بغداد تستبعد 20 ألفاً من شرطة الموصل وتستعين بحشد النجيفي لمسك الأرض
بغداد تستبعد 20 ألفاً من شرطة الموصل وتستعين بحشد النجيفي لمسك الأرض
المدى برس/ بغداد
يرجِّح مسؤولون موصليون وجود خلايا نائمة وعناصر من داعش تختفي تحت أسماء مزيفة ومستعارة في مناطق شرق الموصل الذي أعلن رسميا تحريره الاسبوع الماضي.
وتفرض هذه المعطيات على القوات الامنية مزيدا من المسؤوليات، وتدفع لإطلاق عمليات جديدة لتفتيش المنازل بحثاً عن مسلحين، وتعول القوات على تعاون الاهالي للإبلاغ عن الاشخاص المشبوهين.
وبيما لم يتم حسم أمر عودة "عوائل داعش" الى الموصل، فإن النازحين العائدين الى مناطقهم المحررة سيخضعون بدورهم الى عملية تدقيق مشددة.
ويقترح البعض وضع عوائل داعش، التي يقدر مجلس نينوى عددها بنحو 2% من مجموع نفوس المحافظة، في مخيم مؤقت لحين البت في أمرهم.
واقترب عدد النازحين من الموصل، بعد تحرير نصف المدينة، الى الـ200 ألف نازح، بحسب آخر إحصائية لوزارة الهجرة.
في غضون ذلك ستقوم قوات مشتركة من الجيش والشرطة المحلية والحشد العشائري، بضمنهم (حرس نينوى)، التابع لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، بمسك الارض المحررة في شرق الموصل.
ويقوم ربع عدد شرطة نينوى، ما قبل حزيران 2014، بمهمات أمنية داخل الموصل، فيما تطالب الحكومة المحلية بإعادة المفصولين او توسيع باب التطوع.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء الماضي، تحرير الجانب الأيسر من الموصل، كاشفا عن توقيع 27 مذكرة لإعادة بناء مشاريع مختلفة في المناطق المحررة بالموصل.
وجاء إعلان تحرير الجانب الأيسر للموصل، بعد اكثر من 90 يوماً على انطلاق عمليات (قادمون يا نينوى). وكان العبادي قد كرر مراراً إمكانية تحرير جميع مناطق الموصل قبل نهاية عام 2016.
وقُدّر عدد الضحايا المدنيين في الساحل الايسر، بنحو ألف شخص بين قتيل وجريح. وسُجِّل أعلى عدد من الضحايا في حيي السماح والمثنى في شرق الموصل.
وبحسب قائممقام الموصل، فان أضرارا كبيرة لحقت بـ60% من المباني الحكومية، وأن 90% من شبكة الطرق والمواصلات في الساحل الايسر تم تدميرها بسبب العمليات العسكرية. وقدرت الاضرار التي لحقت بمنازل الاهالي بنحو 15%، وسجلت أعلى الاضرار في الاحياء السكنية بمنطقتي الكرامة وعدن.
وقال قائد العمليات المشتركة طالب شغاتي، قبل ايام من اعلان التحرير الكامل، أن قواته احبطت خلال العمليات العسكرية في الساحل الايسر 300 عجلة مفخخة، وقتلت اكثر من 3300 عنصر من داعش.
وجهة المعارك المقبلة
ويتوقع هاشم البريفكاني، نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى، ان تبدأ عمليات الساحل الايمن قبل اقتحام تلعفر.
وكشف مسؤولون محليون، مؤخرا، عن مؤشرات أولية قد تسمح بمشاركة الحشد الشعبي، لا سيما الفصائل الملتزمة بتعليمات رئيس الحكومة حيدر العبادي، في عملية تحرير مركز قضاء تلعفر.
وكانت ترجيحات قد تحدثت، مطلع العام الحالي، عن إمكانية مشاركة "الحشد" في تحرير الساحل الايمن للتعويض بعد انسحاب قوات الشرطة الاتحادية الى شرق الموصل.
لكن البريفكاني يقول لـ(المدى) "ليست هناك معلومات دقيقة عن وجه المعركة المقبلة، لكننا نتوقع فقط بحسب بعض المعلومات".
من يمسك الأرض؟
وفيما أكد عضو اللجنة الامنية في مجلس نينوى استقرار الوضع الامني في الساحل الايسر بعد ايام من اعلان التحرير، لكنه اعترف بوجود خلايا نائمة ومسلحين، داعيا القوات المشتركة الى تفتيش المنازل وتدقيق الهويات.
ويشدد المسؤول المحلي على أن أمن الساحل الايسر "مسؤولية تضامنية" تتشاركها القوات الامنية مع الاهالي الذين تمنى عليهم التعاون للإبلاغ عن مكان تواجد المسلحين.
وكانت حكومة نينوى المحلية قد اعتبرت ان تعاون السكان سرّع من وتيرة عمليات التحرير وساعد على حسم المعركة.
وفي السياق ذاته كشف خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى، عن إشراك الجيش والشرطة بالاضافة الى الحشد الشعبي، من ابناء المدينة في مسك ارض الساحل الايسر.
وقال الحديدي، في اتصال مع (المدى) امس، ان "نينوى كانت تضم 32 ألف شرطي محلي، قبل سقوطها بيد داعش، لكن العدد الحالي تناقص الى النصف الآن"، مشيراً الى ان 8 آلاف عنصر فقط هم من يمارسون مهامهم،، فيما النصف الآخر مازال في معسكرات التدريب.
ويطالب المسؤول المحلي بإعادة الشرطة المفصولين بسبب احداث حزيران، لكنه يقول ان "الحكومة رفضت ذلك وطالبت بفتح تعيين جديد"، في اشارة الى استبعاد اكثر من 20 ألف عنصر من شرطة المحافظة.
لكن مجلس المحافظة يفضل إعادة المفصولين ،لأنهم تلقوا تدريباتهم على يد قوات اميركية وكندية.
النقص الكبير في تعداد الشرطة المحلية، دفع القيادة المشتركة، بحسب آخر اجتماع لها، للاستعانة بقطعات اخرى الى جانب قوات الشرطة لمسك الارض.
ويقول الحديدي ان حرس نينوى، الذي يخضع لقيادة أثيل النجيفي، "سيكون ضمن القوات التي ستمسك الارض، بحسب قرار للحكومة الذي اعتبر القوات الاخيرة ضمن الحشد الشعبي".
وقال الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله، قائد عمليات قادمون يانينوى، امس، ان مهمة مسك الارض في الجانب الأيسر اوكلت الى "جهاز مكافحة الاٍرهاب، والجيش العراقي، والرد السريع،و الشرطة الاتحادية،وشرطة نينوى، والحشد الشعبي من أبناء نينوى".
كما طالب يارالله، في بيان صحفي، "المواطنين بالتعاون مع القوات الامنية لتحقيق الاستقرار الكامل في مناطقهم".
عوائل داعش
ويقول المسؤول المحلي ان "الموصل وحدها تحتاج الى 15 ألف عنصر أمن لضمان عدم حدوث خروق من خلايا نائمة"، مشيرا الى "وجود مسلحين مازالوا يتخفون بين سكان الساحل الايسر، او قاموا بتزوير هوياتهم".
ويقول الحديدي ان النازحين في مخيمات الايواء الموجودة في اقليم كردستان يخضعون في الدخول والخروج لتدقيق قوات مكافحة الارهاب والاسايش الكردية، مؤكدا ان مخيم الجدعة، الذي يقع تحت إشراف مجلس نينوى، يخضع لنفس الاجراءات لكن من قبل جهاز الامن الوطني.
وتظهر في الموصل، بعد تحرير الساحل الايسر، مشكلة اعادة عوائل داعش، اذ يقدر الحديدي تعدادها بنسبة 2% من سكان نينوى الذين يتجاوز تعدادهم 3.5 مليون نسمة بحسب احصائيات وزارة التخطيط.
واضاف عضو مجلس محافظة نينوى "هناك مقترح لوضع تلك العوائل في مخيم لحين حسم امرهم"، كاشفاً عن رفض اهالي ناحية الشورة، التي تحررت قبل 3 أشهر، لعودة عوائل داعش بشكل قاطع.
من..وائل نعمة