اخبار العراق الان

نتنياهو تحول إلى شخص خطير

نتنياهو تحول إلى شخص خطير
نتنياهو تحول إلى شخص خطير

2016-12-12 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية


في مقالات 1 12 ديسمبر, 2016 1 زيارة

بقلم: ناحوم برنياع –  “يديعوت”

“تحول نتنياهو إلى شخص خطير”، قال شخص مطلع على عملية اتخاذ القرارات في النخبة. لقد تحول شخصاً خطيراً لأن جهاز الكوابح والتوازن الذي يجعله مستقرا قد انهار. الحزب الذي انتخبه لم يعد حزبا. فهو عدد من التغريدات في الفيس بوك التي تتنافس فيما بينها حول من الأكثر تطرفاً والأكثر هستيرية في أوساط جمهور اليمين، واختفت المعارضة. فهي مهمة اليوم كأهمية الأحزاب التي تعارض أردوغان في البرلمان التركي، وجهاز تنفيذ القانون أصبح ضعيفا، حيث تحت العناوين الكبيرة عن الفحص والتحقيق يختفي خوف كبير من الحكم ومن الشارع.

ما تبقى هو إطاران كابحان وهما هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي ووسائل الاعلام الحرة. وليس صدفة أنهما يتعرضان الآن للهجوم. ولا يعني هذا أن الجيش الاسرائيلي هو كامل، أو أننا نحن الصحافيون صادقون. ولكن هذا هو الذي تبقى.

عندما يخشى نتنياهو من معارضة الجهاز العسكري فهو يقوم ببساطة بتجاوزه، مثلما تصرف في قضية الغواصات وسفن سلاح البحرية. والسؤال المقلق هو كيف سيتصرف عشية لقائه مع الرئيس ترامب في شباط. الاتفاق مع ايران سيكون هو الموضوع المركزي في اللقاء. فقد أوضح لابسو الزي في البنتاغون لنظرائهم في هيئة الاركان العامة لدينا بأنهم يعارضون إلغاء الاتفاق. وقد وافق الاسرائيليون على ذلك. الايرانيون ليسوا أغبياء. فإذا تراجعت الولايات المتحدة عن الاتفاق فإن إيران ستقوم بتطوير السلاح النووي بشكل سريع. والسؤال المفتوح هو ما الذي ستفعله أميركا ترامب في حينه وما الذي ستفعله “اسرائيل”.

يفضل الجنرالات في الطرفين بذل الجهود من أجل كبح محاولات إيران في جبهات أخرى والاستعداد لفترة انتهاء صلاحية الاتفاق. في هذا الموضوع هناك تقارب كبير الآن بين الأجهزة الامنية في الولايات المتحدة والأجهزة الأمنية في إسرائيل. الأحرف الأولى آي. تي. إن التي تعني بالعبرية شبكة الارهاب الايرانية، تغير مضمونها. واليوم تفسر في البنتاغون بشكل أوسع بأنها “شبكة التهديدات الايرانية”. وزير الدفاع الأميركي الجديد، الجنرال جيمس ماتيس، هو العدو الأكبر لإيران والصديق الأكبر لإسرائيل، وهو لا يؤيد الغاء الاتفاق.

هل سيحث نتنياهو ترامب على إلغاء الاتفاق مع ايران؟ لقد كان نتنياهو حذرا في ولاياته السابقة. فقد كان يتمترس وراء معارضة قادة الأجهزة الأمنية. أما نتنياهو الجديد، الملك الواحد والوحيد، فمن الصعب معرفته.

مواجهة في الأفق

الواقع في سورية مختلف عما يظهر في الآونة الاخيرة في وسائل الاعلام. والتطور الأكثر أهمية هو ازدياد قوة نظام الأسد، كما قال أحد المسؤولين. فهو يسيطر الآن على أغلبية المدن الكبرى، دمشق وحماة وحمص وحلب. وعندما سيقرر إرسال قوة عسكرية كبيرة إلى درعا، قرب هضبة الجولان، فإن الوضع في المنطقة سيتغير. الأمر الذي يعني اقتراب إيران و”حزب الله”، وهو ما سيعرضنا للخطر.

إن نجاح الأسد يعمل على تغيير طبيعة العلاقة بينه وبين روسيا. فحتى الآن كان منضبطا جدا، وهو مدين ببقائه لروسيا بسبب قصف سلاح الجو الروسي ووسائل القتال الكثيرة التي تزوده بها. فروسيا تقوم عمليا بتشغيل قطار بحري من البحر الأسود إلى سورية، والأسد يشكل الآن جيشاً جديداً خاضعاً لإمرة الضباط الروس. (وهو أيضا مدين ببقائه ليس فقط لروسيا، فاتفاق نقل السلاح الكيميائي الذي تبنته روسيا وقرار أوباما الاكتفاء بهذا الاتفاق وعدم قصف قوات نظام الاسد، منع انهيار النظام.

إن المواجهة بين بوتين والأسد تلوح في الأفق. فبوتين يسعى إلى اتفاق يعمل على إنهاء الحرب الأهلية. لأن الاتفاق سيظهر أنه هو اللاعب الاكثر أهمية في المنطقة، ويسمح له بإخراج القوات الروسية من سورية بشكل سريع مع الشعور بالانتصار. ويفهم الأسد بأن الاتفاق سيُقسم سورية، حتى لو لم يكن ذلك بشكل رسمي، بل بشكل عملي. وهو يقول: لقد قمت بدفع الثمن الباهظ، فلماذا أوافق على تقسيم الدولة. وفي الوقت الحالي تقف ايران من ورائه.

إذا كانت التقارير الأجنبية صادقة، فإن “اسرائيل” ترقص بشكل معقد أمام روسيا. فهي تمتنع عن قصف قافلات السلاح المتوجهة إلى الشرق، إلى سورية، برعاية الأم روسيا، لكنها تستهدفها حين تتوجه نحو الغرب، إلى “حزب الله”. إن السلاح هو السلاح ذاته والصناديق هي الصناديق ذاتها. وهذا الترتيب الرائع لن يستمر إلى الأبد.

بيت الفستق

الصراع من أجل مقاطعة إيران كان الحملة الدعائية الكبرى والأكثر نجاعة التي قامت بها الحكومات الاسرائيلية. وهي لم تمنع فقط الصفقات المباشرة بين حكومات العالم وايران، ولم تطرد إيران فقط من الجهاز المالي الدولي، بل عملت أيضا على إفشال صفقات كانت الشركات الايرانية شريكة فيها بشكل غير مباشر. وبتأثير من “اسرائيل” امتنعت صناديق التقاعد الأميركية عن الاستثمار في الشركات التي كانت لها صلة، بشكل غير مباشر، مع ايران.

لكن عندما تصل الأمور إلينا وإلى مصالحنا، فنحن أكثر تسامحا. فما هو مسموح لجوبتير محظور على الثور، قال الرومان. حيث العالم هو الثور ونحن جوبتير. على مدى سنين زعمت الإدارة الأميركية أن الفستق الذي يأكله الاسرائيليون مصدره إيران. وهو يصل إلى “إسرائيل” بعد أن يتم تبييضه في تركيا. هذا الزعم كان صحيحا بشكل جزئي. الأميركيون اشتكوا ونحن واصلنا أكل الفستق.

الأمر نفسه ينطبق على الغواصات التي اشتراها سلاح البحرية من ألمانيا. وحسب تقارير في الصحيفة فإن شركة حكومية إيرانية تملك 5 في المئة من أسهم شركة بناء الغواصات. وزارة الجيش الاسرائيلية تعرف ذلك منذ العام 2004، لكنها لم تكلف نفسها عناء الإبلاغ عن ذلك. فقد كان الثمن جيداً والغواصات ضرورية. فليقاطع الآخرون إيران.

“لا تكن صدّيقاً كبيراً”، جاء في سفر التوراة. للأسف أن هذا الفستق ليس معلقا على حائط قاعة جلسات الحكومة في القدس”- حسب قول الكاتب.

عمونا” دائماً وإلى الأبد

عندما تم طرح موضوع إخلاء “عمونا” للمرة الأولى على برنامج العمل اليومي، اقترحت تركها وترك سكانها. فبقدر الإخلاء سيكون حجم التعويض، قال لي مصدر حكومي، الضرر السياسي والاقتصادي والأمني الذي يكمن في الإخلاء أكبر بكثير من الفائدة من إخلاء تل لن يعود لأصحابه في جميع الأحوال. وإذا كان الجهاز القضائي ينفعل إلى هذا الحد عند الاعتداء على ممتلكات فلسطيني، فليقم بمحاكمة بنحاس فالرشتاين الذي قام بإسكان “عمونا”، رغم معرفته أن الأرض تعود للآخرين. وليدفع عشرات بل مئات السياسيين والموظفين، الذين قرروا تمويل المستوطنة، الثمن.

معظم أراضي “عوفرا” هي أراض خاصة ومسجلة في الطابو. ووعود نتنياهو بنقل البؤرة إلى منطقة قريبة تبعد عشرات الأمتار، ليس لها أي أساس واقعي. كان يمكن إلزام المستوطنين في “عوفرا” باستيعاب العائلات الأربعين في أوساطهم بدل السكن في بيوت تلتصق بالأرض، ليعيشوا في بيوت متعددة الطبقات. فيمكننا حب البلاد بشكل عمودي ايضا، وليس بشكل أفقي. ولكن من