مصدر في النظام السوري ينفي التوصل لأي اتفاق جديد
أعلنت فصائل سورية معارضة مساء الأربعاء التوصل إلى اتفاق جديد على وقف إطلاق النار في شرق حلب للشروع بإخلاء الجرحى والمدنيين الراغبين بذلك من الأحياء التي ما زالت تحت سيطرتها، في معلومة نفاها مصدر قريب من النظام والوقائع على الأرض.
وقال ياسر اليوسف المتحدث باسم ما يعرف بـ"حركة نور الدين زنكي" لوكالة الصحافة الفرنسية إن "اتفاقا لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في حلب إثر مفاوضات بين الروس والهلال الأحمر التركي".
وأضاف "ستخرج الدفعة الأولى من الجرحى والمدنيين فجر الخميس"، مشيرا إلى أنه تم التوصل أيضا إلى اتفاق حول خروج مقاتلي المعارضة، ولكن من دون أن يذكر أية تفاصيل إضافية بهذا الشأن.
لكن مصدرا قريبا من النظام نفى للوكالة هذه المعلومات، مؤكدا أن القتال مستمر والمفاوضات كذلك.
وقال المصدر طالبا عدم نشر اسمه "ليس هناك من اتفاق، المفاوضات مستمرة".
بدوره، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أنه "لم يتبلور وقف إطلاق النار، وهناك قصف مدفعي عنيف في المنطقة".
والأربعاء تجددت المعارك في شرق حلب، حيث يتعرض آخر جيب تحت سيطرة مسلحي المعارضة لوابل من القصف، بالتزامن مع جهود دبلوماسية لإنقاذ اتفاق تركي روسي لإجلاء مقاتلين ومدنيين من المدينة.
ويعيش السكان في آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو المعارضة في شرق حلب، ظروفا مأساوية بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين بالنيران، إثر تجدد المعارك ظهر الأربعاء بعد تعليق العمل باتفاق الإجلاء.
ويتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من الأحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له. ويعانون الخوف والجوع والبرد.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل بالقذائف بين الطرفين منذ صباح الأربعاء، تزامنا مع غارات جوية سورية مستمرة.
ويأتي التصعيد بعد ساعات على انتظار الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة فجر الأربعاء بدء إجلائهم من شرق حلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، إلا أن عملية الإجلاء لم تبدأ في موعدها المفترض عند الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي، وتم تعليق الاتفاق بعد ساعات عدة.
تحديث: 23:06 تغ
أكد مصدر قريب من دمشق وقيادي في فصيل سوري معارض تعليق الاتفاق لإجلاء مدنيين ومقاتلين من شرق حلب، بعدما كان من المفترض أن يبدأ تطبيقه فجر الأربعاء.
وقال المصدر القريب من دمشق "علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مقاتل إلى 10 آلاف شخص".
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي المعارضة من جانبه أن "الاتفاق بات معلقا بعد عرقلة قوات النظام والإيرانيين تحديدا تطبيقه وربطه بملفات أخرى".
واتهمت تركيا الأربعاء من جانبها النظام السوري والمجموعات المسلحة التابعة له بمنع تطبيق اتفاق الهدنة الذي يهدف إلى السماح بإجلاء المدنيين ومقاتلي الفصائل المعارضة من شرق حلب.
وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو للصحافة في أنقرة "نرى الآن أن النظام السوري وبعض المجموعات تحاول منع تطبيق وقف إطلاق النار"، مؤكدا أنه "لم يكن بالإمكان تنفيذ عملية الإجلاء".
تحديث (8:49 بتوقيت غرينيتش)
تأخرت عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب لساعات، بعدما كان من المقرر أن تبدأ فجر الأربعاء بموجب اتفاق تم التوصل إليه الثلاثاء.
وكان من المفترض أن تبدأ عملية الإجلاء عند الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. لكن بعد ثلاث ساعات، كانت 20 حافلة خضراء اللون لا تزال متوقفة في حي صلاح الدين الذي تتقاسم القوات النظامية والفصائل المقاتلة السيطرة عليه.
ولم يصدر أي توضيح رسمي حول أسباب التأخير من جانب الفصائل المقاتلة أو الحكومة السورية أو الدولتين الراعيتين للاتفاق روسيا وتركيا.
وتجمع المدنيون في حي المشهد، أحد آخر الأحياء تحت سيطرة الفصائل، منذ الفجر منتظرين أي معلومات بشأن الحافلات التي كان يفترض أن تقلهم. وأمضى كثيرون منهم ليلتهم على الأرصفة لعدم وجود ملاجئ تؤويهم.
وقالت الأمم المتحدة الأربعاء إنها "لا تشارك" في خطط إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرق حلب لكنها مستعدة لتقديم يد العون.
وأكد مسؤول بالمعارضة السورية المسلحة أن فصائل موالية للقوات النظامية تعرقل رحيل الناس من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب.
مراقبون دوليون
وفي سياق متصل طلب وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت الأربعاء نشر مراقبين دوليين للإشراف على إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من شرق حلب والحؤول دون تعرض عناصر الفصائل المعارضة "للقتل".
وقال آيرولت في تصريح لشبكة "فرانس 2" التلفزيونية إن "فرنسا تطلب مراقبين من الأمم المتحدة للحصول على ضمانة بأن إجلاء المدنيين أولوية، وحتى لا يتعرض المقاتلون للقتل".
وأضاف "يجب أن تتمكن المنظمات الإنسانية كالصليب الأحمر واليونيسف من التدخل أيضا"، مشيرا إلى أن "الفوضى تامة" ميدانيا.
استئناف المعارك
ميدانيا، أعلن الجيش الروسي الأربعاء أن القوات النظامية السورية استأنفت المعارك في شرق حلب إثر شن مقاتلي الفصائل المعارضة هجمات خرقت الهدنة التي أعلن عنها لاجلائهم وإجلاء المدنيين.
وأفاد الجيش الروسي في بيان بأن "مقاتلين متمردين اغتنموا الهدنة فتجمعوا عند الفجر وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب".
وأكد البيان أن القوات النظامية السورية صدت هجوما للمقاتلين وواصلت عملياتها "لتحرير أحياء شرق حلب".
وتوقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء أن يستمر آخر مقاتلي الفصائل المعارضة في شرق حلب في "المقاومة" ليومين أو ثلاثة أيام، قبل تسوية الوضع في المدينة.
وقال لافروف خلال منتدى دبلوماسي "آمل في تسوية الوضع في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام"، مضيفا في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية أن "المقاتلين سيتوقفون عن المقاومة بعد يومين أو ثلاثة أيام".
المصدر: وكالات