اخبار العراق الان

أنقرة أبعدت المعارضة السياسية عنها: مفاوضات تركية ـ روسية مع الفصائل السورية المسلحة

أنقرة أبعدت المعارضة السياسية عنها: مفاوضات تركية ـ روسية مع الفصائل السورية المسلحة
أنقرة أبعدت المعارضة السياسية عنها: مفاوضات تركية ـ روسية مع الفصائل السورية المسلحة

2016-12-04 00:00:00 - المصدر: القدس العربي


أنقرة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من عسكري معارض أن مفاوضات مع الجانب الروسي ما زالت مستمرة منذ عشرة أيام في العاصمة التركية أنقرة. وتجري هذه المفاوضات الروسية ـ التركية ـ السورية المعارضة بشكل مباشر بين الأطراف الثلاثة.
واقتصر التمثيل السوري المعارض على الفصائل العسكرية المعروفة بقربها من تركيا، وهي الجبهة الشامية، حركة نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، حركة أحرار الشام الإسلامية، وفيلق الشام، فيما يغيب عنها الإئتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض.
وأكد المصدر حضور الدكتور هيثم رحمة والرائد ياسر عبد الرحيم ومنذر سراس، كممثلين عن فيلق الشام، والمقدم محمد بكور، الملقب «أبو بكر» ونائبه النقيب علي شاكردي، ممثلين عن جيش المجاهدين، والشيخ توفيق شهاب الدين، ممثلاً عن حركة الزنكي، ومثّل الجبهة الشامية قائدها حسام أبو ياسين، كما حضر مسؤول العلاقات السياسية الخارجية في حركة أحرار الشام، لبيب النحاس، ممثلا عن «أحرار الشام».
وأشار المصدر إلى اتفاق الأطراف الثلاثة على مقترح «الأربع نقاط» والذي نص على «وقف الغارات على شرق حلب، وخروج مقاتلي جبهة النصرة، وإيصال المساعدات إلى شرق حلب، وبقاء المجلس المحلي المعارض مع عودة دوائر الدولة السورية للعمل». وهذا ما نقله الممثل الأممي ستافان ديمستورا مباشرة إلى دمشق، ولاقى رفض النظام السوري على لسان وزير خارجيته وليد المعلم، بدفع من الجانب الإيراني كما تردد.
وتعرض الروس إلى احراج كبير عندما قصف طيران النظام مواقع الجيش التركي شمال مدينة الباب، حيث قتل ثلاثة من الجنود الأتراك وجُرح عشرة آخرون. هذا التطور جعل روسيا تضغط على إيران عن طريق قصف بلدتي نبل والزهراء بواسطة قاذفات السوخوي، واستمر القصف على مواقع أخرى في جبل عزان والحاضر في ريف حلب الجنوبي، والتي تعتبر المعقل الأساسي للمليشيات الشيعية التابعة لإيران.
ومن الواضح، أن الرسائل الروسية بقصف مواقع الميليشيات الشيعية لم تثمر عن تمرير التفاهم الروسي ـ التركي ـ السوري المعارض، بل إن قوات النظام والميليشيات «الشيعية» المرافقة لها قامت بالتحرك عسكريا في منطقة مساكن هنانو وأحرزت تقدما كبير على كامل القسم الشمالي المحاصر، في رغبة منها للحسم العسكري، ردا على الرغبة الروسية بحل قضية حلب الشرقية عن طريق المفاوضات.
وأضاف المصدر أن «تركيا انزعجت من تقدم قوات وحدات حماية الشعب ورفع أعلامها في الحيدرية والهلك».
ومن المرجح أن تفشل المفاوضات الجارية في أنقرة، بعد شعور الروس بقوة الوقوف الإيراني إلى جانب النظام، الأمر الذي سيضطر روسيا إلى وقف الطلعات الجوية أو تخفيف عددها مقارنة بما هي عليه الآن، في محاولة منها للضغط السياسي على النظام، ما يعني أن وقف الطلعات الجوية سوف يسمح بتغيير خرائط الصراع نسبيا، خصوصا في حلب.
إلى ذلك، يبدو أن تركيا، وبموافقة روسية، ستقوم بدفع المعارضة المسلحة إلى القيام بعملية عسكرية محدودة ضد الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، بحيث تجبر طهران على القبول بحل سياسي في مدينة حلب، وهو ما تناقله بعض القادة العسكريين في قيادة «جيش الفتح». من جهتها، تراقب جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) بحذر كبير نتائج المفاوضات في أنقرة، في حرص على التأكد من حقيقة قبول الفصائل بخروجها من حلب الشرقية. كما تنتظر إعلان فشل المفاوضات من أجل بدء العملية العسكرية المرتقبة، التي ستبدأ على إحدى جبهات الميليشيات الشيعية، والتي يرجح أن تكون في رتيان شمال غرب حلب.
وهذه العملية سوف تهدف إلى قطع طريق الإمداد بين مدينة حلب ونبل والزهراء شمالا، لأن السيطرة على رتيان هدف استراتيجي بالنسبة لجبهة فتح الشام، بغرض كسر عزلتها في إدلب وحماة من خلال فتح الطريق إلى مناطق «درع الفرات» شمال حلب.
عسكريا، وإضافة إلى عزل نبل والزهراء، تعني السيطرة على رتيان بدء معركة كسر الحصار عن حلب من الجهة الشمالية، فالتقدم في رتيان وباشكوي يعني عمليا استمرار المعارك وصولا إلى الملاح وحندرات القريبتين. لكنه لا يعني بالضرورة مقدرة الفصائل وجيش الفتح على كسر الحصار بعد انهيار الأحياء الشمالية في حلب المحاصرة، وسيطرة النظام والميليشيات المرافقة عليها.
صعوبة الخيار الأول ربما ستدفع جيش الفتح إلى جبهة ريف حلب الجنوبي، فهي الأقرب إلى المناطق الجنوبية في القسم المحاصر، حيث تبعد الوضيحي أقل من 15 كم عن أقرب نقطة في الشيخ سعيد.
ومنذ عام 2013 تسيطر على ريف حلب الجنوبي الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية، وتعتبر بلدة الحاضر مقر قيادة العمليات فيها، وهنا ظهر قاسم سليماني أكثر من مرة. ومن الحاضر والعيس بدأت عملية كسر الحصار عن كفريا والفوعة أواخر عام 2015 لكنها باءت بالفشل بعد تدخل جيش الفتح وسحب مقاتليه من جبهة ريف حماة الشمالي.
تباين الأولويات والخلاف الذي بدأ يظهر إلى العلن بين الجانبين الروسي والإيراني سيسمح بهامش كبير في المناورة العسكرية للمعارضة، ولكن من غير المعروف إن كانت المعارضة العسكرية قادرة على استغلاله، أو أنها ستخطئ مجددا في قراءته كما فعلت منذ بدء التدخل الروسي في سوريا، نهاية أيلول/سبتمر من العام الماضي.

أنقرة أبعدت المعارضة السياسية عنها: مفاوضات تركية ـ روسية مع الفصائل السورية المسلحة