اخبار العراق الان

محمود المشهداني.. طبيب لايداوي الناس

محمود المشهداني.. طبيب لايداوي الناس
محمود المشهداني.. طبيب لايداوي الناس

2017-01-04 00:00:00 - المصدر: الجمهورية نيوز


Wed, 04 Jan 2017 13:12:07

لم يعرف عن طبيب الاطفال محمود المشهداني نشاط معلن في معارضة النظام السابق. لكن سيرته الذاتية تحمل سلسلة تناقضات بمن فيها وضعه كمعارض سني ـ سلفي لنظام صدام حسين. المشهداني سني ولد وترعرع في محلة شيعية "الكاظمية", طبيب يحمل رتبة عسكرية. إسلامي إنغمس بالعمل السياسي "اعتقل عام 2000 وافرج عنه 2002 بالعفو العام". شاعر رومانسي بشخصية تحمل الكثير من روح الدعابة والسخرية. لم يكتمل "سيفي" المشهداني المملوء بالتناقضات. فبعد اعتقاله من قبل صدام حسين لسنتين بتهمة المعارضة انخرط في العملية السياسية من بواكيرها حيث تراس المكتب السياسي لمنظمة الدعوة والارشاد. وبينما انتخب عضوا للجنة صياغة الدستور فقد اتهم بدعم المقاومة العراقية فاعتقل من قبل قوات الاحتلال الاميركي عام 2004 وكذلك من قبل وزارة الداخلية العراقية عام 2005. لكنه بعد سنة سجل قفزة لم تكن متوقعة حين انتخب رئيسا لمجلس النواب العراقي "عام 2006ـ 2009".

ومع إنه إجبر على الإستقالة من رئاسة البرلمان فإنه وطبقا لما بات متداولا فقد كان خروجه بصفقة خاصة معه وذلك بمنحه راتبا تقاعديا قد يكون الاعلى في تاريخ الدولة العراقية من زمن السلاجقة والبويهيين حتى اليوم وهو 40 الف دولار اميركي. مع ذلك فقد حسم المشهداني امره كواحد من الزعامات السنية البارزة لكنه لم يتمكن حتى بعد خروجه من رئاسة البرلمان ان يتحول الى رقم صعب في المعادلة السياسية من خلال تشكيل كتلة او حزب على غرار قادة سنة اقل من خبرة في العمل السياسي واصغر سنا مثل الدكتور سليم الجبوري "رئيس مجلس النواب" او جمال الكربولي "زعيم كتلة الحل". والدليل انه لم يجد نفسه حتى في تحالف القوى العراقية بل وجد نفسه داخل ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه الشيعي العلماني اياد علاوي.

لكن المشهداني الذي يحسب له الصراحة والوضوح والسخرية التي تحرج ضيوفه ومن يقابلهم بمن في ذلك الزعامات الاجنبية بات يعد الان من السنة المعتدلين الذين يرغب التحالف الوطني الشيعي من اجراء مفاوضات معهم حيث يتراس الان اللجنة السنية العليا للمقاوضات الخاصة بالتسوية التاريخية. لايهتم المشهداني كثيرا بالبروتوكول مهما كانت الاسباب حتى انه في احدى سفراته الى بريطانيا حيث كان في عداد الوفد نائب اسلامي متشدد يعتمر عمامة ولحية فما كان من المشهداني ان قدمه لمضيفيه البريطانيين بالقول "اقدم لكم الشيخ اسامة بن لادن".

من السلفية حتى بنسختها التكفيرية الى السني المعتدل المقبول شيعيا. ومن الطبيب الذي ترك الطب الى الشعر فالف عدة مجاميع شعرية لم تترك اثرا لدى النقاد الى السياسي الذي اصبح رئيسا للبرلمان في سياق المحاصصة الطائفية والعرقية الى البرلماني الذي ربما بات يقبل من الغنيمة بالاياب. فهو وان كان لايزال رسميا جزء من ائتلاف الوطنية لكنه انضم الى عضوية المكتب السياسي لحزب الحق الوطني الذي يتزعمه احمد المساري مما يعني ان المشهداني لايزال يبحث عن دور ولو متواضع في العملية السياسية بعد ان بدا ضائعا بين تحالف القوى العراقية السني وبين اياد علاوي العلماني وبين حزب المساري الذي لا احد يعرف اسباب انخراط المشهداني فيه مع ان المساري الاصغر سنا وتجربة في العمل السياسي لايمكنه منح المشهداني الصدارة في حال فاز الحزب بمقاعد تؤهله لتكوين كتلة برلمانية في المرحلة المقبلة.