دوري الأبطال | خمسة أمور قد تُسبب خطرًا على الريال أمام نابولي
نابولي منضبط وحيوي وهجومي أمام فريق يملك العديد من أكبر وأعظم الأسماء في كرة القدم الأوروبية هذا العام..
سيواجه ريال مدريد مرة أخرى الاختبار الإيطالي في بطولة دوري أبطال أوروبا، هى أول مواجهة رسمية بينه وبين نابولي في بطولة دوري الأبطال، وسبق للريال أن نجح في إقصاء البارتينوبي من كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1987/1988، لكنه مع ذلك لديه رصيد سلبي مع الأندية الإيطالية والتي سبق وأن أخرجته من دوري الأبطال في 8 مرات سابقة.
يدخل الريال بكامل عتاده تقريبًا فيما عدا غياب النجم الويلزي جاريث بيل للإصابة وكذلك الظهير الأيمن البديل "دانيلو"، ولكنه لن يواجه فريقًا سهلًا، فريق لديه قوى هجومية متعددة وهائلة رغم خروج الأرجنتيني جونزالو هيجواين في الصيف الماضي ليوفنتوس، لكن هذا الخروج كان فرصة للتجديد، وتطوير أفكار مدربه التوسكاني الثوري ماورتسيو سارّي واكتشاف أسلحة جديدة، وانخراط لاعبين جُدد في تشكيلته، وهو ما جعل البارتينوبي يُقدم كرة قدم أكثر إمتاعًا في إيطاليا، وصاحب أقوى خط هجوم بـ57 في 24 مباراة.
لذا، كان لزامًا أن نستنتج بعض الملاحظات حول أداء هذا الفريق كمجموعة وكأفراد قبل مواجهة النادي الملكي غدًا في ملعب السنتياجو برنابيو، حيث سيسعى فريق زين الدين زيدان لضرب مرمى رينا أكثر من مرة للدخول بثقة وفرص أكبر قبل مباراة العودة في جحيم سان باولو، وخلق ما يشبه الرهبة أو الهزة النفسية مُبكرًا لمواصلة المشوار الأوروبي، ولكن تلك بضعة ملاحظات وأشياء على الريال أن يخشى منها أولًا:-
انطلاقات هامسيك المستمرة |
النجم السلوفاكي هو أكثر لاعبي خط وسط نابولي خبرة وأهم عنصر في الـ4-3-3، حيث لا يُمكن تعويضه بلاعب آخر، فهو أكثر اللاعبين في الوسط قدرة على ربط الوسط بالهجوم والقيام بالزيادة العددية خلافًا لبقية رفاقه في منتصف الملعب، وفي الفترة الأخيرة بات لماريكيارو دورٍ إضافي كبير وهو التحرك عموديًا جهة اليسار والعمق وتسجيله لهاتريك "ثلاثة أهداف بديعة" في مرمى بولونيا خير شاهد على ذلك.
يعمل السلوفاكي على التمرير ومساندة الظهير فوزي غوًلام من الجهة اليسرى، وفي حالة فقدان الكرة فهو يعود قدر ما يستطيع إلى العمق الدفاعي لفريق ماورتسيو سارّي لتقديم الدعم اللازم لزملاؤه، لكن عندما تكون الكرة بحوزته فهو يكون مفيدًا أكثر، هو محطة هامة جدًا في أسلوب لعب ماورتسيو سارّي وأكثر من يلمس الكرة، لذا فإن زيدان ربما يلجأ لإحكام السيطرة على المباراة منذ البداية، وإعادة هامسيك -نقطة التمركز الأساسية- للخلف مما سيجعل لاعبين مثل زيلينيسكي يمين الوسط أو كاييخون على الرواق يحاولان استخدام الحل الفردي أو إعادة الكرة للخلف مرة أخرى.
سرعة الثنائي ميرتنز وإنسيني |
يجيد هذا الثنائي القصير طولًا والوافر جهدًا التحرك في مساحات واسعة، واستقبال التمريرات العكسية من آلان بصورة جيدة جدًا ويساعدهم على ذلك خوزيه كاييخون صاحب الجهد الأكثر من ممتاز من الجهة اليمنى دفاعًا وهجومًا، كذلك فإن ميرتنز وإنسيني دائمي الحركة بشكلٍ لا يُمكن توقعه وهو ما يجعل على دفاع الريال مُطالبًا بأخذ الحيطة دائمًا وإجراء رقابة لصيقة عليهما.
سيحاول إنسيني على وجه الخصوص العودة لوسط الملعب وتشتيت الانتباه وترك المجال لميرتنز وكاييخون للانطلاق خلف الدفاع وانتظار الكرة، لكن هل سيُعطي خط وسط الريال الفرصة لحدوث كل هذا؟ هذا الأمر الذي يعرف الجميع أنه مُستبعد بوجود أسماء متميزة دفاعيًا مثل كاسيميرو وتوني كروس الذي يعرف كيف يضبط إيقاع المرينجي دومًا، لكن الأخطاء في حالة حدوثها ستكون قاتلة خاصة في ملعب السنتياجو برنابيو.
لا تجعلهم يسددون |
يملك نابولي سلاح هام وهو التسديد البعيد، لديه أكثر من مُختص مثل ماريك هامسيك، وديريس ميرتنز ولورينزو إنسيني من الكرات الثابتة، والمتحركة بالنسبة للثاني الذي يملك قدم يسرى قوية أيضًا وتسديدات مقوسة رائعة على الحارس نافاس الانتباه إليها، تمكن نابولي من تسديد 8 كرات في مباراة بولونيا من خارج منطقة الجزاء ودخل 3 منهم المرمى، وفي دوري الأبطال أمام بنفيكا البرتغالي خارج ميدانه "انتهت 1-2 لنابولي" حاول كاييخون وإنسيني كثيرًا استخدام هذا السلاح وقد نجح الإسباني بالفعل في استخدامه جيدًا وإعادة الفريق للمباراة قبل أن يخرج منها فائزًا.
معزوفة النابوليتانو تبدأ من الخلف |
إذا ما عدنا بالوراء قليلًا وتحديدًا في الشهر الماضي نجد أن نابولي أقحم الثنائي زيلنيسكي ودياوارا في تشكيلة الفريق بصورة تدريجية، ويعتبر دياوارا من أبرز المواهب التي نجحت في جعل غياب جورجينيو شيء عادي بعد أن كان البرازيلي عنصر لا غنى عنه في السابق، الآن فإن أمادو دياوارا يُمنح كل الثقة من مدربه المصرفي السابق
يلعب دياوارا أمام المدافعين ويتمتع بنسبة تمريرات مذهلة تقترب من الـ100%، وإذا ما نجح نابولي في فرض أسلوبه المُفضل عند مدربه ماورتسيو سارّي وهو الضغط المتقدم فسيكون على الريال اتخاذ خيار لا بد منه وهو ممارسة ضغط أكبر على دياوارا.
نجم بولونيا السابق والذي كان هدفًا للعديد من الأندية الأوروبية والإيطالية في الآونة الأخيرة يملك ثقة كبيرة بنفسه وإمكانياته، هذه تعتبر ميزة في الأغلب، ولكنها في أحيان أخرى تكون وبالًا، لكن على أية حال فاللاعب صاحب الـ19 ربيعًا لديه مستقبل واعد، وقد كان اختياره صائبًا من قبل إدارة الرئيس أوريليو دي لاورنتيس، ربما يكون جورجينيو أكثر حنكة منه، لكن الفوارق البدنية في صالح آمادو.
ترك المساحات لفوزي غُلام |
لا يشارك فوزي كثيرًا في العمل الهجومي في مثل هذه المباريات، ولكن ان احتاج سارّي ذلك وقدم لاعبي الوسط المدافعين الدعم اللازم لخط الظهر فستكون فرصة للنجم الجزائري للتقدم للأمام ولعب عرضيات متقنة للغاية سواء لميرتنز أو لكاييخون الذي يجيد التحول من الطرف للعمق بكفاءة عالية.، فوزي عندما يستقر في مكانه لتأمين الرواق الدفاعي فهو لا يُخطيء في كثير من الأحيان، فإذا كان في يومه وفورمته المعهودة فيمكن أن تنتظر ما هو أكثر منه في تقديم المساندة للثلاثي الأمامي.
تواصل مع حسين ممدوح | ||
صحفي متخصص بشؤون كرة القدم الإيطالية | على فيسبوك | |
على تويتر |