اخبار العراق الان

انتظار نتنياهو لترامب قد ينتهي بشكل غير مناسب

انتظار نتنياهو لترامب قد ينتهي بشكل غير مناسب
انتظار نتنياهو لترامب قد ينتهي بشكل غير مناسب

2017-01-04 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية


في مقالات 1 4 يناير, 2017 1 زيارة

ألون بن دافيد

كان “عيد الميلاد” في لندن هذه السنة سيئاً بشكل خاص. أيضا 60 مليون خروف من نيوزلندا لا تعرف مصيرها منذ أن أعلن عليها رئيس حكومة “اسرائيل” الحرب. هذا قبل الحديث عن الدبلوماسيين الذين تمت معاقبتهم ولم يشتروا شقة عندما قال نتنياهو اشتروا.

كانت لديه على الأقل الحكمة بعدم إلحاق الضرر بالشراكة الهامة مع مصر، رغم أنها هي التي بادرت إلى القرار في مجلس الأمن. وتبين من جديد أن آخر من يلاحظ الأمور التي تحدث أمامه، وكذلك انتظاره بنفس مقطوع إلى آخر الأيام، التي يعد ترامب بأنها ستصل في 20 كانون الثاني والتي من شأنها أن تنتهي بواقع لا يرغب فيه.

بعد ثماني سنوات من الاستخفاف بالرئيس الأمريكي، ضرب أوباما من ملعب الغولف في هاواي كرة دقيقة أصابت زجاج نتنياهو. كان ذلك هو انتقامه. كيري، في خطاب دقيق مؤيد “لاسرائيل” حاول إصلاح الإنطباع قليلا. ولكن ليس مؤكداً أن انتقام الإدارة المغادرة سيقف عند هذا الحد.

لدينا نحن الاسرائيليون ميول للاعتقاد بأن الشمس تشرق من وراءنا وأن كل العالم يهتم بنا فقط. والأسبوع الماضي عزز هذا الشعور. ولكن في الوقت الذي نغرق فيه في شعور الضحية الدافيء، يقف العالم أمام احداث كبيرة تكون اسرائيل فيها لاعب هامشي جدا، هذا اذا وجدت اصلا.

من مجموع تغريدات وخطابات الرئيس الامريكي المنتخب تتبين صورة واضحة تفيد بأن التحدي الدولي الاول في نظره هو الصين. أو كما يسميها “جيانا”. المكالمة الهاتفية مع رئيسة تايوان لم تكن صدفية. صحيح أن الصين تراجعت في الاشهر الاخيرة عن مكانتها كصاحبة الدين الاكبر للولايات المتحدة، والى المرتبة الثانية وراء اليابان، لكن الصين ما زالت تسيطر على الاماكن الحساسة مع كميات كبيرة من العملة وسندات الدين الامريكية. قدرة تأثيرها على الاقتصاد الامريكي، التي تدمج بين القوة الاقتصادية والعسكرية – تحولها الى التهديد الاكبر للولايات المتحدة.

لذلك يريد ترامب التقرب من روسيا، وعندما يغرد معبرا عن رغبته في الاستمرار في سباق التسلح النووي في العالم – يرى امام ناظريه السلاح النووي الروسي، الذي يوجد قرب الصين، وهو ينضم الى السلاح الامريكي من اجل تهديد الوحش الصيني. روسيا تعرف نوايا ترامب، بل إن الاموال التي تصلها تعتمد على بيع النفط والغاز للصين، وهي تلوح بأنها منفتحة على المفاوضات. إن تبادل المديح بين بوتين وترامب وتعيين الشخص المحبب على روسيا، ريكس تلرسون، وزيرا للخارجية، يضمن أن هذه المفاوضات ستبدأ بروح جيدة.

كل صفقة امريكية روسية سيكون لها ضحايا. روسيا ترى رفع العقوبات التي فرضت عليها بعد دخول القرم، لكن في سلة المطالب التي لديها توجد جورجيا واوكرانيا ودول البلطيق وايضا الحفاظ على نظام الاسد في سوريا. من اجل شراء تأييد روسيا، يمكن أن ينضم ترامب الى مؤيدي الاسد، وهذه لن تكون أنباء جيدة لإسرائيل.

اصبحت المنطقة تعرف ذلك. مصر التي هي الدولة العربية السنية الاكبر ارسلت في الشهر الماضي طائرات سلاح الجو للانتشار في سوريا، وهي تستعد لارسال قوات عسكرية كبيرة لمساعدة الاسد في حربه. وهذا على حساب المساعدات الاقتصادية التي تحصل عليها من السعودية. لقد اختارت مصر الانضمام الى التحالف الاوتوقراطي الذي ينشأ في المنطقة: بوتين، الاسد، السيسي، ويمكن ايضا اردوغان. وجميعهم ضد الاسلام السني المتطرف. والسؤال هو: ماذا ستكون مكانة ايران؟.

ترامب أحاط نفسه بمجموعة تعرف اخطار الاسلام المتطرف، لكنها قلقة في نفس الوقت من الاتفاق النووي الذي وقع عليه اوباما مع ايران. وبوتين لن يسارع الى التنازل عن علاقته مع من يعتبرها شريكة استراتيجية، وسوق مهمة للصناعات العسكرية وشريكة هامة في التحالف الذي يدافع عن الاسد. من الذي سيتراجع أولا؟ هل سيتجاهل ترامب الاتفاق النووي مع ايران مقابل شراكته مع بوتين، أم أن روسيا ستتنازل عن تأييده لآيات الله من اجل رفع العقوبات، والاعتراف بوجودهم في اوكرانيا وتأييد الامريكيين للاسد؟ النتيجتين غير جيدتين لإسرائيل.

ترامب والمصالح

يجب علينا الاخذ بالحسبان سيناريو آخر: طريق الشراكة الروسية الامريكية معبدة بالعقبات. ورغم الرغبة الصادقة لترامب في التقرب من روسيا – هناك الكثير من المصالح المتعارضة بين القوتين العظميين، التي قد تؤدي الى فشل هذه المفاوضات. اذا فشلت خطوة ترامب، يمكن أن يجد نفسه معزولا امام شراكة روسية صينية ايرانية عربية تسرع تراجع القوة العظمى الامريكية. هذا السيناريو ايضا ليس جيدا لاسرائيل.

السيناريو المثالي بالنسبة لنا هو أن ينضم ترامب لروسيا ويتفق معها على استقرار نظام الاسد على خمس سوريا ويحصل على موافقتهم في كبح طموح ايران النووي. ويقوم بتعزيز سلطة السيسي في مصر ويجعل تركيا تلعب دور ايجابي في المناطق التي يطرد منها داعش. وماذا سيكون تأثير ذلك على سيناريوهات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟.

إسرائيل وفلسطين ليستا في مركز الاهتمام الدولي. إنهما بمثابة الشوكة التي تقوم بوخز العالم العربي والغرب اللذان ينتظران اليوم الذي ستخرج فيه هذه القضية. ورغم التغريدات المؤيدة والمتحمسة، مشكوك فيه أن ترامب يعتبر أنه انتخب من اجل ضمان البناء في عمونة. لذلك يفضل لرئيس الحكومة النوم جيدا في الليلة التي ستسبق لقاءه مع الرئيس الجديد، الذي سيتم كما يبدو في شهر شباط. واذا لم يتحرر من ميوله لاسداء النصيحة، قد يكتشف نتنياهو أن فتيل الجنجي ترامب قصير ومن شأنه الانفجار بسرعة.

إن من مصلحة ترامب الواضح أن يدفع نحو صفقة اسرائيلية فلسطينية تقوم بتحييد الكثير من الضجيج الذي يزعجه في الطريق الى عقد صفقة دولية، تسجل على اسمه النجاح بدل الفشل الذي اصاب اوباما. ترامب يسعى الى الابقاء على شعبيته وهو يعرف أن خطوة كهذه ستمنحه النقاط في اوساط المثقفين وستساعده على البقاء لولاية ثانية. جيسون غرينبلات، المبعوث الخاص له للمفاوضات، والمؤيد لاسرائيل، قد يقف هنا مع مسودة اتفاق تفاجيء ايضا من يزعم أنه أول من يلاحظ التغيير.

إن نتنياهو محق في أنه في العالم توجد كوارث أكثر خطرا، والتي تهم المجتمع الدولي بشكل أقل، يستطيع أن يضرب رئيس حكومة بريطانيا، التي هي مؤيدة لاسرائيل، ويستطيع ان يعاقب افريقيا، حيث تفاخر قبل لحظة بعلاقته معها، لكنه لا يستطيع تغيير الحقيقة البسيطة: لا توجد دولة تزعم أنها غربية، وفي نفس الوقت تحتل شعب آخر منذ خمسين سنة ولا تمنحه حقوقه الاساسية. الايمان بأن تغيير الانظمة المتوقع في اوروبا سيؤدي الى احتمال الموضوع الفلسطيني اكثر، قد يأخذنا مجددا الى المكان الذي فيه من لا يفهم الاحداث التاريخية التي تحدث أمامنا.

واضافة الى العمليات العالمية، ألم يحن الوقت لأن نقرر نحن الاسرائيليون بأنفسنا ما هي حدود دولتنا؟ هل نريد أن نبلع 3 ملايين فلسطيني أم أننا نعمل لضمان الاغلبية اليهودية في الدولة؟ قبل ان نصبح في جيل 69 سنة بلحظة، هذا هو الوقت الجيد للنظر في المرآة واتخاذ القرار، قبل أن نستوضح اذا كان هناك شريك، من أين والى أين تمتد دولتنا – ما الذي نحن على استعداد للنضال من اجله وما الذي نحن على استعداد للتنازل عنه.