طريق الحرير الجديد : الغزو الاقتصادي الناعم
الكاتبة / زينب شاكر السماك
يمثل طريق الحرير الجديد نقلة اقتصادية عملاقة ومهمة جدا من خلال الطرق البرية والبحرية، ويعتبر أيضا من المشاريع الطموحة والناجحة عبر التأريخ حيث انه يربط الصين بالعالم من قبل ثلاثة آلاف عام وكان يتم من خلاله تبادل السلع والمنتجات كالحرير والعطور والبخور والتوابل والعاج والأحجار الكريمة وغيرها وكذلك تبادل الثقافات والعلوم.
لكن توقف هذا الطريق لفترات طويلة منذ حكم العثمانيين مما اثر على سير التجارة كخط ملاحي لفترات طويلة وقد تكونت محاولات عديدة لاسترجاعه لكنها فاشلة حتى عام 2013 أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرته عن خطة لتأسيس طريق حرير جديد يصل الصين بأوروبا والمعروفة باسم “استراتيجية الحزام والطريق” يصل بين 60 دولة باستثمارات متوقعة تتراوح بين 4 و8 تريليونات دولار. فهو يخدم 4 مليارات و400 مليون إنسان، أي نحو 63% من سكان العالم
يرى المختصون ان هذا المشروع نقلة معنوية بالنسبة للاقتصاد الصيني وسيمكن من تقوية نفوذ الصين الدبلوماسي في آسيا وإفريقيا وأوروبا، ما يعوّضها عن الضغط الجيوسياسي الذي تواجهه في شرق آسيا من الولايات المتحدة واليابان”.
ففي 2يناير/كانون الثاني 2017، انطلقت أولى رحلات هذا الطريق الاستراتيجي خلال رحلة استغرقت 16 يوم عبر قطار من مدينة ييوو الواقعة قرب شنغهاي التي يقطنها مليون نسمة. تعتبر خطوة لوجستية عظيمة، فهي تصل 7500 ميل من السكك الحديدية حتى أعتاب أكبر عواصم أوروبا.
وتترجم هذه المسافة رغبة الصين في تعزيز علاقاتها التجارية مع غرب أوروبا من خلال إعادة إحياء طريق الحرير الذي كان يؤمّن وصول تلك البضاعة الثمينة إلى أوروبا. ويستهدف المشروع تعزيز التجارة بين آسيا وأوروبا وإفريقيا إلى جانب التركيز على السلام العالمي والازدهار الحضاري لهذه الدولة.
من اجل ذلك بدأت تحسن الصين علاقاتها مع الدول التي يمر بها الطريق حيث طلقت وكالة انباء الصين الجديدة خدمة تقييم اقتصادية لأكثر من 60 دولة اسيوية وافريقية واوروبية، وهي اداة جديدة للطموحات الجيوسياسية التي يقودها الرئيس شي جينبينغ.
على صعيد متصل عقد الرئيس الصيني محادثات مع الرئيس الباكستاني ورئيس وزرائه. حيث يتوقع الإعلان عن استثمارات بقيمة 46 مليار دولار بين البلدين. ويتمثل محور الإنفاق في ممر اقتصادي باكستاني-صيني، يشمل إنشاء شبكة طرق وسكك حديدية ومد خطوط أنابيب بين البلدين.
ايضا شكلت الصين لجنة عليا ذات مستوى عال للإشراف على تنفيذ مشروع “طريق حرير” في قرغيزيا احدى الدول التي يمر بها طريق الحرير التاريخي. واستغلت بعض الدول التي كانت محطة لطريق الحرير قديما تأمل في ان تستعيد رواجها السياحي برجوع الطريق من جديد كما في تركمانستان الى جعل مدينة كهنه غرناج التاريخية التي كانت عاصمة الخوارزميين واحدى محطات طريق الحرير في ما مضى، مقصدا سياحيا في هذا البلد في اسيا الوسطى
وصول اول قطار بضائع يربط الصين ببريطانيا
وصلت القاطرة الملونة بالاصفر والاحمر والتي تحمل علامة شركة دويتشي باخن الالمانية، الى باركينغ شرق لندن سار القطار ببطء شديد لدى وصوله ليشق يافطة كبيرة كتب عليها “اول قطار بضائع من الصين الى المملكة المتحدة- كانون الثاني/يناير 2017” قبل ان ينثر عليه سيل من القصاصات الملونة.
ونقل القطار الذي امتلأت عرباته بالملابس وسلع استهلاكية اخرى، 34 حاوية وهو عدد يقل كثيرا عن حمولة السفن التي تستطيع نقل ما بين عشرة آلاف وعشرين الف حاوية. وانطلق القطار في الاول من كانون الثاني/يناير من مدينة يويو الصناعية جنوب بكين ثم عبر كازاخستان وبيلاروسيا وبولندا والمانيا وبلجيكا وفرنسا قبل عبور نفق المانش الى بريطانيا. بحسب فرانس برس.
ولندن هي المدينة ال 15 التي تصلها خدمة الشحن التي تؤمنها شركة السكك الحديد الصينية العامة. وتعتبر الخدمة اقل كلفة من النقل الجوي واسرع من النقل البحري. ويدخل هذا الخط ضمن مشروع للسلطات الصينية اطلقته في 2013 باقامة “طريق حرير” جديد لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية عبر آسيا وروسيا واوروبا.
مبادرة الحزام والطريق
حسب تقرير لمجلة Foreign Policy الأميركية، هو أن خط ييوو-لندن هذا يرسي بكل وضوح طموحات الصين الجيوسياسية تتضمنها سياسة “حزام واحد، طريق واحد” التي تهدف لإعادة بناء طريق تجارة الحرير الذي كان يصل الصين بآسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا.
ثمة أسماء كثيرة لمشروع الصين هذا الرامي لوصل آسيا بأوروبا عبر قلب طريق الحرير، منها “مبادرة الحزام والطريق”، والفكرة تقوم على تسهيل التجارة مع 65 بلداً تمثل 60% من سكان العالم. فالصين تعاني من زيادة في الاستطاعة لديها في العديد من مجالاتها وقطاعاتها الهامة من الحديد الصلب وحتى الإسمنت، ولهذا تبحث عن أسواق جديدة للحفاظ على نمو اقتصادها نمواً سريعاً متوازناً.
يقول سيميون دجانكوف، وزير المالية البلغاري السابق المسؤول في البنك الدولي: “إن ما تفعله الصين الآن هو تصدير عمالتها ومعدات بنائها”. وحتى اللحظة خصصت البنوك الحكومية الصينية مبلغ 250 مليار دولار نفقات للنقل والبناء والبنى التحتية للمشروع. وعندما يتكامل المشروع وينضج فإن حجم استثمارات مشروع “حزام واحد، طريق واحد” سيبلغ 4 تريليونات دولار، حسب تقرير أعده معهد بيترسون للاقتصاد العالمي.
يقول فرانس بول فان دير بوتين، الخبير في العلاقات الأوروبية-الصينية بالمعهد الهولندي للعلاقات الدولية: “إن “طريق الحرير الجديد” يدمج العديد من أهداف السياسة الخارجية لدى الصين”، فالاستثمارات الصينية في مشاريع الطاقة والسكك الحديدية ومرافق الموانئ في أوروبا وعلى حواف سواحل المحيط الهندي قد تدر على الصين أرباحاً جيوسياسية أكبر من العائدات الاقتصادية.
وقد يتخذ المشروع أهمية أكبر للصين التي مازالت تعتمد على الصادرات رغم سنين من محاولات إعادة التوازن لاقتصادها بتوجيهه أكثر نحو الاستهلاك الداخلي، والسبب هو التوتر الذي يلوح في الأفق مع الولايات المتحدة الأميركية؛ فترامب يعبر بعلو الصوت عن انتقاده لاتفاقيات التجارة الحرة، كما أنه أحاط نفسه ببطانة من خبراء الاقتصاد لاذعي الانتقاد للصين ومستشاري التجارة الذين يصبون اللوم على بكين في كل علة من علل الاقتصاد الأميركي.
هذا بدوره يقلق قادة الصين، إذا أن حجم التجارة المتبادلة بين الصين وأميركا بلغ عام 2015 حوالي 659.4 مليار دولار حسب الممثل التجاري الأميركي هناك. فإن ضربت هذه العلاقة التجارية الضخمة أيّ نازلة مثل تعرفة جمركية أكبر أو حروب قيمة العملة أو ما شابه، فإن
خدمة تقييم اقتصادية
اطلقت وكالة انباء الصين الجديدة خدمة تقييم اقتصادية لأكثر من 60 دولة اسيوية وافريقية واوروبية، وهي اداة جديدة للطموحات الجيوسياسية التي يقودها الرئيس شي جينبينغ. وتسعى الصين الى انعاش “طريق الحرير” التاريخي لبناء شبكة تجارية هائلة برية وبحرية، بدأت تنشئ العشرات من مشاريع الاستثمارات الصينية ولا سيما في البنى التحتية لعدد من الدول.
وستوفر الخدمة الجديدة لوكالة شينخوا معلومات حول مخاطر القروض وضمانات الاقتراض لدى الدول المعنية وقواعد بيانات واراء خبراء ومستشارين، على ما اعلن رئيس الوكالة كاي مينغجاو في حفل اطلاق الخدمة في بكين. واعلن ان الوكالة التي ستقدم هذه الخدمة بالانكليزية والصينية في مرحلة اولى تنوي بالتالي “تغيير وضع الحصول على معلومات غير مكتملة او غير متوازنة” في اشارة الى الهيمنة العالمية للأعلام الغربي. بحسب فرانس برنس.
ولم تكشف الوكالة تفاصيل اضافية حول “خدمة شينخوا لطريق الحرير”، لكنها افادت في خبر انها انجزت فهرسا للدول المعنية بالمشاريع يتعلق “ببيئاتها على مستوى الاستثمارات والبنى التحتية والتكنولوجيات”. واضافت ان “سنغافورة والصين وماليزيا والامارات وروسيا هي الافضل اداء للدول التي تعلقت بها الدراسة” من دون تحديد الدول الاسوأ اداء.
وكلفت الوكالة بمهمة “الدفاع بحزم عن التوجه السياسي الصحيح” الذي حددته بكين و”توفير الدعم الثابت من الراي العام للحلم الصيني في سبيل النهضة الكبرى للامة” بحسب عبارات الرئيس الصيني.
بريطانيا اكثر لهفة في تعمق من علاقاتها التجارية مع بكين
تسيّر السكك الحديدية الصينية قطارات الشحن إلى مدن أوروبية أخرى من هامبورغ في ألمانيا إلى ميلان ومدريد، إلا أن الشحن بالقطار ليس أفضل ولا أكفأ طرق الشحن للحمولات الكبرى، فقطار ييوو-لندن لا يسعه جر سوى 200 مقطورة، وهو لا شيء مقارنة بالـ20 ألف مقطورة التي بوسع سفينة شحن ضخمة تحميلها، لكن مع ذلك يظل هذا القطار حلاً اقتصادياً كفؤاً لبعض البضائع.
يقول مايك وايت من مشروع شحن برونيل Brunel Project Cargo الذي هو شركة خدمات الشحن البريطانية المتعاقدة مع خط قطار ييوو-لندن إن شحنة قطار إلى لندن تستغرق نصف الزمن الذي تستغرقه الطرق البحرية، فيما تكلف نصف تكلفة الشحن الجوي “ونرى أن هذا سيغير الطريقة التي ينظر بها كثير من الشاحنين إلى صادراتهم ووارداتهم من وإلى الصين”.
وفوق كل ذلك فإن هذا المشروع محطة هامة لا تخلو من دلالة رمزية، يقول دجانكوف: “من أول ما تشكلت مبادرة “حزام واحد طريق واحد” عام 2011 كانت تلك هي الخطة: الوصول إلى قلب أوروبا حتى لندن”. إن بريطانيا وحدها التي من أكبر اقتصادات العالم وذات حجم الواردات البالغ 663 مليار دولار في عام 2014 فقط تعد عجلاً سميناً وفوزاً ثميناً يظفر به اقتصاد الصين القائم على الصادرات.
ففي السنوات الأخيرة زادت الصين من استثماراتها في قطاعي الصناعة والطاقة البريطانيين، ولقيت حتى الآن كل الترحيب والمعاملة المرحبة من طرف القادة البريطانيين الذين فردوا السجادة الحمراء للصين طمعاً بالولوج إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم. والآن بعد خروجها من أوروبا وترائي شبح خسارة امتيازاتها التجارية مع أوروبا يلوح في الأفق، ستزداد لهفة بريطانيا أكثر كي تعمق من علاقاتها التجارية مع بكين.
لكن الرئيس الصيني زي جينبينغ جعل من استثمار السكك الحديدية أولوية كبرى، حيث تقول “بلومبيرغ الاقتصادية” إن المشروع ضخ 503 مليارات دولار في سبيل توسيع كل نظام سكك الحديد الوطنية مع حلول عام 2020 بغية الوصول إلى أسواق صادراته الجديدة. يقول دجانكوف: “إن السكك الحديدية أهم عناصر طريق الحرير الجديد”. بحسب مجلة Foreign Policy الأميركية
أما على الطرف الآخر حيث تسلّم البضاعة وإفراغ الحمولة فهناك ترقب وتلهف وشعور شديد بالإثارة إزاء ما قد يحمله ويقدمه القطار الجديد من خدمات، خاصة في زوايا أوروبا التي مازالت تعاني وطأة اقتصادية ثقيلة وتحتاج لاستثمارات سخية في النقل والطاقة وغيرها.
باكستان وعلاقات متبادلة مع الصين
وقعوا مسؤولون صينيون وباكستانيون خمسين اتفاقا مبدئيا لتطوير مشاريع طاقة وبنى تحتية بقيمة 46 مليار دولار لاقامة “ممر اقتصادي” بين الصين والشرق الاوسط يشمل باكستان. واعلن شي امام النواب والدبلوماسيين والجنرالات المجتمعين في البرلمان “اليوم امام باكستان فرصة تاريخية للتطور”، مشددا على اهمية “الصداقة” بين باكستان والصين البلدين المجاورين اللذين تعود العلاقات الدبلوماسية بينهما الى خمسينيات القرن الماضي.
ويندرج الممر الاقتصادي الذي يربط غرب الصين بميناء غوادار على بحر العرب، ضمن خطة اكبر لتوسيع التجارة الصينية ونفوذها في اسيا الوسطى وجنوب غرب اسيا مع تسهيل وصولها الى المحروقات في الشرق الاوسط والحد من اعتمادها على النقل البحري. بحسب فرانس برس.
واضاف الرئيس الصيني ان “احدى النقاط التي تحدد علاقاتنا هي الثقة السياسية العميقة المتبادلة التي تجعلنا نضع انفسنا في موقع الاخر عندما يتعلق الامر بمواجهة تحديات مهمة”، مشددا على “القيم المشتركة” التي يتقاسمها البلدان و”التضحيات” التي قدمتها باكستان “في الحرب ضد الارهاب”.
وتنافس مسؤولو البلدين على الاشادة بالعلاقات بين الصين وباكستان، وذهب رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف الى حد القول ان العلاقات هذه “احلى من العسل”. واتفق الطرفان على انشاء مركز ابحاث في باكستان لتفعيل مشروع “الممر الاقتصادي” اطلق عليه اسم “راندي”.
وباكستان احدى الدول الحليفة المهمة للولايات المتحدة في “الحرب ضد الارهاب”، الا ان العلاقات بين البلدين تشوبها الريبة اذ غالبا ما اتهم نواب اميركيون اسلام اباد بدعم بعض المجموعات الجهادية ومحاربة اخرى. وبلغت الريبة حدا اقصى في ايار/مايو 2011 عندما نفذت مجموعة كوماندوس اميركية غارة من دون علم السلطات الباكستانية، جرت خلالها تصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في مخبئه في ابوت اباد شمال اسلام اباد. الا ان العلاقات عادت وتحسنت بينهما.
قرغيزيا تشكل لجنة للإشراف على تنفيذ مشروع
قرغيزيا احدى الدول التي يمر بها طريق الحرير التاريخي شكلت الصين لجنة عليا ذات مستوى عال للإشراف على تنفيذ مشروع “طريق حرير” جديد، وهو مشروع تأمل بكين أن يخلق نشاطا تجاريا تفوق قيمته 2,5 ترليون دولار خلال سنوات عشر.
وسيرأس اللجنة نائب رئيس الوزراء زانغ غاولي، فيما عين كل من مستشار الدولة ومسؤول العلاقات الخارجية يانغ جي تشي ونائب رئيس الوزراء وانغ يانغ ومسؤول مكتب الابحاث في الحزب الشيوعي وانغ هونينغ الذي يعتبر من ابرز مستشاري الرئيس الصيني شي جينبينغ، حسبما اعلن في موقع الحزب الأخباري.
يذكر ان الحكومة الصينية تعمد الى تشكيل لجان كهذه لأدارة البرامج والمشاريع المهمة، ولذا فينظر الى عيار الشخصيات التي شكلت منها هذه اللجنة على انه دليل على الأهمية التي ينظر بها الحزب الشيوعي الى مشروع طريق الحرير الذي اطلقت بكين عليه رسميا اسم “حزام واحد، طريق واحد.”
ويشمل المشروع تشييد شبكات من الطرق والسكك الحديد وأنابيب النفط والغاز وخطوط الطاقة الكهربائية والانترنت ومختلف البنى التحتية البحرية في مناطق غرب وجنوب آسيا باتجاه اليونان وروسيا وعمان مما يعزز اتصالات الصين بالقارتين الأوروبية والإفريقية.
وكان الرئيس شي قد قال الشهر الماضي إنه يأمل في أن يتجاوز حجم التبادل التجاري مع الدول المشمولة بطريق الحرير الجديد 2,5 ترليون دولار في غضون عقد واحد.
تركمانستان تحاول جذب السياح الى طريق الحرير
يقول المرشد السياحي امان امانوف “هناك أشخاص يأتون من بلدان بعيدة، مثل استراليا ونيوزيلندا وتشيلي” ليروا مدينة كهنه غرناج. تقع هذه المدينة على بعد 480 كيلومترا من شمال العاصمة عشق اباد، وهي كانت عاصمة الدولة الخوارزمية التي ظهرت في القرن الحادي عشر على انقاض دولة السلاجقة. وهي واحدة من محطات طريق الحرير والوجهات السياحية في ايامنا. لكن توجه السياح اليها دونه عقبات الرتابة الادارية في تركمانستان، الجمهورية السوفياتية السابقة التي يحكمها بقبضة من حديد الرئيس قربان علي بردي محمدوف جاعلا منها احدى اكثر دول العالم عزلة، والافقر في المنطقة.
فالدخول الى تركمانستان يتطلب الحصول على واحدة من تأشيرتين، تأشيرة قصيرة لمدة خمسة ايام لا تكفي ازاء المساحات الشاسعة لهذا البلد، او تأشيرة طويلة يفرض معها على السائح ان يكون برفقة مرشد معتمد من السلطات. وتؤكد الحكومة انها ترغب بتطوير السياحة وتنشيط حركتها في طريق الحرير التاريخية، ومن اشهر مدنها سمرقند وبخارى وخيوة في اوزبكستان المجاورة. بحسب فرانس برنس
وتعاني تركمانستان انخفاضا في ايرادات الغاز الطبيعي، ولذا فأنها تبحث عن مصادر اخرى للعملة الاجنبية، ولا سيما السياحة. ويقول الرئيس قربان علي بردي محمدوف في رسالة منشورة على موقع يرشد السياح الاجانب “واجبنا تجاه اسلافنا ليس فقط ان نحافظ على هذا الغنى، وانما ايضا ان نجعله متاحا للعالم”. لكن بحسب لوكا انسيسشي المتخصص في شؤون اسيا الوسطى في جامعة غلاسكو فان “تحويل تركمانستان الى بلد سياحي يقتضي ان يكون اكثر انفتاحا”، مشيرا الى ان نظام التأشيرات المعتمد حاليا هو من اكبر العقبات بوجه السياحة.
ويقول ان عشق اباد لن تحذو حذو جيرانها في قرغيزستان او كازاخستان الذين قرروا اعفاء رعايا الدول المتقدمة من تأشيرات الدخول لأن “المسؤولين في تركمانستان قد ينظرون الى كسر عزلة البلد على انه مصدر لعدم الاستقرار”. واضافة الى مدينة كهنه غرناج، تأمل سلطات تركمانستان ان تجذب السياح الى طبيعتها الخلابة، وايضا الى “بوابة الجحيم”، وهي فوهة في الارض تظهر تحتها حمم ملتهبة منذ اكثر من اربعين عاما.
المصدر / شبكة النبأ المعلوماتية