اخبار العراق الان

لماذا تدعو داعش للنفير العام؟

لماذا تدعو داعش للنفير العام؟
لماذا تدعو داعش للنفير العام؟

2016-12-06 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية


١_ داعش منذ احتلالها للموصل عام ٢٠١٤ وهي تعاني من مشكلة نقص عدد عناصرها المسلحة، فعديد المسلحين قليل مقارنة بعديد المتعايشين تحت إحتلالهم، وهذه المشكلة مازالت تظهر في جميع خطابات داعش بطلب الاستنصار والحث على التطوع والدعوة الى النفير العام.

‏٢_ استخدمت داعش أساليب كثيرة لتجنيد الأجانب من الغرب والشرق إلى العيش في نينوى التي إحتلتها، بتمليكيهم البيوت والأراضي وترغيبهم بالمال واعطائهم متنفس في تصريف الكراهية والحقد وجعلهما واقعا بالذبح والرجم ، وأعطتهم إمتيازات كثيرة.

٣_ عديد المقاتلين مهم في الحروب الطويلة والمستمرة، ليس فقط في حروب المدن والشوارع بل في كل انواع الحروب، إذ إن أوقات الدفاع تختلف عن أوقات الهجوم، وتتطلب موارد بشرية كثيرة في كافة المجالات والإحتياجات، بحيث يحسب مع كل مقاتل ٤ لدعمه اداريا ولوجستيا.

٤_ واذا كانت الأرض المحتلة فيها كثافة سكانية كارهة للتطوع، فهذا يلزمهم الى ضرورة البحث عن كوادر مدنية مؤمنة وموثوق بها، فهناك حاجه للأطباء والمزارعين والعمال والمهندسين وغيرهم ، فنقص عدد المتطوعين يؤدي إلى نقص كبير في هذه الأمور في أرض “التمكين” وبالتالي تخرج الأمور عن سيطرتهم خاصة اذا انهارت البنية الدفاعية من خلال انهيار البنية التحتية الضرورية لأدمة المعركة من جهة وحكم الارض المحتلة من جهة اخرى .

٥_ الخلايا النائمة في داعش تمثل الجيش الأحتياطي بصنفيه العسكري والأمني، وغالبية أفرادها هم من المهن اللوجستية ومن الفئات العمرية ٣٥-٦٠ سنة ومن أصحاب الأسر والعوائل وبالتالي تفرغهم للعمل العسكري والأمني المستمر أمر صعب ومغامرة لا نجاة بعدها، فعند دعوتهم للنفير العام على لسان البغدادي والناطق الإعلامي الجديد ولم يمض شهر بين الدعوتين، تكون داعش تحت طرق النار والحديد وبظرف حرج شديد وكبير .

‏٦_ لذلك فإن تكتيكات داعش في جميع معاركها وفي كافة حروبها الدفاعية قائمة على مبدأ “الوحدات المعرقلة والانسحاب التكتيكي” واما الهجومية فهي قائمة على العمليات الانتحارية والوحدات الانغماسية وسرايا الاقتحامات، وهي عمليات مؤقتة وسريعة، فهي لم تتقدم شبرا واحداً او تمسك ذراعا واحداً منذ ايار/مايو ٢٠١٥، فالبغدادي وضع جنوده في مأزق بيعة الموت والقتال بلا هروب او الإنسحاب الى البوادي والصحاري، حيث وجد نفسه مضطرا لهذه الإستراتيجية في الموصل والرقة.

٧_ لا تستطيع داعش الصمود في معاركها كثيراً نظراً لعديدها القليل ولكبر المساحة التي تحتلها، وتنوع التضاريس التي تقاتل فيها، والتحالف الدولي نجح في حصارها اقتصاديا واستنزافها عسكريا واستهدف قياداتها من الصف الأول ودمر منصاتها الإعلاميّة وفكك شبكات التجنيد ومكاتب الدعم الخارجي، كل ذلك جعل داعش تضطر الى الدعوة للنفير العام لخوض معاركها العسكرية الأخيرة، وهذا نوع من التهيئة للتحول من مرحلة حكم أرض التمكين” دار الاسلام والايمان” الى العمل الأمني السري في أرض الحرب” دار الكفر والردة”، فهي تستنزف القوات البرية المحررة والبنى التحتية في حرب الارض المحروقة من جهة والمحرر المنتصر لن يخرج بنصر كامل، ومن جهة اخرى تعط الفرصة لقياداتها ان تحضّر لإعداد الهيكل التنظيمي الجديد، وهذا يشبه ما صنعته طالبان عندما هزمتها الولايات المتحدة وحلفائها عام ٢٠٠١.

٨_ في إعلان النفير العام اعطت داعش الإجازة بإباحة دماء الجميع الذين ليسوا منهم او معهم، وبالتالي تفعيل عمليات الذئب المنفرد والضباع المجتمعة والقتل العشوائي والنوعي المنظم، لردع القوة المحررة الكبيرة، وهذا ما ستعمل عليه داعش في أوربا والخليج ومحافظات العراق الشبه مستقرّة، فهي سوف تعتمد على ذلك كثيراً في الأيام القادمة .

٩_ في معركة تحرير الفلوجة إستطاع الفريق عبدالوهاب الساعدي الرأس المدبر لخطة التحرير أن ينتبه الى قلة عديد داعش ويربكهم بفتح جبهات متعددة في آن واحد، وهذا أمر يقلق داعش كثيراً ، حيث لا طاقة لهم في مقاومة مثل هذه الحروب والتي لا تعتمد على التدمير العنيف، لأنها سوف تكون حذرة وبطيئة، لتقليل نسبة الأخطاء غير المقصودة في صفوف السكان والمباني .

١٠_ قد تلجأ  مفارز داعش في بغداد والجنوب العراقي إلى عمليات نوعية قذرة وخبيثة لإرباك الوضع المجتمعي، ولن ترضا داعش بحتمية هزيمتها دون ان تكون خاتمتها قذرة وغادرة، ولهذا وجب اخذ الحذر، وتعاون المواطن مع رجل الأمن في البلاغ عن اي حالة مشبوهة، فأن الأمن قرار اجتماعي، والنصر على داعش قرار وطني.

هشام الهاشمي