اخبار العراق الان

عاجل

عادل عبد المهدي.. سبع صنايع ونص

عادل عبد المهدي.. سبع صنايع ونص
عادل عبد المهدي.. سبع صنايع ونص

2016-12-28 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية


في خبر مميز 28 ديسمبر, 2016 1 زيارة

هو في منزلة بين المنزلتين من صديقيه وزميلي طفولته إياد علاوي والراحل أحمد الجلبي.. عادل عبد المهدي خريج كلية بغداد التي كان يدرس فيها آنذاك أولاد النخبة بينما ينصرف “اولاد الخايبة” الى المدارس العامة بمن فيها الطينية منها بينما يتطوع “أولاد الملحة” في الجيش. وبينما يتخرج أولاد الذوات أطباء (إياد علاوي) وتكنوقراط (عادل عبد المهدي بالإقتصاد والجلبي في علوم الرياضيات) فإن حصة اولاد الخايبة التربية والتعليم والتاريخ والجغرافية بينما يتخرج أولاد الملحة عرفاء ونواب ضباط. هذه هي ملامح عراق الخمسينات والستينات التي نشا وترعرع فيها جيل عادل عبدالمهدي الذي ينتمي الى عائلة إرستقراطية (كان أبوه السيد عبد المهدي المنتفكي أول وزير معارف في العهد الملكي بلانفوذ لأن النفوذ من حصة مدير عام عنده وهوساطع الحصري), وجيل إياد علاوي الذي ينتمي الى عائلة هي الأخرى إرستقراطية مثلها مثل عائلة الجلبي.

لم تتغير الامور كثيرأ الإ على أولاد الذوات ومنهم عبد المهدي وصديقيه. اما اولاد الملحة والخايبة فقد ظلوا وقودا للحروب والمشاكل والازمات لاسيما بعد انقلاب تموز عام 1968 التي جاء بالبعثيين وصدام حسين الى السلطة. الاصدقاء الثلاثة ومنهم عبد المهدي الذي كان كعلاوي بعثيا في مطلع شبابه ثم ماركسيا متطرفا مثلما  يشاع الى اسلامي وسطي معتدل وتكنوقراط “معدل” حيث دائما يجد اسمه مطروحا لاعلى المناصب ومنها منصب رئاسة الوزراء في العراق الجديد, وجدوا انفسهم ثلاثتهم معارضة للنظام الصدامي منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي. ومن ثم جاءوا ثلاثتهم بعد الاحتلال الاميركي للعراق على ظهور الدبابات الاميركي.

على صعيد الفرص التي اتيحت امام الثلاثة بعد التغيير تختلف من واحد الى اخر لكن باسلوب  يكاد يكون مختلفا. ففي الوقت الذي نال فيه علاوي منصب رئاسة الوزراء فان هذا المنصب الاهم في عراق مابعد صدام وحقبة البعث بقي حسرة على الجلبي حتى مات ولايزال حسرة على عبد المهدي الذي كان خسر المنصب عام 2006 بفارق صوت صدري واحد لصالح إبراهيم الجعفري. صحيح ان عبد المهدي تسلم موقع نائب رئيس الجمهورية وعدة وزارات منها النفط والمالية لكنه يصنف دائما على انه من قياديي الصف الاول المعتدلين والذين لاتجد أي فئة او كتلة او مكون ترشيحه لاي موقع في الدولة.

عبدالمهدي لديه افضل العلاقات مع السنة ومع الاكراد وباقي الكتل والمكونات لكن تبدو اشكاليته داخل بيئته الشيعية. فبالرغم من كونه ابرز قياديي المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم لكن توازنات البيت الشيعي تجعله دائما ليس مرشحا شيعيا متفقا عليه امام الكتل والمكونات الاخرى الراغبة في ان يتسلم أي موقع بل مرشحا للمجلس الاعلى حيث تقف جملة عوائق ومنها التوازنات داخل التحالف الوطني والحجم الانتخابي. ولعل هذه المسالة حالت حتى دون قدرة عبد المهدي على اكمال الدورة الحكومية كوزير للنفط حيث يعد هو مهندس الاتفاق النفطي بين  اربيل وبغداد. وبرغم ان الاتفاق فشل بعد فترة من ابرامه لكن كل المؤشرات كانت تقول انه لو كان منح عبد المهدي فرصة لتصحيح مسار الاتفاق نظرا لعلاقته المتميزة مع القيادات الكردية لاستمر الاتفاق حتى ولو بالحد الادنى.

ميرة  عبد المهدي التي تجعل منه صاحب اكثر من سبع صنايع انه من بين قلة من قياديي المعارضة العراقية ممن لايزال يملك قدرة كافية على استيعاب التناقضات بين مختلف الاطراف. كمايحسب له انه لم ينجرف في تيارات التصعيد العرقية والطائفية وهو مايجعله مرات مرغوبا به كرجل تسويات لكنها لم توصله يوما الى الموقع الاول (رئيس وزراء) او غير مرغوب به في احيان اخرى من منطلق ان المرحلة تحتاج شخصيات تمشي مع موجة الشارع لاسيما عندما تكون هناك اصطفافات طائفية حيث ان عادل عبد المهدي لايحب ولا يرغب ان يركب موجتها.

بعد خروجه من منصبه الاخير كوزير للنفط بقي يمارس اختصاصه الكتابي التنويري من خلال ابداء الكثير من الملاحظات على الاداء الحكومي والبرلماني. لكن ما يؤخذ عليه انه يستطيع القيام بادوار اكثر اهمية مما يبدو عليه ويمكن ان يتحول  الى مركز استقطاب سياسي لكنه ربما  لايريد ان يخرج الى الاضواء اكثر واكثر حتى لايسرقها من قيادات شابة بدات تبرز في المجلس الاعلى الاسلامي.