رضوان العسكري يكتب: صحوة الغافلين...؟
انفراج بعد جمود اسعد الكثير، واغاض العديد، ظن به الحالمين بأن الفرج قريب، حيث انبثاق النور من بين دهاليز السياسة، بخروج دعاة الوطنية وخبراء التمثيل، ليزفوا البشرى لليائسين ان صحوة دعاة الشرف قادمة، فعصفت رياح التغيير، لتعزف لحن الاصلاح على مسامع الفقراء ، فتهللت وجوههم فرحاً بالشرى، فخرجوا بين الازقة يهتفون بشعارات الوطنية، التي غابت عنها المصداقية، فكانت لعقاً على السنتهم، لأنهم لا يستطيعون التمييز بين الصالح والطالح، بين الداعي والمدعي، حتى اقتحموا قصر البرلمان، الذي انهزم منه اعضائه، خوفاً من اصحاب الثأر، الذين ارتدوا ثياب الفقراء، ليزجوا انفسهم بين اتباع الدعاة، الذين كانت ايديهم تقطر دماً في الامس، ليصبحوا قضاة اليوم. فلم يبقى من البرلمانيين الا الدعاة، حملوهم على الاكتاف، وأنشدوا اهازيج النصر الكاذب، ما إن غابت شمس النهار حتى إلتحف الدعاة اغطيتهم المعطرة برائحة العطر الفرنسي، الذي شروه بقوت الفقراء لينعموا به، هم وذراريهم، تاركين خلفهم امهات الشهداء، اللاتي دفنّ ابنائهم في قبورٍ شاخصةً بلا أجساد، ليحجنّ اليها، في أيام الجمع والأعياد، لِيُرتِل أبنائهم آياتٍ من الذكر الحكيم، لتكن برداً وسلاماً على أرواحهم الطاهرة. حجب غبار العاصفة انظار البسطاء، فغابت الحقائق, وشوهت المصاديق, بتغليب المصالح, فلم يكن إصلاحاً بالقدر المتيقن، وإنما كانت أحقاداً تجلت على شفاه الكاذبين، الذين تُحركهم أيادي خفية تعمل لبناء الدولة العميقة، على حساب مصالح البلاد والعباد،لايراها الا من تمسك بالحق، فعرف الحق وعرف اهله، حتى بان شعاع الشمس، ليكشف ظلمة اليل الدامس!الذي ضل به كثيرٌ من الواهمين الذين التبس عليهم الحق بالباطل، والمتمسكين بغيهم عزةً بالاثم، والخائفين على مكاسبهم الدنيوية من الضياع، فكان للمال السياسي سطوة على الاعلام المأجور. هدوء بعد العاصفة ازاح الغيوم السوداء، فتجلى قرص الشمس وشع منه الضياء، على شراطئ دجلة ليعكس بريق الماء، فخفقت النوارس البيضاء بأجنحتها الرمادية في سماء بغداد، لترسم اجمل صورة للأمل المنشود، الذي نتغنى به على انغام عصافير الصباح، لنزيح الوهم ونتمسك بالحقيقة الواضحة في افق السماء، ولا زلنا متمسكين بالامل الذي نكافح في سبيله من اجل عيون اطفالنا واهلينا.