لهذه الأسباب اختارت السعودية إيطاليا للتدرب على مكافحة الإرهاب
أعلن وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو أثناء زيارة للسعودية الأسبوع الماضي أن روما ستقوم بتدريب عناصر من الشرطة السعودية على عمليات مكافحة الإرهاب.
العملية تأتي ضمن اتفاقية وقعها البلدان عام 2007، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ إلا بعد زيارة ألفانو الأخيرة.
وستقوم روما بتدريب العديد من عناصر الشرطة السعودية من رتب مختلفة على تكتيكات مكافحة الإرهاب وستساعدهم على اكتساب مهارات شرطية جديدة، حسب ما قال ألفانو لصحف سعودية، مضيفا أن التعاون يأتي ضمن نطاق عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وعن سبب اختيار الرياض إيطاليا لهذه المهمة، يقول المحلل السياسي الإيطالي أندريه فالكوني لموقع "الحرة" إن الدول الأعضاء في الناتو، شرعت منذ حرب أفغانستان في توزيع الأدوار داخل الحرب الواحدة، ولم يقتصر الأمر على تحديد مناطق السيطرة، بل تخصصت كل دولة في نوع من المسؤوليات.
فـ"بينما تخصصت القوات الأميركية في ضرب الأهداف الدقيقة باستخدام الطائرات من دون طيار، وتخصص الفرنسيون في الحرب التكتيكية، كانت فكرة الإيطاليين هي استخدام وحدات من الشرطة الإيطالية (الكارابينيري)، التي تجمع بين عناصر من الشرطة المدنية وعناصر من القوات المسلحة، لتكوين شرطة محلية وتدريب عناصرها" يتابع فالكوني.
وقد نفذت إيطاليا هذا النوع من المهام في كل من أفغانستان والعراق حيث دربت عناصر الشرطة المحلية، وكذلك قوات حرس الحدود في كوسوفو وألبانيا ومقدونيا، بل إن فرنسا طلبت مساعدة روما في تدريب قوات الشرطة في مالي.
ويرى فالكوني أن "إيطاليا ستفعل الأمر ذاته مع الشرطة السعودية. إننا بارعون في هذا المجال".
ولعل توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن مؤخرا بسبب إقرار قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) الذي يسمح للمواطنين الأميركيين بمقاضاة السعودية على خلفية هجمات سبتمبر، والاتفاق النووي مع إيران، فضلا عن عدم وضوح الرؤية في ما يخص الإدارة الأميركية الجديدة، كان سببا في توجه السعودية إلى إيطاليا لتدريب وحدات شرطتها المحلية.
فالاتفاق على برنامج تدريب كهذا يحتاج إلى علاقات ثابتة ومستقرة، حسب فالكوني الذي يعتقد أن "من المستحيل أن تتفق السعودية مع الولايات المتحدة في الظرف الراهن على تدريب من هذا النوع. لا أحد في الرياض يعرف توجه الرئيس الأميركي المنتخب إزاء المنطقة. ماذا لو قرر وقف التعاون العسكري مع الرياض؟.. إنه أمر لا يمكن التنبؤ به".
وتعرضت السعودية مؤخرا لعمليات إرهابية، منها العملية التي وقعت في المدينة المنورة وتسببت في مقتل خمسة أشخاص في تموز/ يوليو، وتفجير مسجد في أبها في آب/ أغسطس 2015، راح ضحيته 15 شخصا.