اخبار العراق الان

الصيد الجائر "يهدد" تواجد الأهوار على لائحة التراث والجبايش "بريئة" من دم الفلامنكو

الصيد الجائر
الصيد الجائر "يهدد" تواجد الأهوار على لائحة التراث والجبايش "بريئة" من دم الفلامنكو

2016-12-27 00:00:00 - المصدر: المدى برس


الصيد الجائر "يهدد" تواجد الأهوار على لائحة التراث والجبايش "بريئة" من دم الفلامنكو

الكاتب: AB ,HUA
المحرر: AB ,BK
2016/12/27 15:19
عدد القراءات: 8

 

المدى برس/ ذي قار

حذرت منظمة طبيعة العراق، من مخاطر الصيد الجائر على الطيور المهاجرة لاسيما الفلامنكوعلى التنوع الاحيائي في العالم، وعدته تهديدا لاستمرار وجود الأهوار على لائحة التراث العالمي، وفي حين طالبت الجهات المعنية بتفعيل دورها وحماية تلك الطيور، نفت إدارة قضاء الجبايش وقوع عمليات صيد جائر لطائر الفلامينكو في أهوار القضاء.

وقال الخبير البيئي في منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي في حديث إلى (المدى برس)، إن "عام 2016 الحالي كان عاما جائراً على عدد كبير من الطيور في مناطق الأهوار، لاسيما طائر الفلامينكو، الذي يعد أحد أنواع الطيور العالمية المهاجرة والتي تواجدت بكثافة في مناطق الأهوار العراقية الكبرى، كالحويزة وبحيرة الدلمج"، مبينا أن "الصيد الجائر يتم باستخدام شباك الصيد بكثافة والمبيدات السامة كالخردل".

وأضاف الأسدي، أن "الصيد الجائر للطيور يؤثر على التنوع الاحيائي ليس في مناطق الأهوار فحسب، بل في العالم أجمع كون تلك الطيور تهاجر من مكان لآخر"، مشيراً إلى أن "الصيد الجائر بات يطال طيور موضوعة على القائمة الحمراء، أي تلك المهددة بالخطر والانقراض كطائر الحذاف ذو العين البيضاء وغيره".

وحذر الخبير البيئي، من إمكانية أن "يؤدي الصيد الجائر إلى تهديد التنوع الاحيائي وكذلك استمرار وجود الأهوار على لائحة التراث العالمي"، مؤكدا أن "أحد عوامل إدراج الأهوار ضمن اللائحة المذكورة اعتمد على كونها تضم أنواعا وعدداً كبيراً من الطيور ومنها النادرة".

وأوضح الأسدي، أن "ما تناقلته وسائل الإعلام من صور ومشاهد عن طرق صيد طائر الفلامنكو مؤلمة وتدل على عجز الجهات المعنية عن حماية هذا الطائر وغيره من الطيور المهددة بمخاطر الصيد الجائر"، داعياً إلى "تطبيق القوانين البيئية ومحاسبة الذين يقومون بالصيد الجائر ونشر دوريات الشرطة البيئية في مواقع نشاط الصيادين والأسواق المحلية لمنع المتاجرة بالطيور المهاجرة والحفاظ على التنوع الاحيائي".

وذكر عضو منظمة طبيعة العراق، أن "الشرطة المحلية كانت قبل عام 1990 تقوم بنشاط فاعل في الحد من الصيد الجائر خاصة في موسم تكاثر الأسماك برغم غنى الأهوار بالثروة السمكية في تلك الحقبة في حين نرى أن الجهود الحالية خجولة برغم تراجع حجم الثروة السمكية في المرحلة الحالية".

وحذر الأسدي، من "مخاطر الصيد الجائر لاسيما مع انتشار ظاهرة صيد الأسماك بالصعق الكهربائي خلال موسم تكاثرها والطيور بالمبيدات السامة".

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مقاطع فيديو تبين عمليات صيد جائرة لطائر الفلامينكو، وصورا تشير الى تداول لحم الطائر في الأسواق المحلية.

من جانبه قال قائممقام قضاء الجبايش بديع الخيون في حديث إلى (المدى برس)، إن "الصيد الجائر في أهوار الجبايش، (90 كم شرق مدينة الناصرية)، التي تعد مركز الأهوار العراقية يكاد يكون قليلاً مقارنة بأهوار محافظة ميسان"، مبيناً أن "المشاهد والصور التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لصيد الفلامنكو حدثت في أهوار ميسان حصرا لأن ذلك الطائر قليل التواجد في أهوار الناصرية وعملية صيده نادرة جداً".

وأضاف الخيون، أن "الحكومة المحلية في الجبايش قامت بعدة حملات لمحاربة الصيد الجائر بكل أنواعه سواء للأسماك أو الطيور حتى قبل انضمام مناطق الأهوار للائحة التراث العالمي"، مؤكداً أن "حملات عديدة نظمت لمتابعة الصيادين ومحال وساحات بيع الطيور وجمع المعلومات عن النشاطات المخالفة والقائمين فيها بالمناطق البعيدة من الأهوار".

وكشف المسؤول المحلي، عن "إعداد خطة لمحاربة الصيد الجائر لعرضها على الحكومة المحلية في ذي قار، تتضمن طرق معالجة هذه الظاهرة وتفعيل دور الوزارات المعنية لاسيما الصحة والبيئة والزراعة والأجهزة الأمنية في مجال مراقبة ومحاسبة المتورطين بالصيد الجائر".

ودعا الخيون، إلى "تشكيل قوة خاصة لمنع الصيد الجائر وتفعيل دور الشرطة البيئية وقوات الأهوار"، مبديا استعداد إدارة القضاء "لدعم تلك القوة وتوفير الزوارق لها والمقرات المناسبة لإقامتها".

واوضح قائممقام الجبايش، أن "قوة الأهوار التي تم تشكيلها مؤخرا قد نشرت في مناطق بعيدة عن الأهوار كقضاء الشطرة والرفاعي شمال الناصرية، وغيرها من المناطق ما أدى إلى انحسار دورها وتلاشي الأمل بتحقق الهدف المنشود من تشكيلها".

وكانت وزارة الموارد المائية، أكدت في (الـ26 من كانون الأول 2016)، أن صيد طيور الفلامينكو المهاجرة مخالف لالتزامات العراق الدولية، وفي حين دعت السلطات المحلية في محافظات البصرة وذي قار وميسان الى استنكار هذه الممارسة واتخاذ الاجراءات الهادفة لمنع تكرارها، طالبت بوجوب المشاركة بحملة توعية وتحمل المسؤولية للحفاظ على التنوع البيئي.

وكانت اليونسكو، قد وافقت في (الـ17 من تموز 2016)، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة.

وبموجب قرار منظمة اليونسكو فإن الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.

وكانت مديرية مشاريع أهوار ذي قار، حذرت في التاسع من تشرين الثاني 2016 ، من مغبة إخراج الأهوار من لائحة التراث العالمي نتيجة عدم تنفيذ الوزارات المعنية التزاماتها المطلوبة تجاهها برغم مضي خمسة أشهر من مدة العام المحددة لذلك، في حين أعرب سكان محليون عن "خيبة أملهم" من جراء عدم تحسين واقعهم، داعين لتشريع قانون لحماية الأهوار وضمان حصة مناسبة من المياه لإنعاشها بالتنسيق مع الهيئات الدولية.

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية، (375 كم جنوب العاصمة بغداد)، وتتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية.

وتواجه مناطق أهوار الجنوب جملة من المشاكل أبرزها تذبذب مناسيب المياه ونقص الخدمات الأساس فضلاً عن ضعف الاهتمام بالثروة الحيوانية في تلك المناطق التي تشتهر بتربية الجاموس وصيد الأسماك والطيور، وغالباً ما تتعرض قطعان الجاموس إلى الأوبئة والأمراض التي تؤدي إلى نفوق عدد كبير منها ما يؤدي إلى خسائر كبيرة لمربيها.