الذبح.. من الذي أفتى به؟
ان علاقة الإسلام والمسلمين الأوائل بالقتال والسيف والجهاد المسلح والصراع العنيف واستخدامهم لهذه الأدوات أمر يحتاج الى أيضاح, لقد أمضى المسلمون الأوائل بمكة ثلاث عشرة سنة في ظروف ((الأستضعاف)), وكان طبيعيآ ألا يكون ((القتال)), أمرآ واردآ في التكليف الآلهي لنبيه(ص)وآله, في تلك المرحلة التي سبقت الهجرة من مكة الى المدينة, والسور المكية تشهد على صحة كلامي((أدفع بالتي هي أحسن, نحن أعلم بما يصفون))المؤمنون /96, ((ومن أحسن قولآ ممن دعا الى الله وعمل صالحآ وقال أنني من المسلمين…)), ((وأصبر على ما يقولون وأهجرهم هجرآ جميلآ )).
لكن الهجرة أنهت مرحلة ((الأستضعاف)), وعودة الى عصرنا الحالي, وقد خرجت لنا مجاميع تتجلبب الدين رداءآ مهلهل ملؤه القتل والخراب والموت العاصف, برزت لنا حالة أقل ماتوصف ((فظاعة بمنتهى القسوة)), وهي عمليات ((الذبح)), دون رحمة أو مسند تأريخي فقهي اسلامي يبرر أو يسوغ فعالهم الأجرامية هذه, وسبق لي أن بينت منشأ فلسفة ((الأنتحار)), بأدبيات هذه الجماعات ((المكفرة)), لكل شيء, واليوم أضع بين أيديكم أعزائي يامن منيتم وبليتم ببلوى القاعدة وداعش ومن لف لفهم وسار بركبهم((تأييد الخفاء والعلن)), فقد قرأت كتاب أسمه ((الفريضة الغائبة)), لمؤلفه مهندس الكهرباء محمد عبد السلام فرج, وهو أحد المتهمين بأغتيال السادات, وبالطبع وللعلم أخوتي الفريضة الغائبة هي ((الجهاد)), وكما تعرفون أن مفهوم ((الجهاد)), لايقتصر على القتال حسب, ذلك أن مخالفة ((الهوى)), هو جهاد, وكما قال الإمام علي ع , أنفسكم ميدانكم الأول, وجهاد النفس أبلغ الجهاد…الخ.
لكن مؤلف الكتاب يقصر مفردة الجهاد بالقتال فقط!!, وهو بكتابه المشؤوم يقول: ان الاسلام أنتشر بالسيف فقط!!, ويدافع عن هذه النظرية بضراوة, وفي الصفحة /4, وهنا بيت القصيد, يقول: وهو يورد دليلآ بحديث منسوب للنبي (ص)وآله, وهو يقول ويخاطب قريش وهو ب((مكة)), قبل الهجرة, والمسلمون كما أسلفت بمرحلة ((الأستضعاف)), ((لقد جئتكم بالذبح))!!!!.
والمصيبة الأنكى أنه بالصفحتين 28_29, يقول: عن آية ((السيف)), التي يقول أنها نسخت أن كل آيات ((الصبر))و ((العفو))و ((الصفح))و((الأعراض)), وهو يتجاهل أن آية السيف نزلت بالمشركين((فإذا أنسلخ الأشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد)), التوبة/5, ومن ثم فإنها لاتنطبق على الذين يدعو كتاب((الفريضة الغائبة))سيء الذكر, الى قتالهم الآن, ثم أن آية السيف لم تنسخ((فأعفوا وأصفحوا حتى يأتي أمر الله)), فالمقام مختلف وسبب النزول مختلف والمرادون في كل هذه الآيات مختلفون أختلافآ نوعيآ, فكيف أوردوا فلسفة ((ذبح البشر))بهكذا نمط جعل من الغرب يؤاخذ على الدين الإسلامي أنه دين القتل والعنف؟؟.فاضل ابورغيف.