شهاب آل جنيح يكتب: الموصل بلا "داعش"
معركة الموصل ماتزال مستمرة، وبالأمس بدأت المرحلة الثانية، الخاصة بتحرير الجانب الأيسر من المدينة، وهو الجانب الأكبر حيث يضم 56حيا،ً ويعد هذا الجانب أكبر بمرتين من جزء المدينة الأيمن، وبتحريره تفقد "داعش"مركز ثقلها، وآخر أكبر معاقلها في العراق. النصر في هذه المعركة؛ سيجعل من معركة الجانب الأيمن أسهل بكثير، بسبب صغر مساحته، وقطع الإمدادات عن التنظيم، التي تأتي من الجانب الأيسر عن طريق النهر، وكذلك مايعانيه الإرهابيين من قطع التواصل في حركتهم بين العراق وسورية، سيحسم المعركة لصالح القوات العراقية بشكل أسرع. القوات المحررة واجهت قضيتين، بطئتا في عملية التحرير، وهما مشكلة السكان وكثافتهم، خاصة وأن محافظة نينوى هي أكبر محافظة عراقية من بعد بغداد، وبالتالي فأن عدد سكان مدينة الموصل، أخرّ من تقدم القوات العراقية، والقضية الثانية هي أن "داعش" تقاتل من أجل حصنها الأخير في العراق، وليس لديها ماتخسره من بعده، إضافة لرمزية الموصل لدى التنظيم الإرهابي، التي خطب منها زعيم التنظيم خطبته قبل عامين، معلناً عن دولته الإسلامية المزعومة. معارك القوات العراقية ضد تنظيم "داعش"، تعرضت لموجات من الضغوط الدولية والإقليمية، الهدف منها إبقاء الحال كما هو، لكي يظل العراق يعاني الإرهاب، وظن العالم أن هذا الإرهاب سيبقى في العراق، ولن يطال الدول الأخرى، لكن توجه التنظيم للدول العالمية الكبرى، وتنفيذه لأعمال إرهابية هناك، غير الرأي العالمي تجاهه، وساعد في القضاء عليه. العراق بقواته المختلفة، الجيش والشرطة والحشد الشعبي، أتخذ على عاتقه الاستمرار في طرد الإرهابيين من البلاد، فقدم الاف الشهداء من الشيب والشباب، للتخلص من هذه الخلية السرطانية، التي تبنتها ودعمتها دول، كل همها بقاء البلاد غارقة في فوضى الحرب، إلا أن الجدية والإصرار على التحرير، كان هو هدف وغاية العراقيين أنفسهم، وهذا ما عمل على استمرار مطاردة الإرهابيين مدى عامين ونيف. تحرير مدينة الموصل سيعيدها لخيمة الوطن مجدداً، بعد أن ظلت لأكثر من عامين تحت رحمة الإرهابيين، وماهي إلا مسألة وقت، لتكون المدينة بلا "داعش"، ولتطهر أرض العراق من هؤلاء المتخلفين، الذين عاثوا في البلاد فساداً وقتلاً، وهذه العودة لم ولن تكون سهلة، بل بدماء أبناء العراق من مختلف توجهاتهم، حين هبوا لينقذوا وطنهم من هذه العصابات، فلهذا يجب أن لايترك الفاشلون والفاسدون والخونة، مرة أخرى ليعودا مجدداً، بل يجب محاسبتهم ومحاكمتهم. تنويه: هذه المقالة لا تعبر عن وجهة نظر "موسوعة هذا اليوم الاخبارية" انما يتحمل كاتبها مسؤولية ما كتب.