اخبار العراق الان

عاجل

الحويجة والشرقاط .. بين الموت والجوع وكيس الطحين بمليون دينار وسط "تجاهل" حكومي لانتهاكات (داعش)

الحويجة والشرقاط .. بين الموت والجوع وكيس الطحين بمليون دينار وسط
الحويجة والشرقاط .. بين الموت والجوع وكيس الطحين بمليون دينار وسط "تجاهل" حكومي لانتهاكات (داعش)

2017-01-22 00:00:00 - المصدر: المدى برس


الحويجة والشرقاط .. بين الموت والجوع وكيس الطحين بمليون دينار وسط "تجاهل" حكومي لانتهاكات (داعش)

 

المدى برس/ بغداد

عدَّ مرصد متخصص بحقوق الانسان، اليوم الاحد، أن مدنيي المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم (داعش) في قضاء الحويجة، جنوب غربي كركوك، وقضاء الشرقاط، شمالي تكريت، يعيشون في ظروف انسانية صعبة جداً مع "قهر" التنظيم لهم وارتفاع اسعار المواد الغذائية الى نحو مليون دينار لمادتي الطحين والسكر، وفيما أتهم اهالي هذه المناطق الحكومة بـ "تجاهل" هذه المعاناة والانتهاكات التي يرتكبها التنظيم بحقهم، أكدوا أن التنظيم يقتل من يحاول الهرب منهم ويعتقل آخرين.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، في بيان تلقت (المدى برس)، نسخة منه، إن "الآلاف من المدنيين في قضاء الحويجة والساحل الأيسر من قضاء الشرقاط، يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة، في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم (داعش) وفي مناطق نزوحهم"، مبيناً أن "هؤلاء ينتظرون تحرك الحكومة العراقية لتحرير مناطقهم ولا تزال السلطات العراقية تتجاهل الانتهاكات والمعاناة التي يعيشها الاهالي في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك والساحل الأيسر من قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين".

وأضاف البيان، أن "المرصد العراقي لحقوق الانسان وثّق انتهاكات عدة تعيشها العوائل في مناطق سيطرة (داعش) ومناطق نزوحهم، حيث يعاني الأهالي في الحويجة والساحل الأيسر من الشرقاط من قلة توفر الغذاء والدواء في ظل عدم وجود للكهرباء وانتشار الامراض بين الاطفال وحتى كبار السن"، مشيراً الى، أن "هؤلاء المدنيين يعانون من بطش (داعش) حيث يمنع التنظيم خروج الأهالي من مناطق سيطرته ويقوم عناصره بمصادرة المنازل ونهبها في تلك المناطق، فضلاً عن الاعدامات والاعتقالات اليومية التي تنفذ بحق المدنيين".

الجوع أصبح كالظل .. وكيس الطحين بمليون دينار

معاناة المدنيين تتصاعد في جانب الشرقاط الأيسر بسبب بطش عناصر تنظيم (داعش)، وتخوف من الموت بسبب الجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية وقلتها.  

ونقل البيان، عن نازحة من الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط، قولها، أن "الجوع أصبح كظلنا والخوف بان حتى على الحيوانات والناس تعبت من الترقب، كل شيء أصبح بالملايين، فكيس الطحين بمليون دينار عراقي، والسكر كذلك، أن لم تتحرك حكومة سيموت الناس من الجوع ومن بطش (داعش)".

وتابع البيان، أن "تنظيم (داعش) قام في السابع من كانون الثاني 2017، باعتقال 50 شخصاً على الأقل من اهالي ناحية العباسي التابعة لقضاء الحويجة، واقتادوهم الى جهة مجهولة ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، وفي الـ14 من الشهر نفسه قام التنظيم باعتقال 20 عائلة على الأقل من قرية الشجرة التابعة لناحية العباسي في قضاء الحويجة، واقتادوهم لمكان مجهول ولم يعرف سبب الاعتقال"، لافتاً الى، أن "التنظيم قام باعتقال نساء من الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط بعد أن وجد لديهن مواد غذائية ارسلت لهن من الساحل الأيمن للقضاء".

الموت يلاحق الهاربين من "أرض الخلافة"  

عناصر تنظيم (داعش) كانوا يحاولون بجميع الطرق منع العوائل الهاربة من المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم، بغية اتخاذهم كدروع بشرية لصد القوات الأمنية أثناء معارك التحرير.  

وأكد المرصد العراقي لحقوق الانسان، بحسب البيان أن "عناصر تنظيم (داعش) قاموا في الـ8 من كانون الثاني 2017، بإطلاق النار على العوائل التي تحاول الهرب من الجانب الأيسر من الشرقاط  وقضاء الحويجة، مما ادى الى اصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، كما يقوم عناصر التنظيم بزرع العبوات الناسفة في الطرق التي تستخدمها العوائل للهرب ولمنع خروجهم، فيؤدي انفجار هذه العبوات الى اصابة العشرات من الأهالي".

ولفت البيان، أن "عبوة ناسفة انفجرت في الـ9 من كانون الثاني 2017، على العوائل اثناء محاولتهم الهرب من ناحية العباسي التابعة لقضاء الحويجة، مما أسفر عن اصابة عشرة أشخاص على الأقل، وفي الـ13 من كانون الثاني 2017، اقدم التنظيم على حرق أم وأربعة من اطفالها، ثلاث فتيات وولد بعمر تسعة اشهر من أهالي قضاء الحويجة بذريعة ترك أرض الخلافة".

نازحون بلا مساعدات إنسانية

عشرات العوائل تهرب يومياً من المناطق التي تخضع لسيطرة التنظيم في قضاء الشرقاط، ولايوجد مكان يأويهم بسبب رفض الحكومة المحلية فتح مخيم لهم، ويعانون من قلة المساعدات الانسانية.

وكشف المرصد العراقي لحقوق الانسان، بحسب البيان، أن "قضاء الشرقاط يستقبل يومياً 150 عائلة نازحة على الأقل من الحويجة والساحل الأيسر، وتعيش بعض هذه العوائل في العراء لعدم توفر مكان يأويها، ولأن الحكومة المحلية ترفض فتح مخيم للنازحين لأسباب أمنية، حيث تعاني هذه العوائل من عدم توفر المستلزمات الصحية والأدوية وقلة توفر الغذاء وحليب الاطفال"، موضحاً أن "الأطفال يصابون بأمراض عدة نتيجة انخفاض دراجات الحرارة ولايوجد هناك أي دعم ومساعدة من الحكومة المحلية ولا المنظمات المحلية والدولية".

ودعا المرصد العراقي لحقوق الإنسان، السلطات كافة الى "مراعاة المبادئ التوجيهية بشأن التشريد الداخلي بقرار اللجنة الدولية لحقوق الانسان 1997/39"، مطالباً الحكومة العراقية والامم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية بـ "اتخاذ الخطوات اللازمة لإعانة اهالي الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط وأهالي قضاء الحويجة، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم".