رضوان العسكري يكتب: العبادي والصدر .. جلباب لجسد هزيل
شروق الشمس يكشف ظلام الليل الدامس، لتتجلى الحقيقة بأبهى صورها، فالذي سكن الظلام لفترة طوية لا يمكن له ان يبصر في ضوء النهار.
نعم هناك امور كثيرة تحاك في الخفاء، في دهاليز السياسة المظلمة، بعيداً عن اعين النظارة، فلا يمكن لأحد ان يبصرها ليرى حقيقتها السوداء.
"الصدر" و"العبادي" يلتقيان في بغداد، وبدى على لقائهما الهدوء، الذي يخفي في طياته كثيراً من التساؤلات التي لابد للإجابة عليها.
١- هل يبحث "الصدر" عن حليف جديد لمشروع قادم؟
٢- هل يريد "العبادي" ان يضع "الصدر" تحت عبائته؟
٣- هل هناك مشروع جديد بين الطرفين؟
4- هل مايجري في اروقة مجلس محافظة بغداد حول استجواب محافظها، والمشاكل الداخلية التي يواجهها محافظ ميسان سبب لهذه الزيارة؟
هذه من اهم التسؤلات التي تناولها الكثير، محاولين البحث عن اجابات شافية وواضحة، تفسر ذلك اللقاء الذي اختفت معالمه عن اذهان الكثير.
التساؤل الاول: بعد التغيرات التي طرأت على التحالف الوطني كالزعامة والمأسسة الجديدتين له والتأييد الواسع لتلك التغيرات بقي "الصدر" بعيداً عن قراراته في العلن ولكنه في الواقع يعلم كل ما يدور في اروقته ومطلعاً على كل قراراته، فيحاول جاهداً إيجاد تحالف داخل التحالف الوطني كما يفعل "العبادي" لتكون قراراتهما مؤثرةً فيه.
التساؤل التاني: يحاول "العبادي" جعل خصماء "المالكي" تحت عبائته، ليزيد من قوته التي من خلالها، يمكنه فرض قراراته على التحالف، كما تعودنا ذلك من "المالكي" في حكومتيه السابقتين، حيث اصبح واضحاً نهج (حزب الدعوة)، الماسك للسلطة يحاول مسك الحزب، كما فعلها "المالكي" مع "الجعفري"، يحاول ان يفعله "العبادي" مع "المالكي".
التساؤل الثالث: بعد طرح مشروع التسوية من قبل التحالف الوطني، لم نسمع من "العبادي" و"الصدر" تصريح واضح المعالم حول المشروع، لا بالسلب ولا بالإيجاب، وخرجت هناك بعض التصريحات الناعسة، للرفض وبصورة غير معلنه، من خلال التشكيك والتدليس.
التساؤل الرابع: يُعتقد إن الغرض من هذه الزيارة هي لعقد صفقة او تسوية او ايصال رسالة ما "للعبادي" ولحزب الدعوة! من خلال المؤتمر الصحفي المشترك، كما اراد ايصال رسالة الى جمهوره بأنني لازلت لاعباً اساسياً في العملية السياسية.
حيث قال "الصدر" خلال المؤتمر الصحفي انه لا يريد تسوية سياسية، وإنما مصالحةً مجتمعية! وكيف تكون المصالحة المجتمعية؟ هل سيكون هناك نبي جديد ليعن المؤاخاة بين المهاجرين والانصار؟.
الكل يعلم ان الخلافات السياسية الموجودة في العراق والتي أوصلت البلاد لما نحن عليه اليوم هي بسبب الخلافات بين السياسيين، فعندما يتصالح السياسيين فيما بينهم، ويشعرون بأنتمائهم لبلدهم، ويبتعدون عن الولاءات لبعض الدول، ستكون هناك تسوية حقيقية بين السياسيين وستنعكس ايجاباً على المجتمع.
من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بين الطرفين، وأنهم لم يتطرقوا الى التسوية اطلاقاً، وأسموها مصالحة، يبدو انهما لـــم يفهما مغزى التسوية، ولــم يميزا بينها وبين المصالحة، والفــرق بينهما ان التسوية تعنــــي –تسويت الخلافات والمشاكل العالقة بدون خاسر ورابح- اما المصالحة فهي تعني التنازل الاحادي الجانب لبعض الحقوق على حساب الطرف الآخر، من اجل التصالح- فيحاولون إيجاد مشروع بديل بإسم جديد، من خلال جمع المعترضين لتأييدهم له، كل هذا يدل على خوفهم من مجيئ زعامة سياسية جديدة للشيعة، فيوهمشون فيكون دورهم ثانوي، مع عدم اكتراثهم للمصلحة العامة للبلد، وبهذا يتصدرون الساحة السياسية العراقية، متناسين انهم مهما فعلوا بدون التفاوض مع الداعمين الحقيقين للخصماء السياسيين في الطرف المقابل، من خارج الحدود العراقية، سيكون هباءً منثورا ولا قيمة له، لأنهم لو أقنعوا من هو داخل العراق سوف يبحث داعمهم عن بديل جديد، للإستمرار بمشروعه.
من هذا نستشف انه لا خلاص من الارهاب، ولا حقن للدماء، ولا مصالحة ولا تسوية، في القادم لا بالتفاوض مع الداعمين الاساسيين وطمأنتهم على حلفائهم، وإقناع الحلفاء بالمشروع مقابل ضمانات وتعهدات متبادلة بين الكل برعاية اممية، لتكون محور الإنطلاق نحو اصلاح حقيقي للعملية السياسية في العراق.