مجلس كربلاء يتهم قوات الحدود والعصائب بـ"التجاوز" على حصن الأخيضر والأخيرة تنفي
مجلس كربلاء يتهم قوات الحدود والعصائب بـ"التجاوز" على حصن الأخيضر والأخيرة تنفي
المدى برس/ كربلاء
اتهم مجلس كربلاء، اليوم الأربعاء، قيادة قوات الحدود وحركة أهل الحق "العصائب" بـ"التجاوز" على محرمات موقع حصن الأخيضر الأثري، غربي المحافظة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد)، بنحو يؤثر سلباً في الموقع المهم ويطمس معالمه، كاشفاً عن تشكيله لجنة لتحديد نوع "التجاوزات" والتعرف على الإجراءات المتخذة بشأنها، في حين نفت الحركة "تجاوزها" على الموقع، عادةً أن اتهامها بذلك "مزايدات سياسية تحاول الإساءة" لسمعة الحشد الشعبي.
وقالت عضو لجنة السياحة والآثار في المجلس، سندس الطريحي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المعلومات التي وردت المجلس أفادت بوجود تجاوزات على محرمات موقع حصن الأخيضر الأثري، غربي المحافظة،(108 كم جنوب العاصمة بغداد)، من قبل قيادة قوات الحدود وحركة عصائب أهل الحق"، مشيرة إلى أن "اللجنة كشفت موقعياً على الحصن وتأكدت من وجود التجاوزات ووثّقتها حيث تضمنت إقامة بحيرات أسماك ومعمل كونكريت ومرشات زراعية ومقلع للمواد الانشائية ومعسكر".
وعدّت الطريحي، أن "التجاوزات تؤثر سلباً في ذلك الموقع الأثري المهم وتطمس معالمه"، مبينة أن "اللجنة قدمت تقريراً للمجلس بشأن تلك التجاوزات ودعته لاتخاذ الإجراءات اللازمة لردع المتجاوزين".
من جانبه قال رئيس اللجنة القانونية في مجلس محافظة كربلاء، محفوظ التميمي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المجلس قرر خلال جلسته الاعتيادية الاسبوع الحالي، تشكيل لجنة تضم خمسة من أعضائه، لتقصي الحقائق بشأن التجاوزات الحاصلة على محرمات موقع حصن الأخيضر الأثري"، مبيناً أن "اللجنة ستزور الموقع ميدانياً الاسبوع المقبل، لتحديد نوع التجاوزات والتعرف على الإجراءات المتخذة بشأنها من قبل الدوائر المختصة، وإعلام رئاسة المجلس بالنتائج"،
بدوره قال مدير مكتب حركة العصائب في كربلاء، سعد السعدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحركة قدمت الكثير من التضحيات والدماء من أجل العراق وهي من أشد الناس حرصاً على حماية آثاره وتراثه"، مدللاً على ذلك بأن "الحركة سلمت أمس الثلاثاء،(الثالث من كانون الثاني 2017 الحالي)، كمية كبيرة من الآثار لهيئة الآثار بعد العثور عليها لدى عصابات داعش الإرهابية في المناطق التي نشارك بتحريرها من الموصل".
وأكد السعدي، على "وجود معمل تابع للعصائب في الصحراء غربي كربلاء"، مستدركاً "لكنه يبعد مسافة كبيرة عن موقع حصن الأخيضر وليس من المنطقي أن تتجاوز الحركة على الموقع".
وعدَّ مدير مكتب حركة العصائب في كربلاء، أن هنالك "مزايدات سياسية تحاول الإساءة لسمعة الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية".
وكانت دائرة آثار كربلاء، قد اتهمت في (الـ26 من كانون الاول 2016)، قوات الحدود وإحدى الجهات التابعة للحشد الشعبي، بمواصلة "التجاوز" على محرمات قصر الأخيضر الأثري والتوسع به، منتقدةً "عدم تفاعل" الحكومة المحلية معها لإزالة تلك التجاوزات.
وكانت دائرة آثار محافظة كربلاء قد اتهمت في (الـ23 من تموز 2016)، قوات قيادة عمليات الحدود بـ"التجاوز" على محرمات موقع حصن الاخيضر الأثري، وجهات أخرى على تلول حصن الأخيضر التي تضم قصر مقاتل الاثري، مؤكدةً قيام جهة سياسية بـ"منع" تفعيل الإجراءات القانونية و"محاسبة المتجاوزين".
وكانت إدارة قضاء عين التمر في محافظة كربلاء، قد أكدت في (العشرين من تموز 2016)، على حصول تجاوزات من أصحاب مقالع مواد انشائية على محرمات قصر الأخيضر، وفي حين بيّنت أن المتجاوزين أوقفوا وأحيلوا للقضاء، نفت تورط أية جهة سياسية "متنفذة" بتلك التجاوزات.
ويقع حصن الاخيضر وسط الصحراء الغربية لكربلاء، ويُعد من المباني التأريخية والأثرية البارزة في العراق، لضخامة بنائه وتفرده بأنواع من التصاميم والزخارف، وهو من الحصون الدفاعية الفريدة من نوعها وقلما نجد بناء بضخامته في منطقة مقفرة وبعيدة عن العمران، وهو مشيّد بالحجر والجص ويحيط به سور كبير مستطيل الشكل طوله من الشمال إلى الجنوب 175.80 م وعرضه من الشرق إلى الغرب 163.60 م ويبلغ ارتفاعه نحو 21 م.