لهذا السبب غير الأميركيون موعد تنصيب الرئيس
سيؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب القسم الرئاسي ليتسلم مهامه الرسمية رئيسا للولايات المتحدة في الـ20 من شهر كانون الثاني/يناير 2017.
قبل عام 1933، كان رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته يستمر في أداء مهامه حتى الرابع من آذار/مارس، وهو اليوم الذي يسلم فيه مقاليد الحكم. لكن الأمر تغير بعد ذلك العام.
وباستثناء جورج واشنطن الذي تم تنصيبه في الـ 30 من نيسان/أبريل عام 1789 كأول رئيس للولايات المتحدة الأميركية، كان حفل تنصيب الرؤساء الآخرين يتم في الرابع من آذار/مارس.
وفي الـ 23 من كانون الثاني/يناير عام 1933 أقر الكونغرس الأميركي التعديل الدستوري الـ20 والمعروف بلقبه الساخر "البطة العرجاء" الذي نقل يوم التنصيب الرئاسي من الرابع من آذار/مارس إلى يوم 20 من الشهر الأول.
وكان الغرض الرئيسي من هذا التعديل هو التقليل من الوقت الذي سيمضيه الرئيس المنتهية ولايته ومسؤولون آخرون في الإدارة بعد الانتخابات الرئاسية وإعلان النتائج.
وقبل عام 1933 كان حفل التنصيب في آذار/مارس مبررا حسب مركز المساءلة الدستورية، الذي بين أن عملية جمع الأصوات وعدها كانت تأخذ وقتا أطول بكثير، وبعد ذلك كان يجب جمع ونقل النتائج والأصوات بالأحصنة والعربات من جميع المدن والولايات عبر البلاد كلها. لذا فإن فترة تمتد لأربعة شهور بين نتائج الانتخابات والتصيب كانت طبيعية.
وحسب المركز فإن انتقال الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض يأخذ فترة أطول مما يأخذها هذه الأيام.
ولكن استمرار هذه الفترة الطويلة (أربعة شهور) بين خروج رئيس وتسلم آخر السلطة خلقت مشاكل عدّة ومن أهم الأمثلة على ذلك ما عرف تاريخيا بـ “الانفصال الشتوي".
فخلال فترة الانتظار الطويلة بين فوز الرئيس أبرهام لينكولن في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 1860 وحفل تنصيبه في آذار/مارس 1861 استطاع الانفصاليون الجنوبيون أن يستولوا على معسكرات أسلحة اتحادية، وهو ما أشعل الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال. ولم يستطع الرئيس المنتهية ولايته جيمس بوكانان أو الرئيس المنتخب إيقاف الانفصاليين وبحلول نيسان/أبريل من العام نفسه كان الانفصاليون قد أعلنوا الولايات الكونفدرالية الأميركية التي كانت متكونة من سبع ولايات.
ومن أمثلة المشكلات التي كانت تخلقها هذه الفترة الانتقالية الطويلة، هو ما حدث في فترة الركود الاقتصادي الكبير في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي.
ومع ظهور علامات الأزمة الاقتصادية وتضخمها في السوق الأميركية شعر نواب الكونغرس والمسؤولون بالاضطراب وعدم القدرة على فعل أي شيء بسبب الاختلافات بين توجهات الرئيس المنتهية ولايته هيربرت هوفر والرئيس المنتخب المقبل فرانكلين روزفلت.
ويرى المؤرخون أنه كان من الممكن تمرير إصلاحات اقتصادية بشكل أسرع لو لم تكن فترة انتقال السلطة طويلة.
وتم تطبيق التعديل الدستوري الذي قلص هذه الفترة بعد انتخابات 1936 وذلك في حفل إعادة تنصيب فرانكلين روزفلت في 20 كانون الثاني/يناير 1937.
المصدر: وسائل الإعلام الأميركية