يمكن لاسرائيل أن تستغل علاقاتها الطيبة مع فياض كي تربطه في كفاح ضد ارساليات المال والسلاح لحماس عبر ليبيا
2017-02-14 00:00:00 - المصدر: راي اليوم
بقلم: سمدار بيري
مع اليد على القلب: من حقا يتوق أو يحلم بنيل منصب مبعوث الامم المتحدة لحل النزاعات في ليبيا. حتى هذه اللحظة لم أرَ قائمة المتنافسين يتدافعون في الطابور على مدخل مكتب الامين العام الجديد، انطونيو غوتريس في نيويورك. فبعد كل شيء، يدور الحديث عن مهامة سيكون من الصعب تسجيل انجازات فاخرة فيها. يوجد لقب، يتم الحصول على جواز سفر دبلوماسي، والراتب لا بأس به – ولكن قائمة النواقص طويلة. يدور الحديث عن الكثير جدا من الاحباط في الميدان، عن التراكض بين رئيس وزراء طرابلس وخصمه في شرق ليبيا الجنرال خفتر، وبينهما أنذال داعش الذين قد يختطفون المبعوث. بسبب الظروف، في ليبيا المشتعلة ينبغي لك أن تكون مسلحا بأعصاب من حديد، أن تتكلم العربية وان تكون جاهزا ومستعدا للخاطرة بحياتك. هذا ليس جذابا جدا، بحيث أنه لو كان الامين العام للامم المتحدة اختار سياسيا سعوديا، مصريا، مغربيا أو عراقيا فما كان أي منهم ليقفز.
د. سلام فياض، هو طير غريب. رئيس وزراء سابق في رام الله. وزير المالية (مرتين) ومقاتل عنيد ضد الفساد تجرأ على النبش في حسابات سهى عرفات ونفخ بطنا مليئة أيضا ضد ظواهر المال – الحكم في عائلة عباس. في سبع سنوات ولايته كرئيس وزراء، وضع فياض خططا لاقامة مؤسسات دولية في مناطق السلطة الفلسطينية واستعد لرفع مستوى أجهزة الأمن. ولم يتمكن من انهاء المهامة. أبو مازن، الذي اشتبه بان فياض “الامريكي” يراكم صلاحيات على حسابه، حرص على اعداد ملف له، بعث بالاجهزة لقلب مكاتبه المتواضعة واشار له أين طريق الخروج.
عندنا عرفوا فياض كرجل عمل مستقيم ونشط، بريء من مظاهر التشريفات. فقد تخلى عن السيارة الفاخرة الخازقة للعيون في صالح سيارات عمومية، تجول بلا حراس ورد بنفسه على الهاتف. والقدرة على ايداع اموال التبرعات او استرداد الضرائب بحجوم كبيرة من عشرات الملايين في يديه وفي نفس الوقت التأكد من أنها ستصل الى غايتها دون أن يقشط منها لنفسه. لحظات ظهوره عندنا، في واشنطن وفي الاتحاد الاوروبي، خلفت انطباعا شديدا لسياسي واقتصادي شفته وقلبه متساويان، معارض علني للارهاب ويعمل بتصميم على توثيق التنسيق الامني مع إسرائيل.
كل هذا انهار دفعة واحدة. قبل سنتين، في قاعة فندق انتركوتننتال في عمان، التقيت د. فياض غارق في كرسيه، غارق بلعبة كاندي كراش على الخلوي. ماذا تفعل؟ صدمت. ووثق المصور شاؤول غولان صورة سقوطه. رفع فياض نظرة يائسة. عندما لا يريدونني في رام الله، شرح، فاني أخرج لاعرض قدراتي في اماكن اخرى.
توجد بصمات اسرائيلية واضحة خلف الجهد لاحباط تعيين فياض، الفلسطيني الذي لا دولة له. الصوت صوت بيبي واليدان يدا ترامب. اذا ما عين في المنصب، يقولون في القدس، فستكون هذه مناورة دبلوماسية معادية. خطوة اخرى في الطريق لاعتراف دولي بدولة فلسطينية. ولا تنسوا أن الفلسطينيين يجلسون في الامم المتحدة بمكانة مراقبين فقط.
ولكن يوجد جانب آخر، لا يقل تركيبا، لهذه القضية: ليبيا تعرف في الاوراق الاسرائيلية كمحطة انتقالية خطيرة لارساليات السلاح والاموال لتمويل ارهاب حماس في غزة. يمكن لاسرائيل أن تستغل علاقاتها الطيبة (حتى قبل أربعة ايام) مع فياض كي تربطه في كفاح ضد الارساليات. وفي نظرة الى البعيد، فان تعيين فياض للمهامة الدولية يمكن أن ينعش مكانته في مؤسسات السلطة الفلسطينية بحيث يعود في المستقبل لمنصب كبير في حكومة رام الله في عصر ما بعد أبو مازن.
رئيس الوزراء نتنياهو الذي يدعي بانه يؤيد حل الدولتين، كان بوسعه أن يبتلع التعيين، الا يعكر صفو العلاقات مع الامين العام الودي لاسرائيل، وعلى الطريق الا يجند أيضا الافواه الكبرى حوله كي يعرقل أيضا التعيين المحترم الذي عرض على تسيبي لفني.
يديعوت 14/2/2017