اخبار العراق الان

صعوبة المقايضة عند جدعون وسعدون

صعوبة المقايضة عند جدعون وسعدون
صعوبة المقايضة عند جدعون وسعدون

2016-12-28 00:00:00 - المصدر: NEN عراق


الكاتب / د.ميثم لعيبي

– عند “جدعون” صاحب مزرعة الابقار لحوم اكثر مما يستطيع استهلاكه، وعند “سعدون” خياط الملابس جاكيتات اكثر مما يستطيع استهلاكه. وكان سعدون يريد شراء ابقار من جدعون، لكن جدعون كان لديه اكثر من جاكيت، ولم يكن لدى سعدون الا الجاكيتات، وهكذا ان اتفق ان لم يكن لدى الاول شئ مما يريده الثاني فان عملية التبادل لن تتم، فلا يستطيع ان يكون اي منهما بائعا او مشتريا. وهذه احدى صعوبات المقايضة
-وحتى لو افترضنا ان سعدون اتفق مع جدعون على تبادل الجاكيتات بالابقار، لكن جدعون كان يحتاج الى ثلاث جاكيتات فقط، في حين ان البقرة الواحدة؛ وهي اقل كمية كان يستطيع مبادلتها، كانت تساوي تسع جاكيتات، كما ان سعدون كان يريد شراء عشر بقرات، ما يعني انه كان يتطلب من جدعون شراء 90 جاكيت. وهكذا ان لم يتفق الثاني مع الاول على كمية السلع المتبادلة فان عملية التبادل لن تتم. وهذه ثاني صعوبات المقايضة.
– وحتى لو ان سعدون اتفق مع جدعون على هذه الصفقة فان المشكلة الثالثة ستكون صعوبة نقل الابقار والجاكيتات الى السوق.
– وان لم تتم الصفقة اساسا ستبقى الصعوبة الرابعة قائمة وهي صعوبة تخزين الابقار، لانها ستكون معرضة للموت وايضا ستحتاج لرعاية وتغذية مكلفة، كما ستتعرض الجاكيتات لنفس الصعوبات المتعلقة بالخزن والتقادم والتلف.
-للتخلص من صعوبات المقايضة هذه، تم عبر الازمان القديمة، الاتفاق على استخدام سلع معينة لاغراض التبادل، اذ استخدم الملح في الحبشة، والاصداف في الهند، والسمك المجفف في بعض الجزر، والتبغ في اميركا، وجلود الحيوانات في بلدان اخرى والمسامير في اسكتلندا.
– ان اغلب البلدان اتفقت بعدها على استعمال المعادن كالذهب والفضة والنحاس، كمقياس للتبادل دون سائر السلع. اذ انها قابلة للخزن دون خسارة تقريبا، فهي غير قابلة للتلف، كما انها سهلة النقل، فهي قابلة للتقسيم دون خسارة الى اجزاء صغيرة، كما ان هذه الاجزاء قابلة للصهر من جديد، وهذه صفة مميزة تنفرد بها.
– لاحقا، لماذا ادخلت الاختام على المعادن، وما صعوبات المعادن كاداة للتبادل.

i1.wp.com/neniraq.com/wp-content/uploads/2016/11/Maythem-Laiebi