اخبار العراق الان

عاجل

نوري المالكي .. “حجي” العملية السياسية

نوري المالكي .. “حجي” العملية السياسية
نوري المالكي .. “حجي” العملية السياسية

2016-12-05 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية


على الرغم من ان الدولة العراقية بعد التغيير الذي بدا صادما عام 2003 والذي تم بالة عسكرية اميركية ماتزال تدار بعقلية المعارضة من قبل الطبقة السياسية التي تولت السلطة, فإن الامر اللافت ان المعارضة نفسها لم تتصرف حتى على طريقة الثورات التي تاكل ابناءها مثلما هو شائع. فمع بقاء منطق المعارضة وسلوكها السياسي مسيطرا حتى الان على مفهوم السلطة وهو مالم يؤد الى بناء دولة مؤسسات فان بعض كبار المعارضين (الراحل أحمد الجلبي مثلأ) ممن كان لهم الدور الأبرز في إسقاط نظام صدام حسين والذي كان مصدر ثقة الاميركان طوال أكثر من عقدين من الزمن تم تهميش دورهم الى حد شبه الإقصاء التام مع أنهم (مايزال الجلبي نموذجا) من يتهمون بأنهم هم من أسس عبر إجتثاث البعث لقاعدة الإقصاء والتهميش التي شملت البعثيين بالدرجة الأولى. بينما برز رجال جدد في العملية السياسية (أبرزهم نوري المالكي الذي كان يطلق عليه زمن المعارضة جواد المالكي) وربما آخرين لكن بدرجة اقل من حيث الأهمية مثل عادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري وبيان جبر .. كل هؤلاء وان كانوا منحوا أنفسهم أدوارا بعد التغيير بوصفهم كانوا من المعارضين الأشداء وقد يكون هذا الوصف صحيحا ولكن ليس فيهم من هو معروف لدى الرأي العام العراقي والعالمي آنذاك مثل اسماء كانت لامعة مثل أحمد الجلبي, أياد علاوي, جلال الطالباني, مسعود البارزاني, اية الله محمد باقر الحكيم وشقيقه عبد العزيز الحكيم , عدنان الباجه جي.
صحيح أن منطق المفارقة بين مرحلة ماقبل التغيير ومابعده وصل حتى الى منصب رئيس الجمهورية الذي شغله شيخ عشائري (الشيخ غازي الياور) الذي لم يكن معروفا عنه أية معارضة للنظام السابق فإن شخصية سياسية سنية كبيرة ومعارضة للنظام السابق ومعروفة عالميا (عدنان الباجه جي) لم يحظ بأية فرصة حقيقية بعد التغيير تنسجم مع دوره وحجمه السياسي. ابتعدنا كثيرا عن اشهر من تولى السلطة بعد عام 2003 وحمل عدة القاب من بينها مختار العصر بالإضافة الى دولة رئيس الوزراء (أصبح رئيسا للوزراء لدورتين إنتخابيتين 2006 ـ 2010) وفخامة النائب (أصبح نائبأ لرئيس الجمهورية عام 2014 بعد إقصائه من منصب رئاسة الوزراء) لكن على مايبدو أن احب الألقاب الى نفسه هو “الحجي”. وبرغم يندر وجود سياسي عراقي (وزير أو نائب او وكيل وزارة او حتى مدير عام) لم يذهب الى الحج ليس اقل من 6 مرات وهناك من حطم الرقم القياسي في تادية هذه الفريضة غير الملزمة (لمن استطاع اليه سبيلا) حيث ادى الفريضة اكثر من 14 مرة فإننا في الوقت الذي لانعرف فيه عدد المرات التي حج فيهاالمالكي جواد المعارضة ـ نوري السلطة لكنه يكاد يحتكر هذا اللقب. فحين تقول جاء الحجي وقال الحجي وزرنا الحجي ولناخذ راي الحجي فإن المقصود ليس الحاج ابراهيم الجعفري او خضير الخزاعي او علي العلاق او وليد الحلي اوعبد الحليم الزهيري او طارق نجم او علي الاديب او اياد السامرائي او سليم الجبوري او باقر الزبيدي او عمار الحكيم او مقتدى الصدر او هادي العامري او ابو مهدي المهندس او صالح المطلك او خالد الاسدي او فالح الفياض سلمان الجميلي او خميس الخنجر او محمد سالم الغبان اوحسين الشهرستاني او رافع العيساوي او فؤاد معصوم (بدرجة حاج بحكم السن) أواسامة النجيفي فإن الذهن ينصرف الى ان المقصود هو نوري المالكي فقط. يحسب له التواضع والبساطة ويحسب عليه في الوقت نفسه القوة والغطرسة. صفتان لايجتمعان الا عند قلة من القادة ممن فيهم جينات من الدكتاتورية.
ومع ان هناك من اطلق عليه لقب “مختار العصر” في إحالة تاريخية ذات رمزية عالية أغضبت اقرانه من القادة الشيعة ولم تثر إهتمام أحد من خصومه السنة الذين اتهمه البعض منهم بالدكتاتورية مثل صالح المطلك بعد إقصائه من منصبه نائبأ لرئيس الوزراء لياتي زعيم التيار الصدري فيما بعد ليكمل ما قاله صالح حين وصف المالكي ولأكثر من مرة بأنه دكتاتور. وبصرف النظر عما يقوله الخصوم فإن المالكي الذي حصد في إنتخابات عام 2010 اكثر من 700 الف صوت لايزال يرى إنه الرقم الاول في العملية السياسية. ومع ان كل المؤشرات تقول إنه بات من الصعب على حزب الدعوة الذي يتزعمه والذي تشظى عدة مرات أخرها جناحا المالكي والعبادي يمكن ان يتسلم منصب رئاسة الوزراء مرة أخرى فإن المالكي يهئ نفسه الان لكي يكون هو من “يبصم” على أي رئيس وزراء قادم من أي حزب كان.

2016-12-05

نوري المالكي .. “حجي” العملية السياسية