الحريري يصف أزمة اللاجئين السوريين بأنها الأكثر صعوبة وحساسية
2017-01-17 00:00:00 - المصدر: راي اليوم
بيروت- (د ب أ): قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الاثنين، خلال لقائه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيجريد كاج، إن أزمة اللاجئين السوريين هي الأكثر صعوبة وحساسية مطالباً بمشاركة منظمات الأمم المتحدة في تحمل أعباء هذه الأزمة.
وذكر مصدر رسمي لبناني أن الحريري استقبل الاثنين في السراي الحكومي في بيروت، كاج بحضور نائبها منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فيليب لازاريني ومدراء مكاتب منظمات الامم المتحدة في لبنان.
وقال الحريري خلال اللقاء “بالنسبة لي، تبقى أزمة اللاجئين السوريين في لبنان الموضوع الجوهري، والنقطة الأكثر صعوبة وحساسية. ونحن ننظر إلى المنظمات التابعة للأمم المتحدة كشريك أساسي لنا في تحمل هذه الأعباء ونعتمد عليها من أجل التمكن من مواجهة هذه التحديات”.
وأضاف “المطلوب برأيي اليوم كخطوة أولى، أن يكون لدينا مسح شامل لتواجد اللاجئين السوريين، وأثرهم على الاقتصاد اللبناني الفعلي، من مختلف الجهات المالية والخدماتية والبنى التحتية. وهنا أيضا أعتمد على مشاركتكم وتقديماتكم”.
وأوضح أن “هناك مناطق كالبقاع /شرق لبنان/ والشمال حيث بات تواجد عدد كبير من اللاجئين فيها يجعل معاناتها أكبر، و إذا نظرنا إلى مدى تأثير اللجوء السوري على لبنان، لوجدنا أن البلد ككل يعاني من هذه المشكلة”.
وتابع الرئيس الحريري “نحن الآن لدينا كهرباء أقل، مياه أقل، بنى تحتية أقل، وكذلك مدارس ومستشفيات أقل، وبالتالي أصبحت لدينا مشاكل في كل القطاعات، وحتى من الناحية البيئية، وهناك عمل دؤوب لا بد من القيام به في هذا المجال”.
وشكر رئيس الحكومة “قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان على جهودهم ،والتزامهم تجاه لبنان سواء على الأرض أو في البحر، وسواء في قدراتهم العسكرية أو المدنية”.
وقال “لقد عانى لبنان خلال السنتين الماضيتين، من جمود سياسي وبات الوضع فيه يتحول إلى غاية في الخطورة. وأنا كنت دائما أقول أنه لا بد أن يكون لدينا رئيس للجمهورية لكي تعمل الحكومة ومؤسسات الدولة كما يجب، واليوم أصبح لدينا رئيس جمهورية وحكومة ومجلس نواب سوف يعقد جلسة تشريعية له هذا الأسبوع، وآمل أن تقر مشاريع القوانين تباعا”.
وأضاف “ان الهدف الأساسي لحكومتنا هو إرساء تنمية متطورة ومستدامة وازدهار على مستوى البلد ككل. فلبنان ملتزم بأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة في العام 2015، ومن هنا نعد لخطة شاملة تحدد الأولويات بشكل واضح لكي نضمن أن لبنان، وبمساعدة ومشاركة كل منظمات الأمم المتحدة، سوف يحقق هذه الأهداف”.
وتابع الرئيس الحريري “أود أن أشكركم على كل ما قدمتموه من دعم للبنان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على وجه خاص بقي دائما لاعباً أساسياً مع مختلف الحكومات المتعاقبة، وآمل أن تتواصل الشراكة اليوم”.
من جهتها، قالت كاج بعد اللقاء “ناقشنا مع الرئيس الحريري كيف باستطاعتنا أن نؤمن أفضل دعم ممكن لتقوية ومساندة وبناء قدرات العديد من الوزارات المستحدثة بهدف تأمين النجاح لعملها، وهذا يشمل وزارات النازحين والمرأة وبالطبع مكافحة الفساد، وهذه امثلة منها”.
وأشارت الى أن “هناك عمل مستمر لموضوع لم يكتمل بعد، وسنظل نعمل في سبيله، وهو تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 برؤية اوسع نستطيع من خلالها الاستمرار في تجنيب لبنان التهديدات للمحافظة على سيادة اراضيه وتعزيز أمنه”.
ورأت أن لبنان “دائما أساسي في المنطقة وهو يمثل نموذجا للتسامح والعيش المشترك في الوقت، الذي تشهد فيه المنطقة تهديدات وعدم استقرار. علينا نحن كعائلة الأمم المتحدة أن نبذل جهودا أكثر لمساعدة حكومة لبنان وشعبه لمواجهة هذه التهديدات، وهذا الأمر لن يستفيد منه لبنان فقط بل المنطقة أيضا”.
وأضافت “كانت مناسبة أيضا لإجراء حوار صريح جداً ومنفتح في ما يتعلق بمجالات التعاون ودعم لبنان في سلامه وامنه واستقراره وتطوره وحقوق الانسان فيه. كما تعلمون فأن الأمم المتحدة ممثلة بشكل واسع في لبنان من خلال فريق عمل كبير متعدد، ومشاريع وبرامج كثيرة ومتنوعة من خلال استراتيجية الأمم المتحدة، وهم يعملون بجهد على التخطيط لها وتنفيذها بحيث تكون أكثر فعالية وتأثيرا وتخدم الحكومة وأهدافها بشكل أفضل”.
وتابعت كاج “ننظر إلى عدد من الأولويات لهذا العام، وهي بالطبع تتضمن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، كما أننا نأمل بالتأكيد أن يصار إلى اعتماد كوتا نسائية في التمثيل البرلماني، كما نلحظ في إطار اهتماماتنا مواضيع تتعلق بمنع العنف والتطرف خاصة، وأن لبنان يعيش في مناخ متقلب جدا في المنطقة. وإننا نتطلع الى دعم القوات اللبنانية المسلحة والقوى الأمنية”.
وقالت “كما تطرقنا خلال اللقاء إلى تأثير الأزمة السورية على لبنان اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وكيف يمكننا تقديم المساعدة للمجتمعات اللبنانية الضعيفة إلى جانب النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين من خلال الانروا”.
وأضافت “كانت فرصة هذا العام لإعادة التأكيد على تجديد الالتزام القوي من قبلنا جميعاً، في الأمم المتحدة هنا في لبنان، تجاه هذا البلد ومؤسساته وبالطبع لتأمين نجاح المشاريع التي وضعتها الحكومة في البيان الوزاري والمشاريع التي يتم تطويرها”.