جليك: النظام الليبرالي في أوروبا يشهد أسوأ أزماته
باريس/ بلال موفتوغلو/ الأناضول
حذّر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي، كبير المفاوضين الأتراك، عمر جليك، اليوم الجمعة، من أنّ النظام الليبرالي الذي يسود أوروبا، يشهد أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مع صعود النزعة الشعبوية تجاه الأجانب.
جاء ذلك خلال تصريحات جليك، لوسائل إعلام تركية من سفارة بلاده في العاصمة الفرنسية باريس.
ولفت الوزير التركي إلى أن مستقبل أوروبا سيتحدّد في 2017 عبر الانتخابات في كل من ألمانيا وفرنسا وهولندا، محذّرا من "تفكّك" محتمل للمشروع الأوروبي في حال وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في البلدان الثلاثة المذكورة.
جليك انتقد أيضا ردود الأفعال الأوروبية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقراراته التي وصفت بالمعادية للأجانب، مثل ذاك المتعلّق بحظر دخول مواطني 7 بلدان ذات أغلبية مسلمة إلى الأراضي الأمريكية لمدة 90 يوما.
وقال إن "أوروبا تعارض مرسوم ترامب، مع أن العديد من البلدان الأوروبية تعتمد السياسة نفسها حيال المهاجرين".
وأضاف أنها "تنتقد السياسة الحمائية للرئيس الأمريكي، غير أنها تتبنى الحمائية ذاتها مع تركيا".
وتابع أن "أوروبا تقوم ببناء جدران برلين جديدة (في إشارة إلى الجدار الذي كان يفصل الجزء الشرقي للعاصمة الألمانية عن نظيره الغربي)، وأن هذه الجدران أنشئت في الأصل ضد تركيا والعالم الإسلامي، غير أننا نشهد حاليا حواجز مفروضة حتى داخل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي".
وانتقد جليك، في هذا الصدد، التيارات السياسية التقليدية في أوروبا، والتي "لم تعرف كيف تصمد أمام موجة كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا التي أحدثها اليمين المتطرف".
واقترح الوزير أنه ينبغي على أوروبا تعزيز تحالفها، في مواجهة عالم متقلّب بشكل متزايد، ووضع آليات أكثر مرونة، في ما يتعلق بتوسيعها أو بسياسة الجوار التي تتبناها.
كما اعتبر أنه يتعين عليها إعادة النظر في علاقتها بتركيا، منتقدا سياسة الكيل بمكيالين مع الأخير.
وقال إن "أوروبا ما فتئت تكرر على مسامعنا بأننا شركاء استراتيجيون، ثم تنتقدنا وراء ظهورنا".