"البحارة" ينطلقون قريباً على شاشة الميادين
"البحارة" رسوم متحرّكة تعرضها قناة الميادين تحكي ظواهر وأمراضاً اجتماعية تجري أحداثها على متن سفينة في عرض البحر ويتخلل العرض موسيقى مصاحبة تنطلق من حناجر دون أي استخدام لآلات موسيقية.
يشمل "البحارة" تنوّعاً طبقيّاً وإنسانيّاً
تعرض قناة الميادين "كواليس البحارة" مساء اليوم الثلاثاء 7 شباط/ فبراير الحالي الساعة 8:30 بتوقيت القدس الشريف، وهو يلقي الضوء على جهود ثلاث سنوات من إعداد وتحضير وتنفيذ لمشروع سلسلة "البحارة" الذي ستبدأ الميادين عرضها يوم السبت 11 شباط/ فبراير.ويشرح فريق العمل في "كواليس البحارة" المشروع - الفكرة وكيف تم اختيار المواضيع والطريقة التي نُفِّذت بها. "البحارة" مشروع اجتماعي توعويّ، يستخدم طريقة الرسوم المتحركة (الأنيميشن الحديثة نسبياً) ليطرح مواضيع تتعلق بواقعنا الاجتماعي بطريقة مرحة، أحياناً يتخطى القضايا الاجتماعية ويدخل في القضايا السياسية، وأحيانا يتحدث عن الفن والثقافة.هو عبارة عن سلسلة كليبات (فيلرز) بمميّزات عديدة ستظهر بوضوح للجمهور، مدة كل فاصل دقيقتان، في كل فاصل يتم طرح مشكلة. يَطرح حلاً أحياناً، ويكتفي بطرح القضية أحياناً أخرى، لتنبيه المشاهد بمرارة الواقع الموجود في تصرفاتنا وسلوكنا وأخلاقنا، وبالتالي مجتمعنا. يتناول "البحارة" هذه الظواهر الاجتماعية بشكل سلس بعيداً من الوعظ والإرشاد والفوقية، ويدفع المشاهدين بفئاتهم المتنوعة إلى التفكير قليلاً في هذه الظواهر، وحتى الأمراض السائدة في أي مجتمع كان، كما يمكن ملاحظة التنوّع داخل الفواصل أيضاً من خلال تنوع الشخصيات المستخدمة.
بن جدو: البحّارة لا مثيل له على أي قناة إخبارية عربية أو عالمية
في هذا الإطار، يقول رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية غسان بن جدو "لماذا البحارة؟ ولماذا السفينة؟ ولماذا البحر؟ اخترنا البحر لأن أفقه بلا حدود، واخترناه لأنه بعيد عن اليابسة، واخترنا إطاراً يجتمع فيه الناس على سفينة، بمعنى أنها بعيدون من اليابسة ولكنهم مجتمع مصغّر، يعيشون في ما بينهم. هناك تنوّع اجتماعي طبقي، تنوّع إنساني، وحتى تنوّع مما خلق الله، ستلاحظون أن هناك حيواناً مثلاً.. هم بعيدون عن البشرية، فأردنا أن نقول من خلال البحارة ومن خلال عيشهم الموحّد فوق هذه السفينة أنّ المجتمع الواحد ينبغي أن يعالج مشاكله بنفسه".تجربة "حنظلة" التي خاضتها قناة الميادين سابقاً، هي التي حفّزت شركة Foresight على تقديم مقترح "البحارة" للقناة، حيث يقول صادق كريميان، وهو مدير الشركة "قدّمنا عدة مقترحات لقناة الميادين. بداية لم نكن نعرف هل ستقبل قناة جادّة كـ الميادين أن تبثّ أي عمل بطريقة الرسوم المتحرّكة، لكن عندما شاهدنا عمل حنظلة على شاشة الميادين تشجّعنا وقدّمنا مقترحاتنا".
وفي هذا الإطار، يرى بن جدو أنّ تجربة "البحارة" هي مغامرة كبرى للقناة، ويقول "نحن قناة إخبارية، وخصوصاً في هذا الظرف الذي نعيشه في منطقتنا العربية حيث الحروب والفتن، الحديث عن ظواهر اجتماعية وتقديمها للمشاهد بطريقة الرسوم المتحركة هي مغامرة مهنية كبرى، ليست موجودة على بقية الشاشات الإخبارية، العربية أو حتى العالمية، ولكنها استكمال لمغامرتنا في مشروع حنظلة".
يتذكر بن جدو أيضاً تجربة "حنظلة" في معرض حديثه عن "البحارة"، معتبراً أنها كانت أيضاً "مغامرة". ويتابع "في النهاية نحن نتحدث عن فنان كبير، كان مناضلاً وفلسطينيّاً وإنسانيّاً وعروبيّاً، نحت وحفر إسمه، ناجي العلي، على صفحات الجرائد بحنظلة. نحن آنذاك غامرنا بتحريك رسومات حنظلة. هناك من ارتاح لهذا المشروع هناك من لم يرتح له. لكن تقديرنا أنّ مشروع حنظلة لقيّ من النجاحات الكبرى بحيث عرّف الأجيال الكبرى بذلك المشروع".
البحث كان عن كيفية تقديم الفكرة العلمية والأكاديمية بشكل بسيط تنسجم مع مختلف الأذواق
من أهم مميّزات العمل أن الشخصيات لا تتكلّم، لذا يقول بن جدو "واحدٌ من مفردات هذه المغامرة، أن مشروع البحارة هو مشروع صامت. رسالة أي فيلرز موجودة، تستوجب من المشاهد الكريم أن يحاول التمعّن فيها كثيراً من أجل أن يستوعبها من البداية إلى النهاية. واحد من أهدافنا هو أن نصدم المجتمع إيجابيّاً، وأن نقول له إن هناك ظواهر وأمراض اجتماعية موجودة وكامنة، ربما تخجلون من طرحها، ربما تجدون حرجاً في الحديث عنها، ولكن لأنها ظاهرة اجتماعية فينبغي أن نتحدث عنها، ليس بطريقة فوقية ولكن بطريقة سلسة".تعاون فريق "البحارة" مع الدكتور طلال عتريسي (أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية) كباحث حتى يكون الاختيار أكاديمياً علمياً، بعدها تم انتقاء العناوين من البحوث التي تمّت بناءً على الواقع الذي نعيشه وبحسب أهميتها.يشدد عتريسي على حاجة المجتمعات العربية لتقديم الظواهر الاجتماعية السلبية التي تعيشها، ويرى في فكرة البحارة استجابة لهذه الحاجة. ويضيف: "غالباً القنوات الفضائية فيها نوعان من البرامج: الجدية والسياسية والبرامج الترفيهية على مستوياتها السيئة في معظم الأحيان. هناك فراغ في البرامج التي تتناول ظواهر اجتماعية وهذا العمل يلبي الحاجة. البحث كان كيف نقدم الفكرة العلمية والأكاديمية بشكل بسيط تنسجم مع مختلف الأذواق ومختلف المستويات التي ينتمي إليها المشاهدون".
لماذا اختارت الميادين أن يقدم العمل بطريقة مرحة؟
كل الموسيقى المصاحبة مصدرها الحناجز من دون أي لجوء للأوتار أو الآلات الموسيقية
الشركة المنفّذة اقترحت التعاون مع فرقة "دامور" الإيرانية أيضاً التي كانت تقدم موسيقى مميزة وجميلة بلا استخدام للآلات والأوتار، مستعينةً بحناجر أعضائها فقط .وافقت الميادين على الفكرة بعد ما شاهدت روعة عمل هذة الفرقة. ألحان "البحارة " وكل الموسيقى هي خاصة لمشروع البحارة ومن إبداع هذه الفرقة.
هنا يؤكد بن جدو أنّ "الموسيقى المصاحبة لمشروع البحارة هي في ذاتها مشروع، هي في ذاتها إنجاز نادر. أن نقدّم فرقة لا تستخدم الأوتار مطلقاً ولا تستخدم الآلات الموسيقية هو في حد ذاتها إنجازٌ كبير".
بن جدو: هذا المشروع ينطلق من حالتنا العربية ولكنه يحاكي كل الإنسانية
يقول كريميان عن البحّارة "لو استطعنا أن نبعد الناس لمدة دقيقتين يوميّاً عن الأحداث الأليمة التي يتابعونها على الشاشة، نكون قد نجحنا".
يلفت بن جدو إلى أنه عندما نتحدث عن ظواهر اجتماعية، ليست ظواهر اجتماعية خاصة بنا نحن في العالم العربي، هي ظواهر اجتماعية تجدها في كل مجتمع. ويضيف "البحارة كما تشاهده على شاشة الميادين العربية، تستطيع أن تشاهده على أي قناة أخرى، إسبانية، إنكليزية، صينية، يابانية، روسية .. لذا هذا المشروع ينطلق من حالتنا العربية ولكنه يحاكي كل الإنسانية".