الحكومة المركزية بإعادة أجزاء من ناحيتي النخيب والرحالية الى المحافظة.
وبذات الاسلوب الذي جرى في عين تمر، استهدفت سيارة مفخخة، الاسبوع الماضي، حفل زفاف آخر في عامرية الفلوجة، التي فشل تنظيم داعش باحتلالها رغم سقوط اغلب مدن الانبار المحيطة بها.
وكشف فيصل العيساوي، مدير ناحية عامرية الفلوجة، عن "اعتقال 4 أشخاص متورطين بالحادث"، مؤكدا هروب المتهم الخامس الى جهة مجهولة.
وأكد العيساوي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان "المتهمين هم ثلاثة من نازحي الرطبة، القائم، والفلوجة، فيما الرابع والخامس الهارب من سكان الناحية".
وأظهرت التحقيقات ان المتهمين، وأغلبهم من الشباب وبينهم طلاب جامعات، لم تكن عليهم مؤشرات أمنية في البداية. لكن وبحسب العيساوي فان "التحقيقات كشفت بعد ذلك انهم كانوا قد بايعوا داعش في وقت سابق"، ما يعني انهم شكلوا خلية نائمة طيلة الفترة الماضية.
ويحمل المتهم الخامس، الذي نجح بالفرار، سرّ إدخال السيارة المفخخة الى عامرية الفلوجة، إذ يقول مدير الناحية "لم نعرف حتى الآن كيف تم إدخال السيارة ومن تواطأ في ذلك".
والمتهم الهارب شقيق لأحد أعضاء تنظيم القاعدة، الذي قتل قبل سنوات في عمليات أمنية.
عمليات انتقام
بالمقابل أدى تسرب وانكشاف هوية منفذي مجزرة ناحية عامرية الفلوجة، إلى تعرض عوائلهم الى انتقام ذوي الضحايا. ويقول العيساوي ان "التحقيقات في البداية كانت سرية، لكنها بعد ذلك تم تداولها بشكل واسع داخل الناحية".
وهدم عدد من العشائر 7 منازل لعوائل المتورطين في العملية الإرهابية. لكن مدير الناحية يؤكد ان "السلطات المحلية استطاعات إخراج العوائل، بعد ان دمرت العشائر منازلها بالجرافات".
وتسببت السيارة المفخخة، التي استهدفت زفاف عامرية الفلوجة، بمقتل 21 شخصا واصابة 42 آخرين.
وامتلأت منازل ومدارس المدينة، خلال العامين الماضين، بآلاف النازحين من مدن الانبار المختلفة.
واحتضنت الناحية التابعة للفلوجة، نحو 200 ألف نازح، رغم الامكانات المادية المحدودة التي انعكست سلبا على الاوضاع الخدمية في المدينة.
تفجيرات الفلّوجة
وقبل أيام من مجزرة العامرية، شهدت مدينة الفلوجة هجمات إرهابية بسيارتين مفخختين استهدفت نقاطا أمنية في حيّي النزال والرسالة.
وأسفر التفجير عن مقتل وإصابة نحو 20 شخصا. وهو أول خرق أمني تشهده المدينة منذ استعادتها من سيطرة تنظيم داعش في حزيران الماضي.
ويؤكد سعدون الشعلان، قائممقام الفلوجة، في اتصال مع (المدى) أمس، "اعتقال الجهة التي قامت بتنفيذ الاعتداء الاخير"، مشيرا الى ان "التحقيقات مازالت سرية لارتباط المعتقلين بجهات اخرى".
وشدد الشعلان على "استباب الوضع الامني في الفلوجة بعد الحادث"، نافياً وجود تهديد أمني في القضاء.
وتبنّى داعش عملية الهجوم، التي نفذها شبان من اهالي المدينة يدعى الاول "أبو مسلم الجميلي، والآخر يحمل كنية "أبوعمارالشجيري". وكان التنظيم قد هاجم، في اوقات سابقة، مناطق في الرطبة وحديثة وكبيسة، انتهت بقتل معظم القوة المهاجمة.
من..وائل نعمة