اخبار العراق الان

لطيفة اغبارية

استقبل العالم هذا اليوم، أّول أيّام العام الجديد، في الاحتفالات التقليديّة التي شملت الألعاب الناريّة، بفرح وبهجة، وأمنيات جديدة كما كل عام. لكننّا نستطيع أن نقول إنّ هذه الفرحة مختزلة وحتّى هي شبه معدومة للأسف لدى شعوب العالم العربي.

العام المنصرم ترك وراءه حصادًا مليئًا من الأحداث الساخنة التي أشعلت المنطقة بالدماء والقتل والتشريد؛ إذ نجحت قناة “دريم22″، في برنامجها ” صباح دريم”، بعرض تقرير مُصوّر لأهم الأحداث التي عصفت في البلاد العربيّة، ووفق التقرير فإنّ أبرز تلك الأحداث كانت قيام انتحاري بتفجير نفسه بالقرب من المسجد النبوي الشريف بالمملكة العربية السعودية، ممّا نتج عنه موجة من الغضب في العالم الإسلامي.

وشمل التقرير اغتيال الكاتب والمعارض الأردني “ناهض حتر”،  بالإضافة إلى أحداث العراق التي جاء أشدها قيام القوات العراقية بحملة عسكرية لطرد داعش من الموصل، فضلًا عن أحداث المغرب، والتي جاء أهمها  إثارة الضجة على جميع وسائل الإعلام العالمية بسبب مقتل شاب طحنًا في شاحنة نفايات، ما أدى إلى اندلاع موجة غضب في جميع محافظات المغرب، وذكر التقرير أيضًا انتخاب البرلمان للبناني العماد “ميشال عون” رئيسًا للبلاد، بعد فراغ المنصب لأكثر من عامين، بالإضافة إلى الأحداث التونسية التي شهدت تظاهرات لاغتيال مهندس الطيران “محمد الزواري”، في ولاية “صفاقس″.

وتناول التقرير أحداث اليمن التي تشهد منذ 20 شهرًا نزاعًا مسلحًا أوقع أكثر من 7 آلاف قتيل، و37 ألف جريح، ما تسبب في انتشار الأمراض، وسوء التغذية، بالإضافة إلى سوريا التي لم تهدأ طوال العام، وامتلأت بالأحداث بداية من انتشال الطفل عمران الذي كان حديث العالم، مرورًا بإدخال المساعدات الغذائية، ومحاصرة حلب ونزوح الكثير من سكانها، نهاية بسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، على أغلب محافظات سوريا.

واختتم التقرير بأحداث فلسطين التي كانت ما بين الانقسامات الداخلية، والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين ومحاولة اكتساب الحقوق.

من يشاهد التقرير الذي أعدته هذه القناة المصريّة، وهي تقوم بتعداد مصائب الدول العربيّة، يلاحظ “تغييب” أهم الأحداث التي أصابت مصر، منها تفجير الكنيسة، والاعتداءات المتكررة على الجنود في سيناء، وأزمة الأرز السكر والدولار، والقائمة الطويلة. ولأنّ المصائب لا تأتي فُرادى، فلم ننجح بإيجاد  أخبار تسّر القلب في العالم العربي، فالجهل والتخلّف والبطالة والأميّة والاقتتال والطائفية هي بطلة هذه المرحلة الصعبة والتي يبدو أنّها ستطول.

************

غناء الأفاعي

دائمًا ما ينتقد الموسيقار المصري حلمي بكر، بقسوة وصراحة مطلقة المغنيين والمغنيات، بدون هوادة أو مهادنة، ممّا تسبب له ببعض المشاكل كما حدث مع المطرب أحمد عدويّة، رغم اختلافنا في نقده له.

في حوار جديد معه ببرنامج ” كرسي الاعتراف” والمذاع على “شاشة المحور” انتقد حلمي بكر انتشار العشوائيّة في الأغاني الشعبيّة، وقال إنّ بعض المطربات يقمن بالغناء بأرجلهن بدلا من أصواتهن، لافتا أنّ لكل صوت يوجد جرس، وحينما يختفي الجرس تظهر ” الوحوحة” والتي لا تطاق، معتبرا أنّ هذه الوحوحة تلدغ ولا تُطرب، لأنّ صاحبة هذا الصوت تكون تجيد التمثيل أكثر من الغناء، قاصدا بذلك مغنية ليست من أصل مصري، وهي لبنانية كان قد ذكرها في إحدى مقابلاته السابقة، وانتقد أيضا عمليات التجميل الخادعة والكاذبة، لأنّ الغناء أصبح بالعين بدلا من الأذن، معتبرا أنّ الغناء هذه الأيام أصبح مثل النباح، عند بعض المطربين، الذين يقوم بعضهم بإلقاء ما يشبه بالمحاضرة أو الموعظة، عندما يقوم المغني بتوجيه المايكروفون نحو الجمهور قائلا لهم ” قولوا معايا”، أو “أنتم معايا ولا لأ”.

نعتقد أنّ الغناء هذه الأيّام قد فقد رونقه إلى حدّ معين، بسبب الانتشار الواسع للمغنيات وبخاصّة الإناث منهنّ، وتشابههن الكبير بسبب عمليات التجميل الكثيرة، لكننّا نؤمن أنّ الأصوات الأصيلة الحقيقية هي الباقية الخالدة، وغير ذلك يذهب سريعًا ويتلاشى.

************

“بابا نويل” وهديته لتركيا

كتبنا مرارا أنّ تركيا لن تنتهي بها التفجيرات والاعتداءات الإرهابيّة، حيث استفاقت صبيحة اليوم على اعتداء استهدف ملهى ليليّا خلال الاحتفالات برأس السنة في إسطنبول، حيث أوقع عشرات القتلى والجرحى، والذين تمّ تحديد هويّة بعضهم، ومن بين المصابين خمسة لبنانيين.

تابعنا المَشاهد الأولى التي نقلتها القنوات التركية والعربية لهذا الهجوم، والذعر الذي أصاب المتواجدين في المكان، جراء إطلاق الرصاص عليهم.

قناة ” أون لايف” المصرية أجرت حوارا مع الصحفي التركي “توجورت كارا” قال إنّ أحد المسلحين ارتدى زيّ بابا نويل أثناء دخوله إلى الملهى الليلي.

الصحفي المذكور قال إنّ  عددا من الصحف المحسوبة التابعة لحزب العدالة والتنمية نقلت فتاوى تحريم التهنئة بالعام الجديد، ومن يحتفل بذلك فهو ليس من المسلمين، منتقدا بنفس الآن دور الشرطة التركية التي لا تقوم بواجباتها في القبض على عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروفة بداعش، الذين ينتشرون في شوارع تركيا، وأكّد أنّ سياسة الرئيس التركي رجب أردوغان قد تغيّرت بعد “الربيع العربي”.

تركيا تعيش وستبقى كذلك، في مرحلة حرجة، بعد أن أصبحت مستهدفة من الخارج والداخل، عدا ضعف أمنها وجهاز استخباراتها.

***********

الأسد والنجوم

الشعوب البائسة هي التي تعيش فقط على تنبؤات الفلكيين، وتعيش فقط على انتظار انتهاء عام وقدوم عام آخر من أجل حلم أو تنبؤ منشود، ونعتقد أنّ كل فلكي يتنبأ حسب مزاجه أو تحليلاته الخاصة.

الفجوات المتزايدة بين المواقف الدوليّة في شأن الرئيس السوري، بشار الأسد، ووضعه في مستقبل سورية، جعل هذا الوضع الغامض مادة دسمة لوسائل الإعلام العربية وحتى الأجنبية لتتحدث عن مصيره.

خبير الفلك المصري أحمد شاهين، توقع حربًا عالمية ثالثة، والتي كان قد توقعها في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، تنضم إليها قوى مثل الصين وفرنسا وتركيا وحزب الله وإيران وبعض الدول الأوروبية. مشيرًا إلى  أن الأسد، سيواجه خسائر متوالية، وأنه سيُغتال على يد أحد أقاربه العلويين بعد تنحيه.

كما تنبأ الفلكي اللبناني “سمير طنب” بقيام دولة “علوية” في سوريا تشمل اللاذقية وحمص وحماة ودمشق، متوقعًا في الوقت نفسه تسوية أميركية روسية تفضي إلى إزاحة بشار الأسد من خلال انقلاب عسكري داخلي أو عملية اغتيال. وقال إنّ “التدخل الروسي يَحسُم الحرب خلال أشهر وسيحمي حدود الدولة العلوية التي تمتّد من اللاذقية إلى حمص وحماه ودمشق”، وفق وصفه، أمّا الفلكي سيد الشيمى،  فقد ذكر إنّ طالع الأسد يؤكد غروره وقسوته على شعبه، وأنّه صاحب مقدرة على بعث الأمل من العدم، بل ويدين بالولاء لمجموعة واحدة هم أنصاره، دون الشعب السوري بأكمله، موضحًا أنه قد يتعرض لأزمة خلال شهر نوفمبر المقبل.

عالم الفلك البريطاني “باتريك مور” تنبأ هو الآخر، بما  سيحمله العام الجديد بالنسبة لسوريا، فأشار إلى أنّ الحرب السورية القائمة الآن ستجعل من الأسد ملكًا للعرب وسيدًا للشرق الأوسط، حيثُ اعتبره الفائز في هذه الحرب والمعركة القائمة في سوريا.

نحن من الذين لا يؤمنون بالأبراج أو بتوقعات الفلكيين، “وكذب المنجمون ولو صدفوا”، حتّى لو صدف وإن نجحوا مرة في توقعاتهم، فإنّ كلامهم ليس بمنزلٍ، ومنذ العام الماضي ونحن ننتظر توقعات أحد الفلكيين الذي تنبأ لنا بقيام الدولة الفلسطينية مع انتهاء العام 2016!.

وبكل الأحوال، سنة سعيدة نرجوها للجميع.

*كاتبة فلسطينية.