اخبار العراق الان

فرز قاطع بين “الاخوان” و”السفليين الجهاديين” على أرضية “اتفاق استانة” في شمال سورية.. هل بات الصدام الكبير وشيكا في ادلب؟ ولماذا انشق المحيسني والشيخ عن “احرار ?

فرز قاطع بين “الاخوان” و”السفليين الجهاديين” على أرضية “اتفاق استانة” في شمال سورية.. هل بات الصدام الكبير وشيكا في ادلب؟ ولماذا انشق المحيسني والشيخ عن “احرار ?
فرز قاطع بين “الاخوان” و”السفليين الجهاديين” على أرضية “اتفاق استانة” في شمال سورية.. هل بات الصدام الكبير وشيكا في ادلب؟ ولماذا انشق المحيسني والشيخ عن “احرار ?

2017-01-29 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


الإنجاز الأكبر الذي حققه مؤتمر استانة في نظر مرجعيته الروسية الإيرانية التركية، هو حالة الفرز الذي حدث في المعارضة السورية المسلحة، وفك الارتباط بين اهم تنظيمين فيها: الأول هو “فتح الشام” النصرة سابقا، المصنفة على قائمة الإرهاب، وحركة “احرار الشام”، الذراع العسكري لحركة “الاخوان المسلمين” التي باتت على حافة التصنيف كحركة  “معتدلة”.

المعارضة السورية المسلحة باتت حاليا تتجسد في معسكرين:

  • الأول: بقيادة “احرار الشام” وزعيمها ابو عمار العمر، ويؤيد مؤتمر استانة وقراراته وآلياته، ويحظى بدعم تركيا وقطر، ويضم عدة فصائل مثل “جيش الإسلام”، و”صقور الشام”، و”جيش المجاهدين”.

  • الثاني: يجسده تنظيم جديد يحمل اسم “هيئة تحرير الشام”، ويضم عدة فصائل مثل “فتح الشام”، النصرة سابقا، وحركة نور الدين زنكي، لواء الحق، جبهة انصار الدين، جيش السنة، وجرى اختيار الشيخ ابو جابر هاشم الشيخ القائد السابق لحركة “احرار الشام”، واستقال منها أخيرا، كزعيم للهيئة الجديدة، بينما سيتولى ابو محمد الجولاني القائد السابق لحركة النصرة مسؤولية الجناح العسكري.

الانقسام تم على أرضية سياسية وعسكرية وعقائدية، فالفصائل السلفية المتشددة اندمجت في هيئة تحرير الشام، واعتبرت مؤتمر استانة بمثابة “أوسلو” سورية، وقررت مواصلة القتال، اما حركة “احرار الشام” فتتبنى ومن بقي معها من فصائل الحل السياسي، وتراهن على المجتمع الدولي، ومنظومة أصدقاء الشعب السوري، الامر الذي يصفه البعض بأنه تكتل مشابه لتكتل منظمة التحرير الفلسطينية.

الداعية السعودي عبد الله المحيسني، ومعه مجموعة من السفليين السعوديين والخليجيين، اعلن انضمامه الى الهيئة الجديدة، وقد يصبح رئيس دائرة القضاء الشرعي فيها، مثلما كان حاله اثناء تواجده تحت مظلة “احرار الشام”، و”جيش الفتح” في منطقة ادلب، الامر الذي ينبيء بأن شيوخ السلفية في الاردن مثل ابو محمد المقدسي، وأبو قتادة، وأبو سياف، قد يدعمون الهيئة الجديدة.

الوساطات نجحت في التوصل الى وقف القتال بين التنظيمين الجديدين في منطقة ادلب، لكنه قد يكون وقفا هشا، لان موافقة حركة “احرار الشام” على منظومة العملية السياسية في آستانة وقراراتها، تعني شن حرب لتصفية “هيئة تحرير الشام” وكل من ينضوي تحت لوائها من فصائل باعتبارها “هيئة إرهابية”.

اندماج الفصائل السلفية الخمسة في الهيئة الجديدة، وتزعم ابو جابر الشيخ لها، قد يؤدي الى اذابة الجليد بينها و”الدولة الإسلامية” ويعيدها مجددا الى تنظيم “القاعدة” بصورته الاصلية، وإزالة الخلافات مع زعيمه الدكتور ايمن الظواهري الذي تردد انه عارض تغيير اسم جبهة النصرة الى “فتح الشام” في محاولة لإسقاط تهمة “الارهاب” عنها، بإيعاز خليجي.

ربما يكون من السابق لأوانه الحديث عن اندماج بين الهيئة الجديدة و”الدولة الإسلامية”، لكن وجود التنظيمين على قائمة الارهاب، والتوقعات بهجوم روسي امريكي مشترك (ترامب طالب البنتاغون بخطة للقضاء على الارهاب في غضون شهر) للقضاء على التنظيمين، قد يدفع باتجاه المصالحة، ومن ثم التنسيق بينهما.

الحرب المقبلة ربما لن تكون بين هذين التنظيمين والنظام في دمشق، وانما بين بعضهما البعض مثلما يرجح معظم المراقبين، وفي مدينة ادلب على وجه الخصوص، وفدعم تركيا، وربما روسيا لاحقا لحركة “احرار الشام”، ربما يتضاعف في الفترة المقبلة، ويتضمن معدات عسكرية حديثة ومتطورة، وهذا ما قد يفسر عدم مواصلة الطائرات الروسية قصفها لمدينة ادلب، وتسريع اخراج المعارضة المسلحة منها على غرار ما حدث في حلب.

من يتابع الهجمات وعبارات التخوين المتبادلة بين التنظيمين الكبيرين، والمستخدمة ضد بعضهما البعض في البيانات مثل “خوارج” و”كفرة”، حلفاء الشيطان، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يدرك جيدا ان الهدوء الحالي هو مثل ذلك الذي يسبق العاصفة، فمن استمع الى محطة تلفزيون “وصال” الإسلامية وهي تقول ما معناه ان الجرائم التي ارتكبها الجولاني ضد جيش المجاهدين اكثر من تلك التي ارتكبها النظام، يدرك ما نقول.

تأجيل القيادة الروسية لمؤتمر جنيف الى نهاية الشهر المقبل بعد ان كان مقررا في الثامن منه، ربما جاء من اجل حسم مسألة ادلب، والقضاء على “هيئة تحرير الشام” واخراجها من المناطق التي تسيطر عليها في المدينة ومناطق أخرى في الشمال السوري.

التفاهم التركي الروسي الذي حل محل التفاهم الأمريكي الروسي، غير كل المعادلات السياسية والعسكرية في سورية، وبات يمهد لحل سياسي ان لم يكن على طريقة “كامب ديفيد”، فعلى طريقة “أوسلو”.. والله اعلم.

“راي اليوم”