هكذا شنت إسرائيل الحرب التي هزمت الجيوش العربية
كانت المهمة الأولى للجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة عام 1967 هي تدمير كل طائرات سلاح الجوّ لدى كلّ من مصر، سوريا، الأردن، العراق، ولبنان
نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس (الأحد) أوامر العملية العسكرية في حرب الأيام الستة عام 1967. في إطار تلك العملية العسكرية قصف الجيش الإسرائيلي معظم طائرات سلاح الجو في محيطه.
كانت المهمة الأولى والأساسية للحرب هي “شلّ سلاح الجو لدى العدوّ من خلال ضرب مدرّجاته وتدمير معظم طائراته على الأرض”. وكما هو معلوم فقد كان ترتيب القوات الإسرائيلية متدنّيا مقارنة بأسلحة الجوّ لدى مصر، سوريا، الأردن، العراق، ولبنان. كان لدى الجيش الإسرائيلي 412 طائرة، وكان نحو نصفها طائرات حربية، و 465 طيّارا نشطا. في المقابل، بلغ تعداد الطائرات في أسلحة الجوّ في الدول العربيّة 826 طائرة و 980 طيّارا.
“لم أتعامل بجدّية خاصة مع سلاح الجو السوري”، كما أشار قائد سلاح الجو حينذاك، موطي هود، في شهادة تلخيص العملية التي احتُفِظ بتفاصيلها في قسم التاريخ في الجيش الإسرائيلي. “كنت أعلم أنّه من الممكن ألا يكون الهجوم لطيفا، ولكن لم يكن بالإمكان أن يكون ذلك جادّا. فعلمت وكان واضحا لي أننا سنحيّد سلاح الجو المصري. ولكن لم يكن واضحا لي أننا سندمّره في ثلاث ساعات”، كما أضاف. “في المجمل، لم يكن سلاح الجو السوري قويا، مقارنة بما توقعناه بالنسبة لسلاح الجوي المصري. وبما أن التقدّم في مصر كان سريعا وسلسا، فقد أصبحت المهمة أسهل. لذا واصلنا مهاجمة سلاح الجو السوري فورا دون توقف”، كما وصف قائد سلاح الجو.
بشكل مماثل لمعظم وثائق أرشيف الجيش الإسرائيلي التي تُنشر في وسائل الإعلام، فقد فُرِضت الرقابة على بعض المعلومات، وذلك رغم مرور 50 عاما.
نتائج الهجوم على سلاح الجو المصري (تصوير: أرشيف الجيش الإسرائيلي في وزارة الدفاع، ميكي ايستيل، “بماحانيه”)
نتائج الهجوم على سلاح الجو المصري (تصوير: أرشيف الجيش الإسرائيلي في وزارة الدفاع، ميكي ايستيل، “بماحانيه”)
وفقا لقسم التاريخ، فإنّ كل الطائرات الهجومية الإسرائيلية كانت مخصصة للمشاركة في الهجوم على مطارات أسلحة الجوّ العربية، فيما عدا 12 طائرة ميراج كانت على أهبة الاستعداد لحماية سماء البلاد.
“على مدى أسبوع، كانت الطائرات الوحيدة التي طارت في سماء الشرق الأوسط هي طائرات سلاح الجو الإسرائيلي. كان ذلك تفوّقا جوّيّا كاملا، مطلقا، لكل حركة جوّية”، كما أشار قائد سلاح الجوّ حينذاك، هود.
في نهاية العملية العسكرية، دُمِرت 469 طائرة عدوّة – نحو 70% من طائرات أسلحة الجوّ العربية التي كانت تقاتل بشكل فعلي ضدّ إسرائيل. “وُوجهت ضربة قاتلة لأسلحة جوّ العدو، ودُمِرت معظم قوته”، كما كُتب في الوثيقة. بلغ عدد الطائرات الإسرائيلية التي فُقدت في الحرب 46 طائرة. قُتل 24 طيّارا إسرائيليًّا، جُرح سبعة، وسقط 11 في الأسر.