رضوان العسكري يكتب: سياسة فاسدة بفساد ساستها...!
لو تابعنا الوضع السياسي العراقي، نجد هناك انحرافات شديدة في السياسة، فهناك من يرتدي الوطنية كالثياب، يخلعها متى ما شاء، يقاتل في الخفاء على المكاسب والمغانم الشخصية والحزبية، حتى اصبح مبطان ومتخم، بالفساد والخيانة والكذب والنفاق السياسي، ويظهر في العلن امام الاعلام يتحدث بك وقاحة عن الوطنية المنقوصة والحقوق المسلوبة، وينصب نفسه زعيماً ليدافع عن الفقراء والمعدمين، وهو في الامس اول من استباح حقوقهم. وهناك من يتخفى عن الاعلام، لكي لايظهر بصورته الحقيقية وجلبابه البالي، ليعلن موقفه الصريح امام جمهوره لكي لا يقع في المحذور، اي يخشى من فقدان الجمهور، الذي اصبح ورقة اليانصيب بيد غالبية الساسة المتلونين، وهو يتقمص الفرص لمكاسب رخيصة، او يبقى فوق التل متفرجاً لا ينزل الا بعد حسم المعركة، لجمع الغنائم التي انشغل المقاتل عنها في الإحتفاء بالنصر. قبال تلك الفئتين هناك فئة واضحة المعالم، في حركاتها وسكناتها في السر والعلن، تعمل في طريق ذو اتجاه واضح، للمراقبين والمتابعين للشأن السياسي العراقي. بعد طرح مشروع التسوية داخل التحالف الوطني، وتشكيل لجنة لصياغة بنوده ليتم مناقشتها بشكل وافي، حددت تلك اللجنة المبادئ العامة للتسوية ولم تتطرق للتفاصيل، اقتنع الكل بالمشروع وتم التوقيع عليه، لكن وبعد ساعات تغير كل شيء! فظهرت ثلاث اتجاهات. الاتجاه الاول: دعم التسوية بكل قوة وتحدث عنها امام الاعلام بكل صراحة، وكأنه هو صاحب المشروع والداعم الوحيد له، فأخذ بعقد الجلسات والمؤتمرات والندوات، لبيان مضامينها وغاياتها وكان الهدف السهل امام الرافضين لها، ليتم توجيه سهام التهم له، ولا يزال متمسكاً بنهجه الذي ابتدأ به، متأملاً صحوة للشعب ليحدد مصيرة الذي اصبح غائباً عنه. الاتجاه الثاني: خرج امام الاعلام منادياً لا تسوية مع القتلة والمجرمين والبعثيين وكأن التسوية حددت الشخصيات التي سوف تدخل بها، مرتدياً ثياب الوطنية ليلوح في افق السياسة إننا نحن الراعي الوحيد لحقوق الشعب، والمدافع الشرس عن مظلوميته، لكن سرعان ما تبدلت تلك المواقف!. الاتجاه الثالث: لزم الصمت منهم من دعمها في السر بعيداً عن الاعلام، فإذا نجحت زج نفسه بها وقال نحن الذين انجحناها، واذا فشلت قال نحن من البداية لسنا داعمين لها ليبقى محافظاً على جمهوره، وآخر كما ذكرنا سابقاً بقي ملازم التل لينزل وقت جمع المغانم، ليحصد ثمار النجاح الذي لم يشرك نفسه فيه اطلاقاً، والاخير بقي خائفاً متردداً من نجاحها وفشلها! فإذا فشلت يخشى من عدم وجود بديل آخر، وإذا نجحت سيكون لها انعكاسات سلبية عليه، لأنه لايمتلك المؤهلات التي تؤهله للمنازلة الانتخابية القادمة، كما يخشى ان تقيد حركته في المستقبل، لأنه مجبر على الالتزام بما وقع عليه، كما يخشى ان يحجم دوره في القادم، لخوفه من زعامة جديدة للشيعة يكون صوتها هو المؤثر في القرار السياسي للمستقبل. اليوم يعود القرار للشعب ليحدد مصيره، ويوقف نزف الدماء، لأن الفرصة قادمة ليضع قراراته بيده، وعليه ان يفرق بين من يقاتل من اجل حزبه ومصالحه، وبين من لم يدخر جهداً في سبيل البلاد، فلم يساوم على المصالح الفئوية، ولم يستثمر دماء الشهداء من اجل مكاسب لاحقة، فعليه ان يحدد مع من يسير ومع من يقف، ومن الذي عليه دعمه وتأيده.