الجيش “الإسرائيلي” يستعد لحرب لبنان الثالثة
Mon, 23 Jan 2017 12:34:45
أمران أساسيان يميزان استعدادات الجيش الإسرائيلي لحرب لبنان الثالثة: أعداد القوات الخاصة بالمناورة البرية من أجل قتال صفوف (جزء من سرية) أو سرايا كاملة من حزب الله ستخترق “الأراضي الإسرائيلية”.
الجيش يستعد لإبطال أنفاق قتالية لحزب الله بصورة فعالة ومنظمة، كجزء من نظرية قتال وأسلوب عمل. هذان العنصران سيكونان ذات صلة أيضاً في المعركة المقبلة مقابل حماس في قطاع غزة.
الخطوة الأولى تغير تماماً نظرة قادة الكتائب والألوية وآلاف المقاتلين للحرب المقبلة. لن يكون هناك انتقال سريع من مناطق التدريب أو الأمن إلى أماكن التجمع ومن هناك وبعد تدريب إعدادي قصير، إلى المناطق خلف الحدود والبدء بالسير داخل مناطق العدو.
نظرية بن غوريون القاضية بنقل القتال إلى أرض العدو تحوّلت إلى بوصلة القتال بالنسبة لحزب الله. التقدير في “الجيش الإسرائيلي” أن سرايا “الرضوان” التابعة لحزب الله ستخترق “الأراضي الإسرائيلية” في المراحل الأولى من الحرب المقبلة بصورة مفاجئة ومنسقة، وستحاول بسرعة تحديد صورة النصر في المعركة : “قوة من حزب الله مع عشرات المقاتلين ستزرع علماً أصفراً بعد أن تسيطر ولو لعدة ساعات على مستوطنة إسرائيلية أو موقع للجيش قرب الحدود”.
في الأسابيع الأخيرة وفي عدة مناورات لوائية أجراها “الجيش الإسرائيلي”، كان من الممكن الملاحظة جيداً التغييرات في نظرة الجيش. على سبيل المثال في مناورة للواء المدرعات 401 ، استدعيت القوات بسرعة إلى معركة اندلعت في الشمال وكان بانتظارها مهمة مفاجئة هي الاستعداد لقتال دفاعي في الأراضي الإسرائيلية مع تكثيف الدفاع عن “مستوطنة إسرائيلية” قريبة من السياج الحدودي، لأن قوة كبيرة من حزب الله سوف تهاجم بعد وقت قصير وعلى “القوات الإسرائيلية” مواجهة هذا التهديد عبر نشر محكم ومكثف للمقاتلين، ونشر كمائن في نقاط حساسة، وتنفيذ حيل تكتيكية وإعداد المنطقة لإبطال التهديد القريب.
فعلياً، قوات الكتائب أو الأولية سيخصصون الأيام الأولى من القتال المقبل لمضاعفة القوات التي تدافع في أيام الروتين عن مستوطنات وطرق خط التماس على الحدود مع لبنان، وأيضاً على حدود قطاع غزة قبل القيام بهجمات ما وراء الحدود. مناورة اللواء 401 وغفعاتي والناحل جرت في أراض جبلية وتضمنت احتلال بلدة لحزب الله.
“قوات العدو الهجومية تتطور”، هكذا قال ضابط كبير في الفرقة 162 التي جرت في إطارها المناورة. وأضاف أن المناورة أعطت قادة الكتائب 12 ساعة للاستعداد للدفاع، وهذا الأمر يعطي لفرقة الجليل مرونة في إطار مسؤوليتها بالدفاع عن المنطقة وإقفال نقاط الضعف الدفاعية، فالكتائب تعرف اليوم أن عليها العمل فوراً في الدفاع دون صلة بتفعيل النيران أو إذن المناورة.
التقدير في الجيش أن حزب الله لم يحفر أنفاقاً تتجاوز الحدود مثل حماس، لكنه طوّر حتماً بنية الأنفاق القتالية الخاصة به في القرى وفي المناطقة المفتوحة في محيطها، والتي سيضطر الجيش “الإسرائيلي” إلى احتلالها.
مناورات لواء المدرعات 188 و 401 الأخيرة تضمنت اختبار مدى جاهزية وأهلية كتيبتي الهندسة اللتان ستتعاملان مع تهديد أنفاق حزب الله.