اخبار العراق الان

القيادات العسكريّة تدرس خيار "الإنزالات" لتسريع عمليّات الساحل الأيسر

القيادات العسكريّة تدرس خيار
القيادات العسكريّة تدرس خيار "الإنزالات" لتسريع عمليّات الساحل الأيسر

2016-11-29 00:00:00 - المصدر: المدى برس


القيادات العسكريّة تدرس خيار "الإنزالات" لتسريع عمليّات الساحل الأيسر

المدى برس/ بغداد

يتوقّع أن يتم إجراء تعديلات على الخطة العسكرية الدائرة في الموصل منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، نظراً للتحديات الكبيرة التي تواجهها.

ويؤكد قائممقام الموصل أن ما بين 2 - 3 مدنيين يسقطون يومياً بسبب قصف داعش للأحياء السكنية المحررة بالهاونات. ويقول مسؤول محلي إن مستشفيات إقليم كردستان لم تعد قادرة على استيعاب الجرحى، وإن أغلب المصابين ممن فقدوا أطرافهم.

هذا التحدي دفع جهات موصلية الى الاستعانة بـ"قوات نخبة أميركية"، للإسراع بتحرير المدينة وإنقاذ الاهالي.

وفي سياق العمليات، كشفت لجنة الامن والدفاع البرلمانية، عن قرب انطلاق عمليات تحرير تلعفر، وتحدثت عن "مفاجآت" سيشهدها المحور الشمالي المتلكئ منذ انطلاق العمليات أواسط تشرين الاول الماضي.

بالمقابل تنتظر القوات في جنوب الموصل، قرب المطار الدولي، السيطرة بالكامل على المنطقة المحررة مؤخرا، لاستئناف العمليات باتجاه الساحل الأيمن.

وكان حسين حاجم، قائممقام الموصل،  قد كشف مؤخراً لـ(المدى)، عن إصابة 300 شخص ومقتل 50 من المدنيين في الموصل منذ اقتحام الساحل الأيسر قبل أسابيع.

وبات المسلحون يستخدمون المجمعات السكنية لاستهداف القوات المحرِّرة، وغالبا ما يتمركز قناصة التنظيم في الطوابق الوسطى وبين الاهالي.

 

كلفة الحرب

ويقول ابنيان الجربا، عضو مجلس محافظة نينوى، إن الحرب داخل المدينة أصبحت مكلفة على السكان وعلى القوات الامنية التي تتعرض الى خسائر.

وأضاف الجربا، المتواجد في المستشفيات الميدانية على الحدود الإدراية لإقليم كردستان في اتصال مع (المدى) أمس، ان "أعداد المصابين هنا كبيرة والمستشفيات في الاقليم لم تعد كافية"، مشيرا الى ان "أغلب المصابين هم من مقطوعي الاطراف، وإصابات الاطفال معظمها في العيون".

وتعاني خزينة محافظة نينوى من الإفلاس، كما يقول الجربا ان "دولاً عربية كالكويت استأجرت موقعاً داخل الإقليم لتحويله الى مستشفى ميداني".

ودعا الجربا المسؤولين العراقيين الى زيارة المستشفيات للاطلاع على حجم الاصابات وعدد الضحايا للإسراع في تحرير الموصل وإنقاذ المدنيين.

 

الاستعانة بالأميركان

ويرى عضو مجلس محافظة نينوى أن جهاز مكافحة الإرهاب لم يعد قادراً لوحده على محاربة داعش، وحماية المدنيين في الساحل الأيسر للموصل، مؤكدا ان "الامر بات صعباً للغاية ونحتاج إلى قوات من التحالف الدولي لمساعدتنا".

وكان تلكؤ بعض القطعات العسكرية قد تسبب بإلغاء خطة تقضي بتخطي الأحياء السكنية الشرقية للموصل والتوجه الى ضفة نهر دجلة، ثم تعود تدريجياً لتحرير ما تركته. وهو أمر كان سيمنع الإضرار بالبنى التحتية وبالأهالي، بحسب مسؤولين هناك.

بدوره يرجح النائب عن الموصل عبدالعزيز حسن، وهو عضو لجنة الامن والدفاع النيابية، أن تقوم القيادة العسكرية بتغيير الخطة في شرق الموصل، معتبرا ان ذلك أمر طبيعي نظراً لطبيعة التطورات على الأرض.

لكنّ النائب عن الموصل يؤكد لـ(المدى) استمرار العمليات رغم اعترافه بتباطؤها، مشيرا الى ان "القوات نجحت بإخراج الكثير من الاهالي من 20 حياً في الساحل الايسر". وتوقع اللجوء الى تكتيك الإنزالات العسكرية لتحقيق أهداف سريعة.

ويرى عضو لجنة الامن البرلمانية ان العمليات في الموصل ستطول الى أشهر. ويضيف "في بداية العام المقبل سنكون سيطرنا على نصف الموصل فقط".

ومؤخراً كشف نجم الجبوري، قائد عمليات نينوى، إن القوات العراقية حددت جدولا زمنيا يستغرق ستة أشهر لحملة الموصل.

وأشار الجبوري في تصريحات صحفية، الى انه يمكن للقوات العراقية نقل أسلحة ثقيلة ودبابات عبر شوارع الموصل الضيقة وإن "تنظيم داعش يستخدم المدنيين كدروع بشرية لإبطاء تقدم القوات الحكومية".

لكنّ ذلك لايمنع تراجع داعش عن المقاومة داخل الموصل، بحسب النائب عبد العزيز حسن، الذي يقول "كان التنظيم الارهابي يفجر 30 سيارة في بداية العمليات، لكنه اليوم لايستطيع تفجير سيارتين في آن واحد".

وتتفادى القوات العراقية، منذ اسبوعين تقريبا، الاستعانة بالقصف الجوي، او المدفعية الثقيلة، خشية على ارواح المدنيين.

وكانت الخطة العسكرية تتضمن إبقاء سكان الموصل في منازلهم لتفادي مشكلة إيواء النازحين، لكن رغم ذلك تعدى حجم النزوح عتبة الـ70 ألف شخص.

 

مفاجآت المحور الشمالي

ميدانياً، يتحدث النائب عبدالعزيز حسن، وهو عضو لجنة الامن، عن مفآجات قريبة في المحور الشمالي.

وتتمركز قطعات الفرقة 16، وقوات حرس نينوى بقيادة أثيل النجيفي، في القاطع ولم تسجل تقدماً مذكورا. وتسربت معلومات عن تغيير وشيك سيطول القطعات العسكرية.

ويقول النائب عبدالعزيز حسن "لايمكن الإفصاح عما سيحدث في ذلك المحور ،لانه من الأسرار العسكرية، لكن ستتحرك القوات قريبا".

وبشأن تطورات المحور الغربي، يؤكد النائب عن الموصل ان "القوات تنتظر استكمال الحشد الشعبي فتح الطريق المؤدي الى المدينة لكي تبدأ الهجوم".

وكان الاتفاق السياسي الاخير، الذي افصح عنه رئيس الوزراء حيدر العبادي، يتضمن عدم دخول قوات الحشد الشعبي الى تلعفر، وإسناد الامر الى قوات الجيش والشرطة.

قبل معركة المطار

إلى ذلك تعمل القوات المشتركة في المحور الجنوبي، الذي تم تحرير معظم بلداته، على تثبيت الامن هناك، قبل التقدم نحو مطار الموصل الذي يعد المدخل الرئيسي الى قلب الساحل الايمن.

ويقول عبد الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى، في اتصال مع (المدى) امس، ان "المحور الجنوبي لم يتوقف بسبب مقاومة داعش وإنما بسبب رغبة القوات لتأمينه بشكل تام".

وتسعى القوات هناك الى تحويل المناطق القريبة من المطار الى "نقطة انطلاق" الى الساحل الايمن. وبدأت القطعات العسكرية، مؤخرا، باقتحام قرى البو سيف، الواقعة شمال حمام العليل، وهي آخر منطقة قبل مطار الموصل.

ويقول عضو مجلس محافظة نينوى ان "معركة تحرير البو سيف، ستكون سهلة ما دامت خالية من المدنيين".

وأعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، في وقت سابق، تحرير كامل مساحة المحور الجنوبي في نينوى، مؤكدة الاستعداد  لاقتحام مدينة الموصل.

وقال قائد الشرطة الفريق رائد شاكر جودت، في بيان صحفي، ان "قطعات الشرطة الاتحادية حررت كامل مساحة المحور الجنوبي في نينوى البالغة 1846كم مربع".

واضاف قائد الشرطة الاتحادية ان "هذه القطعات استعادت السيطرة على 94 قرية وقتلت 935 إرهابياً منذ انطلاق عمليات قادمون يا نينوى"، مشيرا الى انها "تستعد للشروع بمرحلة اقتحام مدينة الموصل".

ومن المؤمل ان يمنح طريق المطار دخولاً سريعا الى قلب الموصل من الساحل الايمن عبر البو سيف، التي تضم مجموعة قرى متناثرة لكنها جبلية ووعرة. ويؤكد مسؤولون محليّون ان التنظيم لم يضع تحصينات كبيرة في المنطقة.

من بغداد : وائل نعمة.