اخبار العراق الان

مقال | لماذا العراق وليست السعودية يا سيدي التاجر

مقال | لماذا العراق وليست السعودية يا سيدي التاجر
مقال | لماذا العراق وليست السعودية يا سيدي التاجر

2017-01-29 00:00:00 - المصدر: بلاد نيوز


بلاد نيوز - العراق، الاحد 29 كانون الثاني/يناير 2017

بقلم: حيدرصبي - كاتب وصحفي عراقي مقيم في النجف

منع 7 دول من السفر الى امريكا بالتأكيد هو قرار يعود للسيادة الامريكية كدولة .. ومع ان القرار بجزئياته البسيطة فيه نوع من العدل الا ان هناك كانت نقطتان جوهريتان فيه عزرت ذلك القرار .. 

النقطة الاولى ، هو وضع العراقيين على لائحة المنع . 

النقطة الثانية : مامني به العراقيون من خيبة امل نتيجة لهذا القرار . 

من حقنا ان نسأل السيد ترامب بعد هذا ، ونقول له : هل ان المواطنين العراقيون خطرهم اكبر على الامة والامن الامريكي ، ام المواطن السعودي ؟ . 

من الواضح تماما ان قرار ترامب جاء سياسيا بحتا وان غلفه بصرخات الحفاظ على الامن القومي الامريكي ، نحن متأكدون من ان السيد ترامب يعلم بتمام الثقة ان العراقيين الذين دخلوا امريكا ومنذ عام 1991 كانوا اناسا مسالمين ومواطنين صالحين ، وتعايشوا بسلام وطمأنينة مع المواطن الامريكي الاصلي . فهل وجدت ياسيد ترامب مواطنا عراقيا قام باعمال ارهابية وقتل امريكيين في المقاهي والمؤسسات وشوارع مدن امريكا ؟؟ . هل قام عراقيا بدهس مواطنين امريكيين في الاسواق ؟ . هل فجر عراقي نفسه بين الحشود المكتضة بملعب لكرة القدم او داخل مسرح ماج بالحضور ؟ هل وجدت امام حسينية او جامع عراقي يحرض على قتل الامريكيين او اي مواطن حمل التنوع القومي والديني والمذهبي اثناء خطبه ؟ . هل صادفك عراقيا تاجر بالمخدرات او كان منضويا تحت مسمى الجريمة المنظمة ونهب وسلب حياة الامريكين ومدخراتهم ؟ . واسألك هل كان هناك عراقيا من بين الارهابيين الذين اختطفوا الطائرات وفجروها ببرجي التجارة العالمي باحداث 11 سمبتمر ؟ . انا متأكد من انك ستقول لا ، ليس هناك عراقيا مما ذكرت ، اذن اطلب منك الان التروي واليقظة في ان تعكس جميع ماتحلى به العراقيون من صفات على افعال وصفات المواطنين السعوديين على الارض الامريكية .. ، ثم اذهب وراجع التقارير الدولية باعداد الارهابيين من حملة الجنسية السعودية والمغاربية ممن عاثوا بامن امريكا واوربا وقارنها باعداد العراقين منهم - كيف وجدت التتيجة ؟ لايوجد مقارنة اليس كذلك ؟ ، فلم حظرت العراقيين المسالمين بغالبيتهم وتركت السعوديبن المتشددين بغالبيتهم ليدخلوا امريكا ويتنعموا بالامن والسلام ؟ . 

لن تستطيع من الاجابة كونك ايها " الامريكي التاجر " ، ستكون محرجا لو قلت الحقيقة ، لكننا سنقولها بدلا عنك فاستمع : 

انت لم تمنع السعوديون من دخول امريكا كون السعودية حليفا مطيعا وودودا وسياستها وكما تعلمون صدى لسياساتكم وهي ايضا تنعم بعلاقات ود واحترام لعزيزتها اسرائيل ، وهي تنفذ جميع مايطلب منها وبأشارة منكم ، ولذا فانتم حريصون على ديمومة هذه العلاقة ، هذا من جهة . من جهة اخرى انت والمسؤولون الامريكيون يعلمون تماما ماذا سيحصل لو ان امريكا طردت المواطنين السعوديين من اراضيها ومنعتهم من دخولها ، تعلمون هذا من حيث علمكم باعداد السعوديين المتشددين من الذين حافظتم عليهم ودربتموهم على اراضيكم ودعمتموهم لضرب البلدان ، بعد تعليمهم الرسالة الوهابية السمحة في جوامعهم المنتشرة على مد الجغرافية الامريكية ، لذا فانتم تعلمون باعداد أئمة الجوامع عندكم وكيف سيثارون لو انكم اتخذتم هكذا قرار ، " حتما ستتحول امريكا الى جحيم !! " . وايضا وبالتزامن مع هذا ولكونك رجل شاطر بالتجارة ، فانك تخشى السعودية سحبها للاصول التي لها عليكم كدين غاطس والمقدرة ب 750 مليار دولار . وانت تحرص على نجاح برنامجك في انتشالك للواقع الاقتصادي المتردي .

جميع قراراتك ياسيد ترامب اذن جاءت مصداق لخطابك بجزئيته التي اشرت خلالها فيه ب" الحفاظ على تحالفاتكم السابقة ، واعادة النظر في اخرى " فابقيتم على السعودية وركلتم حلفكم الظاهري مع العراقيين ، " لم ولن تكون امريكا يوما حليفا للعراقيبن مادامت ايران معهم والساسة العراقيون تابعين لها " ، كون لامميزات تثير اهتمامكم في السياسة العراقية ، وانتم لاتثقون بهم جميعا كحلفاء لكم وبعمق ، على عكس القادة والمسؤولين السعوديين ، وصرحتم في اكثر من مناسبة عن رأيكم فيهم وكونهم " لايتعدون مجموعة من الفاسدين والسراق ، اي ان العراق ليس بدولة تستحق الاحترام ، ولذا فالمسؤولية ايضا تقع على عاتق القيادات العراقية الذي ساعدتكم بالمضي قدما بقرار المنع ، ونحن معك في هذا بكل تأكيد ، لكن من حق العراقيين ان يسألوك ايها التاجر ، من جاء بهؤلاء الساسة ؟ ومن مكنهم من رقاب العراقيين ، ومن نشر الديمقراطية العرجاء والمشوهة في هذا البلد ، الستم انتم !! " ، 

نعم لن تترك السعودية دون ان تقضم اموالها وستأخذ منها مزيدا من الاموال وليست هي فحسب ، بل من جميع دول الخليج ، فانت حددت برنامجك ونوهت عن جشعك وطمعك بالتصريح الفج ، مع كوننا سعداء به فماعدنا نتعامل مع رئيس منافق ، ومراوغ فما هو ب " جعبتك على لسانك ". 

- خيبة امل العراقيين 

بعد اتخاذك قرار ادراج العراق ضمن الدول السبع وساويتهم مع السودان واليمن وسوريا وايران ، فان المثقف والاكاديمي العراقي والشرائح الكبيرة من الشعب العراقي من الليبرالين والعلمانيين والمدنيين ، وقسما كبيرا من الاحزاب العلمانية والمدنية قد اصيبوا بخيبة امل كونهم كانوا قد علقوا امالا عليك في ان تكون انت المخلص لهم من عبثية الساسة وفساد نهجهم وانعدام الفكر الحي في تخطيطهم الاداري لمفاصل الدولة . ولذا فانت سمحت للاسلاميين السياسيين من النهوض مرة اخرى واعطيتهم الامل في البقاء ، اي بقاء الفساد وتخريب البلد ، فما الذي اختلفت فيه عن سابقك اوباما ، الذي طالما انتقدت سياسته في الترويج والتمهيد واحيانا صناعة الارهاب بوسائل اتهمته فيها بتدجينهم ودعمهم في السماح لهم بالاطاحة بالانظمة العربية الحاكمة ، فما عدا مما بدا ايها التاجر ؟ وال " ستة سويت الستين " حسب الدارج العراقي . 

سننتظر منك مزيدا من القرارات ايها التاجر الناجح ونعلم ان ما سوف تتاخذه من قرارات لاحقة ، لن تصب بالصالح العراقي العام ، وستبقي الجزرة بيد والعصا بيد اخرى ، حتى تحقيق اهداف الاستراتيجية الامريكية بزمن حقبة رئاستك الحالية .

© Bilad-News Agency 2017