في غزة.. "الحلاقة بالنار" للتغلب على أزمة الكهرباء
وجد حلّاق من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، حلّا للتغلب على الانقطاع المستمر للكهرباء، باستحداث طريقة قديمة لتصفيف الشعر عن طريق كيّه بالنار.
وبخفة يديه، يشعل الحلّاق رمضان عدوان (37 عاماً) النار في شعر الزبون، باستخدام مواد غازية كيميائية، ليبدأ بحلاقة الشعر وتصفيفه بقصّات حديثة لزبائنه الشباب.
ويقول عدوان، إن أزمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة، دفعته للتفكير في بدائل لتصفيف وحلاقة شعر زبائنه، خاصة ممن يرغبون بطرق وقصّات عالمية.
وحلّت تلك الفكرة بديلةً عن "السشوار"، الذي يحتاج لطاقة كهربائية، لا يمكن لوسائل الطاقة البديلة توفيرها، كالبطاريات والمولدات.
ويُعِد عدوان خليطا ًمن المواد الغازية الكيميائية ويضعها في أنابيب صغيرة، ويرشها بكمية ومسافة معينة على شعر الزبون، فتشتعل النار في أطراف الشعر ويبدأ بتصفيفه.
ويشير الحلاق عدوان إلى أنه أجرى عدة تجارب على خليط من المواد، على الشعر وجذوره وأطرافه، إلا أنه رفض الإفصاح عن تلك المواد "لاعتبارات مهنية" تتعلق بعمله.
ويقول إنه أجرى تجارب على شعر مستعار، لقياس نجاحها، قبل استخدامها على البشر.
ويضيف عدوان في حديثه للأناضول:" الخليط المستخدم في كيّ الشعر غير مُضر، ومُستخدم في العالم، وهي فكرة قديمة، جرى فقط استحداثها بطريقتي الخاصة بسبب أزمة الكهرباء".
ويستخدم الحلاق طُرقاً مُختلفةً لمنع احتراق الشعر، ويقول:" جُل المواد المُستخدمة تُؤدي دور السشوار، بما يسمح بعبور الحرارة لداخل الشعر".
كما تعمل المواد المستخدمة على تنشيط الدورة الدموية، وتُعيد الحياة لبُصيلات الشعر، وجعله أكثر نعومة، خاصة الشعر المُجعد، حسب قوله.
ويلفت إلى أن طريقة استخدام النار تكون بمسافة وقدر وتوقيت مُعيّن، بما يضمن عدم التسبب بحرقه.
ولاقت الفكرة إقبالاً من قبل زبائن عدوان، الذين تخوفوا في بدايتها.
ويشير عدوان إلى أن العديد من الحلاقين في قطاع غزة سمعوا بتجربته واستعانوا به لمعرفة الطريقة.
ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو مليوني نسمة، من أزمة كهرباء حادة، منذ عشر سنوات.