عباس الكتبي يكتب: الصحافة يهتك عرضها في العراق!
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله:(المؤمن مرآة أخيه المؤمن).
من الاقوال في شرح هذا الحديث:(
المرآة لو تكسرت وتحطمت فإنها تقول كلمتها وكل قطعة منها تذكّر وتعكس، وكذلك المؤمن فإنّه لو تحطّم في المجتمع وجعلوه قطعة قطعة فإنّه لا يزال يقول كلمته الإصلاحية ليزيل العيوب عن الفرد والمجتمع.
المرآة كما هي مرآة للفرد فهي مرآة للمجتمع، وكذلك المؤمن فهو مرآة لأخيه المؤمن ولمجتمعه المؤمن فيذكر العيوب والمحاسن لكلٍّ على حسب شأنه.
المرآة لو قالت العيب فكسرُها وتحطيمها لأنّها كشفت العيوب هو من الخطأ والجهل، وكذلك المؤمن لا يُكسر عندما يذكر العيوب بل يشكر على ذلك فهو بفضل إيمانه يريد الاصلاح في الاُمّة).
الصحافة مرآة الحكومة والمجتمع، فهي تظهر عيوب وتشخّص اخطاء الحكومة،التي تغفل عنها او لم تعلم بها،لغرض التقويم والتصحيح،وكذلك الصحافة مرآة المجتمع،وبدورها أيضاً تنقل مشاكله وهمومه لإيصالها للمسؤلين والمعنيين بها،من أجل حلها ومعالجتها،والصحافة لها دور كبير في الدول المتقدمة،تهز عروش وتطيح بحكومات،بسبب الحرية المعطاة لها،وتوفير الحماية القانونية.
حينما أقرأ في سيرة الإمام علي عليه السلام،اقول ان هذا الإمام العظيم سبق زمانه بملايين السنين،فهو يعطي ابعد الحدود لحرية الكلمة، قرأت في نهج البلاغة،لما تكلم الإمام عليه السلام بكلام حكيم، قال رجل من الخوارج كان جالس بمحضره مشيراً للإمام:(قاتله الله من كافر ما افقهه)،فهم اصحاب الامام بالانتقام منه،فمنعهم الإمام وقال لهم:(انه سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب)،وانا أولى بالعفو فعفى عنه!!
ان تكميم الأفواه،ومنع الناس من قول كلمة الحق،الكلمة الحرة الهادفة لتصحيح الأخطاء في المجتمع او الحكومة،تعد ظاهرة من ظواهر الدكتاتورية والإستبداد،ان كانت في الحكومة،او احد الاحزاب التي لها سطوة قوية،أو اي جهة كانت، والمصيبة عندما تكون من هذه الجهات محمية بغطاء قانوني،أو ربما شرعي أحياناً،في بلد يدّعى فيه الديمقراطية،التي من أهم مبادئها مفهوم الحرية.
تكررت قضية الأعتداءات على الصحفيين والكتاب في العراق،بسبب نشر خبر أو مقال،من ضربٍ وقتلٍ وخطفٍ،حتى وصلت الى انتهاك العرض، عندما تم أختطاف الصحفية( افراح شوقي)،على أثر مقال نشرته بعنوان"استهتار السلاح في الحرم المدرسي"،انتقدت فيه واستنكرت الفعل،الذي قام به احد الضباط بالاعتداء على مديرة المدرسة، في احدى مدارس ذي قار، وطالبت الحكومة بتوفير الأمن،وان تكون لها هيبة وسطوة، وسيادة للقانون، على بعض التصرفات العشائرية،والحزبية المنبوذة.
نرجوا من الحكومة ان تعجّل وتشدّد في الأجراءات،لمعاقبة كل من يسيئ للصحفيين والكتّاب، ليكون عبرة للآخرين، فالصحافة هي المرآة العاكسة والمتبادلة بين الحكومة والشعب، لأظهار المحاسن والمعايب.