اجتماع لمجلس الامن بعد اعلان كوريا الشمالية تجربة جديدة لصاروخ بالستي
سيول (أ ف ب) - يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الاثنين بعد اعلان كوريا الشمالية عن تجربة ناجحة لصاروخ بالستي جديد تعتبر بمثابة تحد للرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب.
وانضمت الصين وروسيا، العضوان الدائمان في مجلس الامن، الى الادانات الدولية لهذه التجربة الاخيرة التي تمت قرب مدينة كوسونغ في غرب البلاد الاحد.
وعبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون عن "ارتياحه الشديد" لنجاح التجربة.
وافادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان كيم جونغ اون عبر "عن ارتياح شديد لامتلاك وسيلة قوية اخرى لهجوم نووي تعزز قدرات البلاد الرائعة".
وسيجتمع مجلس الامن الدولي عند الساعة 22,00 ت غ بطلب من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وتحظر قرارات الامم المتحدة على بيونغ يانغ اية انشطة بمرتبطة بالبرنامج النووي او البالستي. ومنذ اول تجربة نووية كورية شمالية في 2006، فرض مجلس الامن عقوبات ست مرات على النظام لكن بدون ان يثنيه عن طموحاته النووية.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان الصاروخ اطلق الاحد من قاعدة جوية في غرب كوريا الشمالية وقطع نحو 500 كيلومتر باتجاه الشرق قبل ان يسقط في بحر اليابان الذي يسميه الكوريون الشماليون البحر الشرقي.
وبث التلفزيون الكوري الشمالي مشاهد للصاروخ لحظة اطلاقه.
كما أظهرت صور نشرتها وكالة الانباء الكورية الشمالية انطلاق الصاروخ بحضور كيم جونغ-اون مبتسما، ووسط تشجيع عشرات الجنود والعلماء.
وقالت الوكالة ان الزعيم الكوري الشمالي "قاد شخصيا" الاستعدادات للاختبار الذي يتعلق على حد قولها "بصاروخ ارض-ارض بين متوسط وبعيد المدى من نوع بوغوكسونغ-2"، موضحة انها "منظومة جديدة للتسلح الاستراتيجي على الطريقة الكورية".
وتابعت الوكالة ان محرك الصاروخ يعمل بالوقود الصلب. وصرح المحلل في معهد الشؤون الخارجية والامنية في سيول يون دوك-مين ان ذلك يسمح باختصار الوقت اللازم للتزود بالوقود بشكل كبير مقارنة مع الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل.
- "تهديد اكبر" -
واوضح المحلل نفسه ان رصد الاقمار الاصطناعية لهذا النوع من الصواريخ مسبقا عند اطلاقها، اصعب، مضيفا ان "هذا يترك مهلة انذار قصيرة لذلك تشكل (هذه الصواريخ) تهديدا اكبر للخصم".
وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها كوريا الشمالية عن صاروخ "بوغوكسونغ-2". وكانت أعلنت في آب/اغسطس عن اطلاق صاروخ "بوغوكسونغ-1" (أي نجمة الشمال) من غواصة.
واكد كيم جونغ-اون حينذاك ان الصاروخ الذي اطلق باتجاه اليابان يجعل المحيط الهادىء والقارة الاميركية في مرمى السلاح النووي الكوري الشمالي.
وصرح مسؤول في رئاسة اركان الجيش الكوري الجنوبي ان الشمال استخدم على ما يبدو تقنية "الاطلاق البارد" لهذا الصاروخ التي استخدمت اولا في 2016 لاختبار صاروخ بحر-ارض بالستي استراتيجي.
واطلق الصاروخ مبدئيا بكبسولة غاز قبل ان يشتعل محركه، وهي تقنية اكثر امانا وتسمح باخفاء التجربة بشكل اسهل.
- دور الصين-
ورأت سيول ان جارتها الشمالية تهدف من خلال تجربة يوم الاحد، الاولى من نوعها منذ تشرين الاول/اكتوبر، الى اختبار رد فعل ترامب الذي وعد اليابان، الحليفة الاساسية للولايات المتحدة في المنطقة، بتقديم الدعم الكامل لها.
ورأت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان التجربة "تهدف الى لفت الانتباه العالمي الى كوريا الشمالية عبر عرض قدراتها النووية والصاروخية". واضافت "نعتبر ايضا انه استفزاز يهدف الى اختبار رد فعل الادارة الاميركية الجديدة التي يقودها ترامب".
وقد حث الرئيس الاميركي بكين، الحليف الاساسي والشريك التجاري لكوريا الشمالية، على بذل المزيد من الجهود للحد من انشطة بيونغ يانغ.
في طوكيو، قال الناطق باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا ان الصين تلعب دورا "شديد الاهمية"، مطالبا اياها "بعمل بناء".
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ انه يعارض التجربة الكورية الشمالية التي تنتهك قرارات الامم المتحدة.
واعتبرت موسكو من جهتها، ان التجربة "دليل على ازدراء بقرارات مجلس الامن الدولي".
لكن الخبير جويل ويت من المعهد الاميركي-الكوري في جامعة جونز هوبكينز قال انه يجب توقع استفزازات جديدة من جانب كوريا الشمالية ردا على التدريبات العسكرية المشتركة المقبلة بين واشنطن وسيول.